بعدما بنى مجد ميلان خلال ثلاثة عقود من الزمن وجعله أحد أبرز عمالقة كرة القدم الأوروبية قبل أن يبيعه، يعود رجل الأعمال رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلوسكوني إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم «سيري أ» من بوابة المتواضع مونتسا، مع هدف عدم الاكتفاء بالصراع من أجل البقاء بين الكبار بل المنافسة والفوز بالألقاب.كان الملياردير البالغ من العمر 85 عاماً واضحاً في أهدافه حين قال مباشرة بعد صعود مونتسا إلى الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه «هل تعلمون؟ نريد إحراز لقب الدوري والذهاب إلى دوري أبطال أوروبا».
من المؤكد أن الحديث عن الذهاب إلى دوري الأبطال ما زال مبكراً جداً، بل على الوافد الجديد اكتساب خبرة اللعب بين الكبار والتعامل مع كل مباراة على حدة في مشواره الأول في دوري الأضواء، بدءاً من اللقاء الذي يجمعه السبت في المرحلة الافتتاحية مع تورينو.
صعد مونتسا الذي اشتراه بيرلوسكوني عام 2018، إلى دوري الدرجة الأولى بعد تفوقه على بيزا في ملحق التأهل إلى «سيري أ».
وبعد فوزه على أرضه 2-1، ضمن مونتسا أول صعود بعد مباراة إياب دراماتيكية حسمها 4-3 بعد التمديد (2-3 بعد انتهاء الوقت الأصلي) على استاد بيزا، تحت أنظار بيرلوسكوني الذي قاد ميلان إلى حقبته الذهبية وترأسه بين عامَي 1986 و2017.
قال بيرلوسكوني لشبكة «دازون»: «هذه سعادة كبرى. تأسّس مونتسا عام 1912 ولم يتأهل إلى سيري أ». نجحنا اليوم وبات مونتسا يملك فريقاً يستحقه وسيلتقي الموسم المقبل كبار الدوري الإيطالي».
اشترى بيرلوسكوني مونتسا بعد عام من بيعه ميلان الذي أصبح عملاقاً محلياً وقارياً في ولايته، محرزاً لقب دوري أبطال أوروبا خمس مرات والدوري المحلي ثماني مرات.
وبعد حلوله رابعاً في الدرجة الثانية، خاض مونتسا ملحقاً للأندية التي حلت بين المركزين الثالث والثامن.
كان مونتسا الواقع على مقربة من ميلانو لا يزال في الدرجة الثالثة عندما اشتراه بيرلوسكوني عام 2018 مقابل صفقة مقدّرة بـ3.4 ملايين دولار.
صعد إلى الدرجة الثانية (سيري ب) عام 2020. وفي العام الماضي أخفق بالصعود إلى دوري النخبة لخسارته في الملحق، برغم سياسة تعاقدات قوية شهدت ضمه الغاني كيفن-برينس بواتنغ والمهاجم المشاغب ماريو بالوتيلي.
وأوكل بيرلوسكوني إدارة النادي ليده اليمنى في سنوات نجاح ميلان، أدريانو غالياني البالغ 77 عاماً. تعاقد مع المدرب جوفاني ستروبا (54 عاماً)، لاعب ميلان ومونتسا السابق الذي قاد كروتوني إلى الدرجة الأولى في 2020.
والآن وبعد ضمان الوجود في لعبة الكبار، تتزامن عودة بيرلوسكوني الى «سيري أ» مع تتويج ناديه السابق ميلان باللقب للمرة الأولى منذ عام 2011 بعد تفوقه على جاره اللدود إنتر بطل الموسم قبل الماضي.
والعودة إلى لعبة الكبار ليست محصورة بالرياضة وحسب، بل كشف بيرلوسكوني الأربعاء بأنه يأمل العودة إلى البرلمان الإيطالي في الانتخابات المقررة الشهر المقبل، وذلك بعد قرابة عقد من الزمن على إجباره الانسحاب من الحياة السياسية بسبب إدانته بتهمة الاحتيال الضريبي.
ولا يزال بيرلوسكوني قيد المحاكمة بتهمة دفعه للضيوف من أجل الكذب في قضية حفلاته الجنسية عندما كان رئيساً للوزراء.
وجود غالياني إلى جانب رئيس الوزراء السابق، يعني أن هناك رجلاً محنكاً في النادي يعرف كيف يجري التعاقدات التي بلغت 11 منذ ضمان صعود الفريق إلى الدرجة الأولى، أبرزهم ماتيو بيسينا الذي سيرتدي شارة قيادة فريق مسقط رأسه بعد قدومه من أتالانتا على سبيل الإعارة.
كما تشمل التعاقدات الجديدة العديد من الذين يتمتعون بخبرة اللعب في الدرجة الأولى مثل جانلوكا كابراري الذي تألق الموسم الماضي مع فيرونا، والحارس أليسيو كرانيو الذي اشتهر بصده ركلات الترجيح.
كما تعاقد غالياني مع لاعبي إنتر السابقين ستيفانو سينسي وأندريا رانوكيا، مع طموح إضافة نجوم كبار إلى التشكيلة وإن كان مستبعداً، على غرار مهاجم إنتر السابق وباريس سان جرمان الفرنسي الحالي الأرجنتيني ماورو إيكاردي.
سيحتاج غالياني ورجاله إلى كل المساعدة الممكنة في معمودية النار التي تضعهم في مواجهة نابولي وروما وأتالانتا ويوفنتوس في أول سبع مراحل من الموسم.
وقال غالياني في مقابلة مع صحيفة «توتوسبورت» نُشِرت الثلاثاء إن «+سيري س+ (الدرجة الثالثة) هي لعبة، +سيري ب+ (الدرجة الثانية) هي لعبة أخرى، و+سيري أ+ (الدرجة الأولى) هي لعبة مختلفة تماماً».
وتابع «اشترينا نادياً كان حتى حزيران/ يونيو 2017 فريقاً للهواة. كان من الواضح أن اللاعبين هناك لن يفوزوا بدوري الدرجة الثالثة، لذلك... كان علينا تغييرهم»، مضيفاً «في نفس السياق اليوم، نحن بحاجة إلى تغيير بعض أولئك الذين فازوا بدوري الدرجة الثانية. كثير منهم سيعانون في سيري أ».
كما وجه غالياني، اهتمامه إلى المسائل القارية، مشدداً على ضرورة تأسيس الدوري السوبر الأوروبي المنشق عن دوري الأبطال التقليدي، من دون أندية الدوري الإنكليزي الممتاز من أجل إعادة التوازن المالي الذي انحرف بسبب الثروة الهائلة لدوري «برميرليغ».
وقال في هذا الصدد «تكسب الأندية الإنكليزية العشرون في دوري النخبة قرابة أربعة أضعاف ما تكسبه الأندية العشرين في الدوري الإيطالي»، موضحاً «لقد ربحنا 33 مليون يورو من حقوق البث التلفزيوني، بينها ثلاثة ملايين أرسلت إلى أندية الدرجة الثانية... الفريق الصاعد إلى الدوري الإنكليزي الممتاز يحصل على 160 مليون يورو من التلفزيون (حقوق النقل). كيف يفترض بنا منافسة نوتنغهام فورست؟» الصاعد من المستوى الثاني «تشامبيونشيب» إلى الدوري الإنكليزي الممتاز.