الحظ يلعب مع البرازيل. بهذا الحظ، من المرجح أن تأخذ بطولة كأس العالم المقامة على أرضها. في مباراته أمام تشيلي في أولى مباريات دور الـ 16، فاز «السيليساو» بركلات الترجيح 3-2 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، وتأهل الى ربع النهائي. وكان حارس البرازيل جوليو سيزار الأفضل في منتخبه، إذ صدّ العديد من الكرات الخطيرة، إضافة الى ركلتي ترجيح، بينما تكفل القائم بركلة تشيلي الأخيرة الضائعة. وعانى المنتخب البرازيلي كثيراً بمواجهة أليكسيس سانشيز ورفاقه الذين كانوا يستحقون التأهل، لكن الحظ عاندهم ووقف الى جانب أصحاب الأرض.
وبغض النظر عن كيفية تحقيق الفوز، كرس المنتخب البرازيلي نفسه عقدة لنظيره وجاره التشيلياني وبلغ ربع النهائي للمرة السادسة على التوالي. ولم تظهر تشيلي بهذه القوة يوماً في العرس الكروي العالمي، حتى عندما استضافت نهائيات 1962 بقيادة الهداف ليونيل سانشيز.
وجاءت بداية المباراة حماسية من قبل الطرفين، وسط اندفاع بدني هائل. وفي الدقيقة 18، افتتح دافيد لويز التسجيل للبرازيل من خلال ركلة ركنية عن الجهة اليسرى نفذها نيمار، فوصلت الى تياغو سيلفا، الذي حوّلها برأسه نحو القائم الأيسر، حيث لويز المراقب من غونزالو خارا، لكن المدافع المندفع أرسلها الى الشباك. واحتسب الهدف للويز لأن الكرة لمسته قبل أن تواصل طريقها الى داخل المرمى. وجاء الرد التشيلياني مثمراً بعد خطأ فادح من هالك على الجهة اليسرى لمنطقة فريقه حين مرر كرة خاطئة للويز، إثر رمية جانبية نفذها مارسيلو، فخطفها إدواردو فارغاس، وتقدم بها قبل أن يمررها لسانشيز الذي سددها أرضية الى يمين سيزار (32)، ليصبح أول لاعب يسجل في المرمى البرازيلي خلال الدور الثاني منذ نهائيات 1998، واللاعب الأخير الذي حقق ذلك في هذا الدور كان مواطنه مارتشيلو سالاس (1-4).

رودريغيز أول
لاعب يسجل في أول 4 مباريات له بعد فييري

وفي الدقيقة 55، اعتقد البرازيليون أنهم استعادوا تقدمهم عندما وصلت الكرة الى هالك على الجهة اليمنى للمنطقة التشيليانية، فسيطر عليها قبل أن يسددها في الزاوية اليمنى، لكن الحكم الإنكليزي هاورد ويب ألغى الهدف بداعي أن مهاجم زينيت سان بطرسبورغ الروسي لمس الكرة بيده خلال محاولته السيطرة عليها. وانتقل الخطر الى الجهة المقابلة، حيث توالت الفرص الخطيرة من قبل تشيلي. وبقيت النتيجة على حالها حتى صافرة نهاية الوقت الأصلي. وغابت الفرص الحقيقية عن بداية الشوط الإضافي الأول، مع أفضلية ميدانية للبرازيل. وفي بداية الشوط الإضافي الثاني، هدد البرازيليون مرمى الحارس برافو بكرة رأسية للبديل جو إثر ركلة ركنية من نيمار، لكن محاولة مهاجم أتلتيكو مينيرو علت العارضة (107)، ثم غابت الفرص تماماً عن المرميين حتى الدقيقة الأخيرة التي كادت أن تحمل معها هدفاً تشيلياً رائعاً للبديل ماوريسيو بينييا الذي وصلته الكرة من سانشيز، فأطلقها صاروخية، لكن العارضة نابت عن سيزار وجنبت بلاده هدفاً قاتلاً.
واحتكم الطرفان لركلات الترجيح، إذ ابتسم الحظ للبرازيليين بفضل تألق سيزار الذي صد ركلتي بينييا وسانشيز، بينما تكفل القائم بصد محاولة خارا وتعويض الركلة الترجيحية السيئة لويليان الذي سدد بجانب القائم الأيمن وتلك التي صدها الحارس برافو لهالك.

كولومبيا - الأوروغواي 2-0
وتلتقي البرازيل في الدور ربع النهائي مع كولومبيا التي تغلبت على الأوروغواي 2-0. وقاد صانع ألعاب موناكو الفرنسي الواعد جيمس رودريغيز منتخب بلاده الى ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخها بتسجيله هدفي الفوز في الدقيقتين 28 و50. ولا يتوقف رودريغيز عن إدهاش المتابعين، حيث يقدّم مباراةً تلو الأخرى أداءً راقياً جداً على صعيد المهارات الفردية والتسديدات واللعب الجماعي. سجل رودريغيز (25 عاماً) الثنائية الأولى له في العرس العالمي، وأضافها إلى الاهداف الثلاثة التي سجلها في الدور الأول فرفع رصيده إلى 5 أهداف متصدراً لائحة الهدافين. وبات رودريغيز أول لاعب يسجل في أول 4 مباريات له في المونديال بعد الإيطالي كريستيان فييري عام 1998 في فرنسا. وبدا واضحاً تأثر الأوروغواي بغياب مهاجمها نجم ليفربول لويس سواريز الذي أوقفه الاتحاد الدولي 9 مباريات رسمية و4 أشهر عن ممارسة أي نشاط كروي. وكما كان متوقعاً، لعب المخضرم دييغو فورلان (35 عاماً) أساسياً بدلاً منه. وكانت كولومبيا صاحبة الأفضلية منذ البداية، وأثمر ضغطها هدفاً رائعاً عندما تلقى رودريغيز كرة عند حافة المنطقة من رأس ابيل اغيلار، فهيأها لنفسه على صدره وسددها قوية بيسراه فارتطمت بسقف العارضة وعانقت شباك الحارس فرناندو موسليرا (28). وكاد كافاني يدرك التعادل من ركلة حرة من خارج المنطقة فوق العارضة بسنتمترات قليلة (33). ثم تابعت كولومبيا أفضليّتها في الشوط الثاني وعزز رودريغيز النتيجة إثر هجمة رائعة قادها كوادرادو من الجهة اليمنى ومرر كرة الى غوتييريز الذي هيأها لمارتينيز عند حافة المنطقة، ومنه الى بابلو أرميرو الذي رفعها داخل المنطقة فهيأها كوادرادو برأسه إلى رودريغيز الذي تابعها من مسافة قريبة بيمناه داخل المرمى الخالي (50).