هي المرة الرابعة التي يصل فيها منتخب لبنان الأول لكرة السلة إلى نهائيات كأس العالم. لبنان فرض نفسه بين الكبار عام 2002 في إنديانابوليس الأميركية، وبعدها عام 2006 في اليابان، قبل أن يشارك في بطولة عام 2010 في تركيا ببطاقة دعوة. في أول مناسبتين، كان لبنان يعيش ثورة بكل معنى الكلمة في كرة السلة، مع تألق نادي الحكمة وفوزه ببطولتَي آسيا والعرب، وظهور جيل استثنائي مع فادي الخطيب وإيلي مشنتف وروني فهد... ومحترفين من طراز عال جداً، يتقدمهم نجم الدوري الأميركي للمحترفين NBA سابقاً روني صيقلي، ومات فريجي وغيرهما. في ذلك الوقت، كان لبنان واحداً من أفضل 16 منتخباً حول العالم، وخاصة أنه حقق الفوز على فنزويلا وفرنسا توالياً في مونديال 2006. توالت الأيام، وعجز لبنان عن حجز مكان له بين الكبار لمدة 12 عاماً، وهو عانى خلالها على المستوى القاري أيضاً نتيجة تراجع نتائجه الآسيوية، إلا أن ما حصل خلال السنتين الأخيرتين أعاد الحياة إلى كرة السلة اللبنانية، وعاد المنتخب للتألق من جديد.مسار المنتخب بدأ تصاعدياً منذ تشرين الثاني من العام الماضي 2021، حين تفوق على أندونيسيا في مناسبتين ضمن تصفيات كأس العالم، وكان حينها تحت قيادة المدرب جو مجاعص. تغيّرت الإدارة الفنية بعدها، وحضر المدرب الشاب جاد الحاج، وقاد المنتخب للفوز ببطولة العرب التي أقيمت في شباط الماضي على أرض الإمارات، ليكون بذلك اللقب العربي الأول في تاريخ المنتخب. إنجاز مميز حققه لبنان بعد 5 انتصارات متتالية على كل من الصومال في مناسبتين، والجزائر والأردن، وفي النهائي على المنتخب التونسي القوي بنتيجة (72 ـ 69). بعدها بأيام قليلة تعثر المنتخب أمام الأردن في العاصمة الأردنية عمّان ضمن تصفيات كأس العالم، إلا أنه استعاد التوازن سريعاً وفاز في آخر 5 مباريات له ضمن التصفيات ليضمن مقعده في المونديال السلوي. وكانت أبرز الانتصارات ضمن التصفيات على المنتخب الأردني في بيروت بنتيجة (89 ـ 70)، وقبل أيام على المنتخب الفيليبيني المدجّج بالنجوم بنتيجة (85 ـ 81). وفي هذه الفترة أيضاً، استعاد منتخب لبنان مكانته الآسيوية، بعدما حلّ ثانياً في بطولة آسيا التي احتضنتها أندونيسيا خلال تموز الفائت. وفي هذه البطولة، وصل لبنان إلى المباراة النهائية للمرة الرابعة في السنوات العشرين الأخيرة (2001 ـ 2005 ـ 2007)، وحقق 5 انتصارات متتالية في ظرف 10 أيام على الفيليبين ونيوزيلندا و«التنين الصيني» في ربع النهائي، إضافة الى الأردن في المربع الذهبي، قبل أن يخسر النهائي أمام أوستراليا القوية بفارق نقطتين فقط (75 ـ 73).
استحق لبنان التأهّل قبل 4 جولات على نهاية التصفيات الآسيوية


نتائج مميزة تدل على أن المنتخب الحالي هو واحد من الأبرز في تاريخ كرة السلة اللبنانية. منتخب متجانس يجمع بين الخبرة والشباب، وينتهج فلسفة المجموعة. يبرز كل من القائد علي حيدر، وأفضل لاعب في آسيا وائل عرقجي كعنصرَي خبرة أساسيين، مع تألق الشباب وعلى رأسهم سيرجيو الدرويش وكريم زينون وعلي منصور، إضافة الى ابن الـ 19 عاماً والمحترف مع نادي جامعة ميشيغان الأميركية يوسف خياط. أسماء مميزة يضاف إليها كل من هايك غيوكوجيان وكريم عز الدين، كما أمير سعود وعلي مزهر وإيلي شمعون وجيرار حديديان، سيكون لها شأن كبير خلال الفترة المقبلة، وخاصة أن معدل أعمار منتخب لبنان لا يتجاوز 26 عاماً.
ورغم ضمان التأهل إلى المونديال السلوي، يبقى لمنتخب لبنان 4 مواجهات ضمن التصفيات هي أمام نيوزيلندا والهند في بيروت في 10 و13 تشرين الثاني المقبل ضمن «النافذة الخامسة»، ومن ثم الفيليبين ونيوزيلندا خارج الديار خلال شباط من العام المقبل 2023. وخلال هذه المباريات، سيعمل الجهاز الفني للمنتخب على تحضير أكبر عدد ممكن من اللاعبين، ليتم اختيار التشكيلة الأنسب للمشاركة في المونديال السلوي المقرر في أيلول من العام المقبل. والأكيد أن الفلسفة المعتمدة حالياً والتي تعتمد على المجموعة، ستبقى سائدة خلال الفترة المقبلة نظراً إلى النجاح الكبير الذي حققته. والدليل الواضح على هذا النجاح هو أداء المنتخب في مباراة أمس أمام الهند، والتي سجل خلالها جميع اللاعبين، فكان نصيب المجنّس جوناثان آرليدج 21 نقطة، مع 15 لوائل عرقجي و12 لإيلي شمعون، و10 لعلي منصور، و7 نقاط لكل من كريم زينون وهايك غيوكوجيان وعلي مزهر، و6 نقاط لعلي حيدر وكريم عز الدين، إضافة الى 4 نقاط لجيرارد حديديان.



ثلاثة منتخبات في كأس العالم
في إنجاز تاريخي للمرة الأولى، تأهلت ثلاثة منتخبات لبنانية لكرة السلة هذا العام إلى نهائيات كأس العالم. البداية كانت مع منتخب تحت 16 عاماً الذي حلّ في المركز الرابع لبطولة آسيا التي أقيمت في قطر خلال حزيران الفائت، وشارك في بطولة العالم التي أقيمت في إسبانيا خلال شهر تموز. وقبل أيام تأهل منتخب الناشئين (تحت 18 عاماً) إلى بطولة العالم المقررة العام المقبل، بعد وصوله إلى نصف نهائي بطولة آسيا التي احتضنتها إيران. والمنتخب اللبناني كان قد تجاوز إيران والفيليبين في طريقه الى المربع الذهبي. ويوم أمس، حسم منتخب الرجال بطاقة المونديال قبل 4 جولات على نهاية التصفيات.