الجزائر رائعة. قدمت ملحمة كروية أمام ألمانيا بطلة العالم ثلاث مرات. رغم كل الترشيحات التي تصب في مصلحة «الماكينات»، إلا أنّ الجزائر كانت الأفضل. لكنها كرة القدم، اللعبة غير العادلة على الإطلاق. وجمال اللعبة أنها كذلك. أمس، في الدور الثاني من بطولة كأس العالم، تأهلت ألمانيا إلى ربع النهائي بعد فوزها 2-1.
على الجميع أن يعلم أن «محاربي الصحراء» كانوا يستحقون التأهل. في الشوط الأول، وفي أول نصف ساعة أهدر الجزائريون خمس فرص مؤكدة للتسجيل. أما من ناحية «المانشافت»، فقد كانت التسديدات من خارج المنطقة ملاذهم الوحيد، إذ كان اللاعبون متمركزين بنحو ممتاز، والدفاع محكماً. ولهذا الملاذ، كان الحارس الرائع رايس مبولحي بالمرصاد، عبر صدِّه العديد من الكرات الخطيرة.
لعب الجزائريون بانضباط عال، معتمدين على اللعب البدني القوي، والسريع جداً أمام بطء مدافعي ألمانيا. لم يكن خياراً انتحارياً اللعب على الهجوم. نجحت غانا، بهذه الخطة أمام ألمانيا. ونجحت أمس هذه الخطة بجعل الألمان في بعض لحظات المباراة تائهين. لكنهم عادوا سريعاً في الشوط الثاني.
أعاد المدرب يواكيم لوف وعيهم. وكانوا قريبين من افتتاح التسجيل، لكنه مبولحي مجدداً، الذي تصدى لها. ازدادت فرص منتخب ألمانيا عبر التسديدات والتمريرات البينية والطويلة. هجوم متواصل لقي عدة مرتدات من الجزائريين، لكن الحظ، والسرعة الزائدة رغبةً في التسجيل، والأهم الحارس مانويل نوير الذي كان في بعض اللقطات يأخذ دور قلب الدفاع، كانوا حائلاً دون ذلك.
استمر التعادل حتى نهاية المباراة. الوصول للشوط الأول الإضافي بالتعادل سلبياً مع ألمانيا أقوى منتخبات المونديال، يعد بحد ذاته إنجازاً.
يمكن القول إن نقطة الـ«خضر» السلبية الوحيدة هي الضعف من الناحية البدنية. ودائماً ما يظهر هذا واضحاً في اللحظات الأخيرة من المباريات التي لعبوها. وحين يلقى منك التعب أمام «الماكينات»، فشباكك ستهتز. في الدقيقة الأولى من الوقت الإضافي، أخذ توماس مولر الكرة مستفيداً من خطأ دفاعي، مررها الى أندريه شورله الذي وضعها بحرفية داخل الشباك، معلناً تأهل ألمانيا إلى ربع النهائي.
بعد الهدف، لم تستسلم الجزائر بسهولة، حاولوا العودة بالنتيجة، لكن رجال المدرب يواكيم لوف سجلوا هدفاً آخر عبر مسعود أوزيل (120). وبعدها بدقيقة، سجلت الجزائر هدف الشرف عبر عبد المؤمن جابو.
في نهاية هذه الملحمة خسرت الجزائر 1-2. ثأرت ألمانيا لخسارتها من «محاربي الصحراء» بالنتيجة نفسها التي لقيتها في مونديال إسبانيا 1982. خرج ممثل العرب مرفوع الرأس، ونجت ألمانيا من الفخ الجزائري.