فور ترؤّسه إدارة تشيلسي، وضع المالك الجديد تود بولي 200 مليون يورو على طاولة المدرب توماس توخيل، بهدف تدعيم الفريق لحصد الألقاب. كان رحيم ستيرلينغ أول المستقدمين حيث جاء من مانشستر سيتي مقابل 56.20 مليون يورو، ثم تركز العمل على الخط الخلفي ليأتي السنغالي خاليدو كوليبالي كأبرز الأسماء. النادي في صدد إبرام العديد من الصفقات الأخرى ما يجعل مستقبل 3 خرّيجين من الأكاديمية في موضع شك.بدأ تشيلسي جولته التحضيرية قبل أسبوع بمشاركة لاعبي الفريق الأول والصفقات الجديدة إضافةً إلى الذين كانوا خارج ستامفورد بريدج على شكل إعارة. أبرز العائدين هم ثلاثة شبان واعدين تخرجوا من أكاديمية تشيلسي، ينتظرون مصيرهم مع نهاية فترة التحضيرات.
عاد متوسط الميدان كونور غالاغير إلى تشيلسي هذا الصيف بعد موسمين كاملين من الخبرة في الدوري الإنكليزي الممتاز رفقة ويست بروميتش ألبيون وكريستال بالاس توالياً إضافةً إلى مشاركته الدولية مع منتخب إنكلترا. وبعد أن لعب أغلب دقائق مباريات الجولة التحضيرية، صرّح مدرب تشيلسي توماس توخيل بأن غالاغير يمكن أن يصبح «عنصراً حيوياً بعد أن أثبت جدارته باللعب في تشكيلة الفريق».
في الدائرة نفسها، لا تزال الشكوك تحوم حول مستقبل المهاجم الشاب أرماندو بروخا والمدافع الواعد ليفي كولويل. أراد اللاعبان ترتيب وضعيهما قبل انطلاق طائرة «البلوز» في جولة ما قبل الموسم إلى الولايات المتحدة الأميركية، ولا يزال مستقبلهما مبهماً قبل أسابيع قليلة على انطلاق الدوري. قد لا يكون لدى كولويل وبروخا نفس تجربة غالاغير، لكن كليهما يسعيان إلى الحصول على ضمانات تتيح لهما اللعب بشكل منتظم وإلا الخروج بشكل دائم.
لطالما استفاد النادي اللندني من أبناء الأكاديمية خاصة في فترة العقوبات


ويعتبر كولويل أحد أفضل المواهب الدفاعية الشابة في كرة القدم الإنكليزية، رغم أنه لم يظهر في المستوى العالي حتى الآن. برز المدافع الشاب رفقة فريق هادرسفيلد في دوري الدرجة الأولى «تشامبيونتشيب» خلال الموسم الماضي، وأظهر أنه جدير في الحصول على فرصة مع تشيلسي. من جهته، تألق بروخا رفقة ساوثهامبتون في النصف الثاني من الموسم الماضي، وهو يسعى جاهداً إلى تحديد مصيره قبل انطلاق الدوري (يحظى اللاعب باهتمامات من عدة أندية غير أن توخيل أصر على أن الحكم لن يكون إلا في نهاية الفترة التحضيرية).
الموهبة الكبيرة للثلاثي الشاب تعطي حلولاً عملية لتشكيلة توخيل. يمكن أن يخفف غالاغير من عبء خط الوسط المركزي عن كاهل نغولو كانتي وجورجينيو، ويستطيع بروخا أن يساعد في ملء الفراغ المترتب عن إعارة روميلو لوكاكو إلى إنتر ميلانو، فيما من المرجح أن يداور كولويل على مركز في الخط الخلفي.

الاستفادة من الماضي
يخشى تشيلسي تكرار سيناريو المواسم الماضية، والتي كان آخرها في صيف 2021 عندما تخلى عن خدمات المدافعين فيكايو توموري ومارك غويهي، إضافةً إلى المهاجم الشاب تامي أبراهام. تألَّق الثلاثي بشكلٍ لافت وأثبتوا قيمتهم رفقة إي سي ميلان، كريستال بالاس وروما توالياً خلال الموسم الماضي، ما صوّب أسهم الانتقادات على تشيلسي خاصةً في ظل حاجة الفريق لأسماء في الخطين الخلفي والأمامي.
هناك تباين كبير في الآراء بين الإدارة، الجهاز الفني والجماهير. منهم من يريد زيادة عدد خريجي الأكاديمية في الفريق الأول ومنهم من يريد أسماء لامعة جاهزة للمنافسة على الألقاب. أثبتت أكاديمية تشيلسي في السنوات القليلة الماضية مدى ثقلها من ناحية حصد الألقاب المحلية والأوروبية وتخريج مواهب كبيرة، أبرزها مايسن ماونت وريس جايمس اللذان ثبّتا أقدامهما في تشكيلة الفريق الأول.
لا يزال المستقبل مجهولاً بالنسبة إلى أبناء الأكاديمية، وقد يكون مفتاح تشيلسي للمضي قدماً هو إيجاد أفضل توازن ممكن.