لم يكن سهلاً على القيّمين على مباراة الكأس السوبر في كرة القدم بين النجمة والعهد على ملعب بحمدون أمس الأحد أن يتخذوا قراراً بإلغائها. لكن تم اتخاذ القرار تفادياً لمجزرة كان من الممكن أن يشهدها الملعب إذا أقيمت المباراة. المشاكل بدأت قبل ساعتين ونصف ساعة مع وصول عدد من الجمهور يحملون بطاقات مزورة، ضبطها مراقب المباراة سعيد عبد الخالق الذي تحفّظ على البطاقات المزورة مع أسماء الأشخاص الذين عمدوا الى بيعها أو حاولوا الدخول بها إلى ملعب بحمدون. حتى الآن، كانت الأمور تحت السيطرة حتى بدأت حافلات جمهور النجمة بالوصول إلى الملعب مع عدم وجود بطاقات دخول مع قسم كبير منهم نتيجة تحديد عدد الحضور بـ 400 مشجع. هذا الأمر دفع بالعشرات إلى محاولة الدخول عنوة إلى الملعب وتحطيم البوابة الرئيسية، ودخول الجميع إلى الملعب بمن فيهم حاملو البطاقات المزورة. في هذه الأثناء، وصلت حافلة فريق العهد التي تحمل اللاعبين والجهاز الفني عند الساعة 14.45، حيث قام أحد الأشخاص الذي استغل حماسة بعض جمهور النجمة وحبه للفريق كي يصفي حساباته الخاصة بالتعرض للحافلة ورميها بالزجاجات، ما أدى إلى إصابة عضو الجهاز الفني محمد طحان برأسه وإلى نزف للدماء.هنا تصدى بعض جمهور النجمة كعلي العوطة ومصطفى أمهز وحسن سويدان وإبراهيم زريق وعلي حمود لمحاولة بعض الأشخاص جرّ الملعب إلى فتنة ومجزرة، فحصل تضارب مع بعض الأشخاص وطلبوا مساعدة بعض الجمهور لإيقاف هذه الأعمال، فلقوا تجاوباً نظراً إلى ما لديهم من مكانة وصدقية عند الجمهور.
هذه الأجواء، رغم وجود قوى أمنية من قوى أمن داخلي وجيش، رغم وصول الأخير بعد دخول الجمهور عنوة، أوحت بعدم إمكانية إقامة المباراة. فإذا كانت الأجواء مشحونة بهذا الشكل قبل حوالي ساعتين على المباراة، فكيف ستكون الحال خلالها وبعدها، وخصوصاً أن مدخل ومخرج الجمهورين واحد، وطريقهما إلى الخارج واحدة.
هنا تم اتخاذ القرار بعدم إقامة المباراة، وخرج جمهور النجمة عند الساعة 15.15، في حين انتظر لاعبو العهد ساعة كاملة قبل أن يغادروا الملعب عند الساعة 16.15، لتنتهي المباراة قبل أن تبدأ ويخسر الجمهور فرصة مشاهدة مباراة جميلة بين فريقين كبيرين، وكل هذا بسبب شغب بعض الأشخاص الذين يتستّرون خلف ستارة جمهور النجمة.