ست مباريات متبقّية لمنتخب لبنان لكرة السلة في تصفيات كأس العالم، مقسّمة على «ثلاث نوافذ». المنتخب الذي يُعتبر واحداً من الأفضل في تاريخ كرة السلة اللبنانيّة يواجه الفيليبين على أرضه في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، قبل أن يرحل في 29 آب أيضاً إلى الهند لمواجهة أصحاب الأرض في مهمة سهلة نسبياً. مباراتان قد تكونان حاسمتين في مشوار التأهل إلى المونديال، إذ إن الفوز بهما يعني وصول لبنان إلى «التظاهرة العالمية»، وبالتالي استعادة ذكريات 2002 و2006 و2010 حين حجز لبنان مكاناً له بين كبار العالم في كرة السلة.مباراتا الفيليبين والهند تندرجان ضمن «النافذة الرابعة» من التصفيات المونديالية، ويلعب «رجال الأرز» على أرضهم مع نيوزيلندا والهند في 10 و13 تشرين الثاني المقبل ضمن «النافذة الخامسة»، قبل أن يعودوا ويواجهوا في «النافذة السادسة» والأخيرة خلال شباط 2023 كلاً من الفيليبين ونيوزيلندا خارج الديار. ويحتل لبنان المركز الثاني في المجموعة الأولى برصيد 7 نقاط خلف نيوزيلندا (8)، وأمام الأردن (6)، وتتأهل أول ثلاثة منتخبات مباشرة الى كأس العالم من المجموعتين الآسيويتين. (إذا حلّت الفيليبين في أحد المراكز الثلاثة الأولى يتأهل صاحب المركز الرابع أيضاً لتكون بذلك7 منتخبات آسيوية في المونديال).
يواجه لبنان الفيليبين والهند خلال شهر آب الجاري ضمن التصفيات المونديالية


مباريات ست، ستكون الأهمية الكبرى فيها لمواجهتي آب الحالي، وذلك لحسم بطاقة العبور إلى المونديال. هذه المهمة لن تكون صعبة على المنتخب الذي يقدم نتائج مميزة تحت قيادة المدرب جاد الحاج. الأخير نجح بإيجاد توليفة تجمع بين الشباب والخبرة في المنتخب، وهو غيّر كثيراً من فلسفة الفريق الذي بات يعتمد على السرعة أولاً، والدفاع القوي والمتماسك ثانياً. المنتخب المتجدد أحرز لقب بطولة العرب في شباط الفائت بعدما تجاوز تونس القويّة في النهائي (72 ـ 69)، قبل أن يعود ويقدم أداء مميزاً في التصفيات المونديالية بفوزه في ثلاث مباريات من أصل أربع. وكانت نقطة التحول الكبيرة في أداء لبنان خلال بطولة آسيا الأخيرة التي احتضنتها إندونيسيا. لبنان فاز في 5 مباريات، وخسر السادسة وهي النهائي أمام العملاق الأسترالي بفارق نقطتين فقط (75 ـ 73). وكان الأهم خلال بطولة آسيا هو كسر لبنان لمعادلة نيوزيلندا، إذ تفوّق عليها في الدور الأول بنتيجة (86 ـ 72) قبل أن يُقصي «التنين الصيني» في ربع النهائي (72 ـ 69). والمنتخب فاز أيضاً في مباراته الأولى على نظيره الفيليبيني بفارق 15 نقطة (75 ـ 80)، وهو ما يعطي مؤشراً إلى أن مباراته الأولى المقبلة في التصفيات أمام الفيليبينيين لن تكون صعبة، قبل أن يرحل لمواجهة الهند الضعيفة على مستوى كرة السلة.
وفي وقت سيغيب اللاعب الشاب يوسف خياط (19 عاماً) عن «النافذة الرابعة» بسبب التحاقه بفريق جامعة ميشيغان الأميركية، ستعطي عودة أمير سعود دفعة معنوية جيدة للمنتخب، مع تألق كلّ من وائل عرقجي (أفضل لاعب في بطولة آسيا) وعلي حيدر، إضافة الى سيرجيو الدرويش الذين أثبتوا علوّ كعبهم في البطولة القارية، وفرضوا أنفسهم أمام منتخبات كانت لسنوات طويلة الأفضل على مستوى آسيا والعالم.
المنتخب يمتلك الأسماء المميزة، وهو اليوم في أعلى جهوزية نفسية وبدنية بعد النتائج الكبيرة أخيراً، والأكيد أن لقاءات شهر آب الجاري لن تكون أصعب من تلك التي لُعبت سابقاً، كما أن حلم الوصول إلى المونديال بالنسبة إلى اللاعبين سيكون أفضل حافز ممكن من أجل تقديم الأداء المثالي، وتحقيق النتائج الإيجابية.