موسمٌ جديد في كرة القدم اللبنانية يشقّ طريقه بانطلاقة تقليدية مع كأس النخبة التي تقصّ شريط افتتاحها اليوم، وكأس التحدي التي تبدأ منافساتها يوم غدٍ.المسابقتان لا تحملان طبعاً أهمية البطولات الرسمية لكن أهميتهما تبدو كبيرة جداً بالنسبة إلى الفرق الـ 12 التي ابتعدت عن أجواء المنافسة منذ فترةٍ ليست بقصيرة، وانشغلت إداراتها في المكاتب لتأمين ميزانياتها وصفقاتها الخاصة باللاعبين، أكثر من الملاعب التي تأخرت في استقبال التمارين بالنسبة إلى الاكثرية الساحقة من الأندية.
العين ستكون بدايةً على كأس النخبة التي أوقعت قرعتها العهد بطل الدوري على رأس المجموعة الأولى إلى جانب البرج وشباب الساحل، بينما ترأس النجمة بطل كأس لبنان المجموعة الثانية إلى جانب التضامن صور والأنصار.
بطلا الموسم الماضي سيبدآن المشوار اليوم، العهد بمواجهة البرج عند الساعة الرابعة بعد الظهر على ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية، والنجمة في مواجهة التضامن صور عند الخامسة على ملعب أمين عبد النور في بحمدون.

نشاط لدى الأصفرين
الواقع أن وضع الفريقين يبدو مختلفاً إلى أبعد الحدود حيث الاستقرار والصفقات الكبيرة في النادي الأصفر، وحيث الجو الضبابي وحالة الجمود التي يعيشها نظيره النبيذي.
بطبيعة الحال، يتفق المراقبون بأن العهد سيكون مرشحاً لإحراز لقب أي بطولةٍ يخوضها، وهو الذي يعاني من مسألةٍ واحدة فقط، وهي التخمة في عدد اللاعبين التي قد تدفع إلى إعارة البعض منهم قبل انطلاق الدوري، وذلك لإفساح المجال أمام زرع ثلاثة لاعبين أجانب في التشكيلة الأساسية. وهذه النقطة بالتحديد يبرع العهد في العمل عليها استناداً إلى تجارب مواسمه الناجحة حيث تعاقد مع أجانب مميزين صنعوا الفارق بالنسبة إليه في طريقه إلى منصات التتويج.
لكن خصم العهد في المباراة الأولى ليس بالفريق العادي فهو الذي حاول منافسته على لقب الدوري من دون أن يتمتع بالنفس الطويل الذي يخوّله البقاء في السباق حتى الأمتار الأخيرة.
مباراتان اليوم في انطلاق كأس النخبة التنشيطية التي تقصّ شريط افتتاح الموسم الجديد


من هنا، سارع إلى إجراء ورشة تعزيز بعد تعاقده مع لاعبه السابق المدرب السوداني أسامة الصقر، ليلحق به إلى برج البراجنة لاعب الوسط محمد السباعي «وارطان» وعلي ناصر ومحمد ناصر الدين والغاني دينيس تيتي الذي برز في الفترة القصيرة التي قضاها مع الأخاء الأهلي عاليه خلال سداسية الموسم الماضي. كما أضاف البرج قبل أيام المدافع الغاني ريتشارد بافور الذي يملك سيرةً ذاتية لافتة بعدما دافع سابقاً عن ألوان أنديةٍ عربية معروفة هي الإسماعيلي المصري، القوة الجوية العراقي والأنصار السعودي.

تفاؤل ثم تشاؤم
وفي خضم هذه الأجواء الناشطة، وبعد فترة تفاؤل عاشها الجمهور النجماوي عقب ضجة تمديد العقود والتعاقد مع بعض الوجوه المحلية المعروفة، حلّ الجمود فجأةً، والذي أوصل حتى إلى إيقاف التمارين، وذلك بعد عودة النادي الشعبي العريق إلى دوامة الاضطرابات الإدارية، وهذه المرّة عقب الاستقالات المفاجئة لأعضاء من الإدارة ومن ثم رئيس النادي.
خطوة أسعدت البعض وأقلقت البعض الآخر، إذ إن قسماً يرى فيها فرصةً لإعادة إحياء النادي وفق أسسٍ أقوى وأوضح لا لبس فيها مبنية على مدّ جسور الثقة مع الجمهور والوفاء بالوعود للعودة إلى المنافسة على لقب الدوري. أما القسم الآخر فانتابه القلق لأن الصورة لا تبدو واضحة بالنسبة إليه حول من سيتلقف «كرة النار» النجماوية التي اشتعلت من داخل البيت في الأشهر القريبة الماضية وتحوّلت إلى «ثورة» في الشارع مليئة بالمطالب بالنسبة إلى قسمٍ كبيرٍ من الجمهور القلق على مستقبل ناديه المفضل.
من هنا، وبانتظار معرفة حقيقة خطوة تلك الاستقالات بعيداً من المناورات، وتسليم الأمانة الشعبية لمن يستحقها، ستكون الكلمة للاعبين رغم البلبلة القائمة في المنارة في ظل الحديث عن مواعيد الاستحقاقات الخاصة بالمستحقات التي دفعت البعض إلى بدء العمل على الرحيل.
هذا في وقتٍ يبدو الخصم مرتاح البال أي التضامن صور الذي عمل رئيسه صائب بواب على ترتيب أوضاعه الداخلية انطلاقاً من رغبةٍ طموحة لديه بإعادته إلى دائرة المنافسين على المراكز الأولى، فشرع في تعزيز صفوفه بما يحتاجه من صفقات شراء وإعارة إيذاناً بتقديم فريقٍ يليق بلقب «سفير الجنوب».
إذاً هي «بروفة» فنيّة للبعض ومساحة لانطلاقة جديدة للبعض الآخر، وأيضاً للتنفيس عن القلق الدفين بالنسبة إلى آخرين، وذلك في وقتٍ يبدو فيه جمهور الكرة سعيداً بعودة النشاط الذي اشتاق إليه، وآملاً بأن يكون الدوري المقبل الذي ينطلق في 2 أيلول، هادئاً وممتعاً ولا يشبه الذي سبقه بأي تفصيلٍ من تفاصيله التي يجب أن تُذكر لتعلّم الدروس لا أن تعاد لعدم الوقوع في الأخطاء.