هي المباراة الأهم لمنتخب لبنان ضمن دور المجموعات لبطولة آسيا الحالية. «منتخب الأرز» الذي يقدم أداء مميزاً منذ فترة يواجه منتخب نيوزيلندا القوي في ثاني المباريات، والفائز اليوم سيحسم نظرياً صدارة المجموعة الرابعة وبالتالي يحسم تأهله الى ربع نهائي البطولة القارية، على اعتبار أن لبنان يواجه في مباراته الثالثة منتخب الهند المتواضع، فيما تلعب نيوزيلندا مع الفيليبين في مباراة سهلة على الورق.لبنان يجب أن يضع خلف ظهره فوزه على الفيليبين ويدخل مباراة اليوم بتركيز عالٍ من أجل تحقيق نتيجة إيجابية. الرسالة التي بعثت بها نيوزيلندا الى جميع المنافسين كانت واضحة، عندما حقّقت الفوز على الهند في مباراتها الآسيوية الأولى بنتيجة (100 ـ 47). واللافت أيضاً أن 7 لاعبين من منتخب نيوزيلندا سجّلوا 10 نقاط على الأقل في مباراة الهند، أي أن المنتخب لا يعتمد على لاعب بعينه بل يضم مجموعة من اللاعبين المميزين.
النقطة الثانية المهمة هي أن تاريخ المواجهات بين المنتخبين هو لصالح النيوزيلنديين، فهم حقّقوا فوزاً كبيراً على لبنان في كأس العالم للعبة عام 2010 بنتيجة (108 ـ 76)، إضافة إلى انتصار ثان عام 2018 خلال تصفيات كأس العالم على أرضهم بنتيجة (63 ـ 60).
وبالعودة إلى مباراة اليوم فإن المنتخب اللبناني يبدو حاضراً لتقديم أفضل أداء ممكن، وخاصة أن المدرب جاد الحاج نجح حتى الآن بتحقيق الانسجام بين اللاعبين. ففي المباراة الأولى أمام الفيليبين برز وائل عرقجي مع 20 نقطة، فيما لعب المجنّس جوناثان آرلدج دوراً مهماً مع 19 نقطة و6 متابعات (ريباوند)، إضافة إلى 2 ستيل و2 بلوك شوت، وكان نصيب هايك غيوغوشيان 19 نقطة ايضاً، بعدما سجّل 4 ثلاثيات من 5 محاولات. وعند خط الثلاثيات سجّل آرليدج 2 من 3 وكذلك الأمر لإيلي شمعون.
المنتخب اللبناني يلعب كمجموعة منسجمة، مع تركيز على وائل عرقجي في مركز صناعة اللعب. الأخير قدّم كل شيء ممكن ليقود لبنان للفوز على الفيليبين خاصة الاختراقات عن الجهة اليسرى، إضافة إلى توزيع اللعب بطريقة ممتازة. ونجح المدرب اللبناني أيضاً بإخراج أفضل ما يملكه جوناثان آرليدج على المستوى الهجومي، والذي ساعد على زيادة سرعة المنتخب اللبناني وهي نقطة القوة الأهم.
نجح المدرب اللبناني أيضاً بإخراج أفضل ما يملكه جوناثان آرليدج على المستوى الهجومي


في مباراة اليوم سيعتمد لبنان على عرقجي، إضافة الى آرليدج وسيرجيو الدرويش مع دور أكبر لغيوغوشيان الذي يبدو قادراً على التحكم بنسق المباريات في أوقات محددة من أي مباراة. هذا وللمرة الثالثة على التوالي (بعد مباراتي الأردن والسعودية في التصفيات) ينجح المدرب جاد الحاج في تطبيق خطة الضغط العالي (Full-court press) التي يستخدمها في الربع الثاني، من أجل منع الفريق المنافس من بناء الهجمات، وبالتالي توسيع الفارق لصالح لبنان.
ومن جهة أخرى يبدو واضحاً أن لبنان يفتقد لجهود القائد علي حيدر، إذ إن المنتخب بحاجة إلى لاعب ارتكاز قوي تحت السلة يكون قادراً على إزعاج المنافسين دفاعاً وهجوماً والتقاط أكبر عدد ممكن من الـ«ريباوند». حيدر وبحسب العديد من المصادر يمكن أن يلتحق بالمنتخب في وقت لاحق في حال ظهرت نتيجة فحص كورونا سلبية، إلا أن لا شيء مؤكداً حتى الآن. ومن أجل سد الثغرة تحت السلة سيتعيّن على المدرب اللبناني اليوم إشراك آرليدج وغيوغوشيان وكريم عز الدين في وقت واحد لبعض الفترات لإيقاف لاعبي المنتخب النيوزيلندي الذين يزيد طول 5 منهم عن المترين.
مباراة صعبة تنتظر لبنان اليوم، والفوز فيها سيعطيه الصدارة نظرياً، وبالتالي التأهل مباشرة إلى ربع النهائي وتجنّب خوض مباريات الملحق التي يلعبها ثاني وثالث كل مجموعة في 18 الشهر المقبل لإكمال عقد المتأهلين إلى ربع النهائي.