وأخيراً، بعد طول انتظار دام منذ 5 آذار الماضي تاريخ عدم تأهّل منتخب لبنان الأول الى نهائيات كأس آسيا، بدأ الجهاز الفني الإيطالي عمله الجدي بعد فترة ثلاثة أشهر من «الاستجمام وشد الحبال» بينه وبين لجنة المنتخبات، أو بالأحرى رئيسها أحمد قمر الدين نظراً لعدم وجود لجنة للمنتخبات.
المهم أن جوسيبي جيانيني ومساعديه (دون مدرب الحراس جوفاني تشيرفوني الذي غادر الى إيطاليا لأسباب صحية وحل بدلاً منه المدرب الوطني عدنان عيتاني وجرى اختياره من قبل قمر الدين وليس من قبل جيانيني) بدأوا بإعداد المنتخب الأولمبي (دون 22 عاماً) لتصفيات الأولمبياد التي لم يحدد موعدها بعد، كما أنه لم يتم سحب قرعتها حتى. ويسعى جيانيني الى تلميع صورته عبر إنجاز أولمبي بعد خيبة المنتخب الأول، لكن هذا مرهون بأمور عدة؛ بعضها في يده وبعضها خارج إرادته ومرتبط بالجانب الاتحادي وتحديداً لجنة المنتخبات التي تحتاج الى موضوع خاص بحد ذاتها.
جيانيني بدأ عمله باستدعاء عدد كبير من اللاعبين المعروفين من قبله، الى جانب زيارته لمحافظتي الجنوب والشمال، حيث أقيمت تجارب للاعبين وتم اختيار عدد منهم، حيث رسا العدد على 27 لاعباً هم:
مركز حراس المرمى: علي حلال (العهد - مواليد 1994)، داني الحاج (العهد 94)، علي الحاج حسن (الأنصار 95)، حسين دياب (الإصلاح البرج الشمالي 93).
الدفاع: علي أيوب (النجمة 95)، حسين الدر (العهد 94)، شادي سكاف (النجمة 94)، علي همدر (النجمة 94)، عباس عوض (الأنصار 93)، علي حرب (الإرشاد 94)، محسن الدبق (العهد 95).
خط الوسط: يوسف صالح (العهد 93)، يوسف حمادة (طرابلس 94)، وسام صالح (الأنصار 93)، محمد عسكر (الأنصار 93)، حسين منصور (النجمة 95)، محمود سبليني (الأهلي صيدا 93)، قاسم عوالي (السلام زغرتا 93).
الوسط المهاجم: مصطفى قانصوه (الصفاء 93)، شادي حرب (التضامن بيروت 93)، محمد سالم (شباب الساحل 95)، علي فحص (النجمة 93).
الهجوم: جواد قصير (النجمة 93)، علاء البابا (الصفاء 93)، محمد مرقباوي (النجمة 94).
انطلقت التمارين مطلع حزيران الجاري بمعدل تمرينتين أسبوعياً، وجرى زيادة العدد تدريجاً مع تمديد مدة التمرين بحيث أصبحت بمعدل أربعة تمارين يومياً على مدى ساعتين. وخاض المنتخب الأولمبي مباراة تجريبية مع العهد وخسر فيها 3 - 5 يوم الأربعاء، في حين ألغى جيانيني المباراة مع منتخب الشباب العائد من معسكري أندونيسيا وقطر دون معرفة الأسباب. وسيتوجه المنتخب الأولمبي الى العاصمة القطرية الدوحة في 2 تموز المقبل، حيث سيخوض مباراتين مع منتخب قطر الأولمبي في 4 و6 منه، على أن يعود الى بيروت في 7 تموز.
ويلاحظ من خلال تمارين المنتخب الأولمبي اعتماد جيانيني على طرق التدريب عينها التي كانت مستخدمة مع المنتخب الأول، الى جانب استخدام الأجهزة الإلكترونية (GPS) لقياس قدرات اللاعبين.
ويتحدث جيانيني لـ«الأخبار» عن المرحلة المقبلة التي تم وضع برنامج واضح لها وبدأ بتنفيذه على المجموعة الحالية التي هي الأساسية، من دون إغلاق الباب أمام استدعاءات أخرى مع انطلاق الدوري في حال تميّز لاعبين آخرين. ويبدأ برنامج جيانيني من العمل على الجانب التكتيكي والتقني لدى اللاعبين مع تأجيل العمل المكثّف لعنصر اللياقة البدنية، مع تشديده على أن المنتخب الحالي، بعكس المنتخب الأول السابق، يحتاج الى وقت طويل من العمل والتدريب كي يصبح جاهزاً، لكن ما هو مريح هو وجود جميع اللاعبين في لبنان وبالتالي يمكن العمل معهم بشكل مكثّف.
وعن الهدف الذي وضعه جيانيني، يشير المدرب الإيطالي الى أن عقده يستمر حتى حزيران عام 2015 وهو سيقوم بتحضير المنتخب الأولمبي بطريقة جيدة حتى انتهاء فترة العقد، «أما ما بعد هذا التاريخ فهذا موضوع آخر».
ولا يمكن لقاء جيانيني دون التطرق الى علاقته باتحاد اللعبة وتحديداً الرئيس هاشم حيدر ورئيس لجنة المنتخبات أحمد قمر الدين. إذ لا يخفى على أحد وجود برودة في العلاقة مع الشخصين منذ ما بعد 5 آذار الماضي، وهو أمر لا ينفيه جيانيني. بالنسبة لقمر الدين، فهي برأي المدرب الإيطالي «شبه باردة وهو أمر ينسحب على بعض أعضاء الاتحاد الذين كانوا باردين معه منذ بداية عمله. لكن هذا لا علاقة له بالعمل وهو لا يؤثّر بشكل سلبي. وهذا أمر أصبح خلفنا».
لكن الغريب أن تكون العلاقة باردة مع رئيس الاتحاد هاشم حيدر. فإذا كانت هي كذلك مع قمر الدين فهذا أمر معروف الأسباب كون الأخير لم يقتنع بخيار جيانيني من البداية. لكن أن تكون «غير طبيعية» مع حيدر الذي كان الداعم الرئيسي لجيانيني طوال الفترة الماضية وتعرّض للكثير من الضغوط نتيجة اقتناعه به فهذا أمر غريب. جيانيني يعتبر أن «اختلافاً في وجهات النظر أدى الى وجود أجواء غير طبيعية، لكن هذا لا يعني أن الاحترام والتقدير اللذين أكنّهما للرئيس حيدر تغيّر، فهناك محبة بيننا وهذا لا يمكن أن يتغيّر».