فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على مالك نادي تشيلسي، الروسي رومان أبراموفيتش بسبب علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك على خلفية العملية العسكرية الروسية في الأوكرانية، ما أدى إلى تجميد أصوله في بريطانيا. هكذا، طغت الضبابية حول مستقبل الفريق غير أنّ الأمور استقرت خلال الأسبوع الماضي. أصبح لدى تشيلسي ملّاك جدد وهو ما يبشر بحقبة واعدة «للبلوز».لم تكن الطريق معبدة أمام الفريق اللندني. فبعد إعلان أبراموفيتش نيّته بيع تشيلسي لتجنب سقوط النادي، أبدى أكثر من 250 مستثمراً اهتمامه بالفريق اللندني. تقلّص العدد بعدها إلى 11 عرضاً واعداً، ليتم قبول مشروع مجموعة استثمار يقودها الملياردير الأميركي تود بولي في نهاية المطاف. تمت الصفقة مقابل 4 مليارات و250 مليون جنيه إسترليني، وقد صرّح بولي بعد استكمال العملية بأن الهدف الأساسي سيكون جعل الجماهير «فخورة».
في هذا الصدد، كشفت صحيفة «تيليغراف» البريطانية عن تفاصيل بيع تشيلسي مشيرةً إلى دفع تحالف المالك الجديد تود بولي 2.5 مليون باوند مع إلزامية الملّاك الجدد بدفع 1.75 مليار باوند للاستثمار في النادي، والتي تشمل استثمارات في ملعب ستامفورد بريدج والأكاديمية وفريق السيدات والتمويل المستمر لمؤسسة تشيلسي الخيرية.
كانت هناك مخاوف من انهيار عملية الاستحواذ بسبب الديون التي وصلت إلى 1.5 مليار جنيه إسترليني المستحقة على الشركة الأم لتشلسي وهي «فوردستام ليميتد»، وذلك لصالح «كامبرلي إنترناشونال إينفستمنتس»، وهي شركة مقرّها مدينة جيرسي الأميركية ويشتبه بأنها على صلات بأبراموفيتش، لكن هذا الأخير تعهّد بشطب الديون مؤكداً أن عائدات البيع ستذهب إلى ضحايا الحرب في أوكرانيا.
هكذا، أصبح لتشيلسي ملّاك جدد، وأفاد النادي في بيانه الصادر ليل الإثنين الفائت أنه «بموجب شروط الاتفاقية، سوف يشترك بولي وكليرلايك بالتساوي في الإدارة والحوكمة داخل النادي»، كاشفاً عن تولي بولي منصب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة.
تجدر الإشارة إلى أنه مع بداية الموسم الجديد، سيتمكّن تشيلسي من بيع تذاكر مبارياته مرة أخرى بعد تعليق أغلب إيراداته خلال فترة نقل الملكية، كما سيُتاح له العمل من دون حد أقصى للإنفاق في المباريات التي تلعب داخل وخارج أرضه. ومع افتتاح سوق الانتقالات الصيفي، سيتمكن النادي من تمديد عقود لاعبيه وشراء لاعبين جدد.

ماذا ينتظر توخيل؟
منذ بدء «العاصفة»، أكّد مدرب الفريق، الألماني توماس توخيل مراراً وتكراراً مخاوفه بشأن تأثير الوضع الضبابي حول ملكية النادي على اللاعبين والجهاز الفني ككل. ورغم حالة الضغط المضاعف، تمكّن توخيل من احتواء المنظومة حيث اتصفت مقابلاته الإعلامية بالدهاء، وساهم بفعل امتصاصه الضغط في إنهاء الموسم ثالثاً في الدوري.
كان لطول انتقال الملكية آثار سلبية على اللاعبين، حيث ناقش العديد من العناصر مستقبلهم مع الوكلاء وإدارة النادي، في حين اتفق المدافع الألماني أنطونيو روديغير على الانتقال إلى ريال مدريد فور انتهاء عقده مع نهاية الموسم، مبرراً بأن قلة المناقشات حول مستقبله خلال الأشهر الماضية ساهمت باتخاذه هذا القرار. بالإضافة إلى روديغير، يواجه النادي اللندني احتمال خسارة الكثير من نجومه على رأسهم المدافعين الدنماركي أندرياس كريستنسن والقائد الإسباني سيزار أزبيليكويتا ومواطنه ماركوس ألونسو لصالح برشلونة، بالإضافة إلى متوسط الميدان الإيطالي جورجينيو الذي يحظى باهتمام يوفنتوس. من جهته، يبدو أن المهاجم روميلو لوكاكو في طريقه للمغادرة بعد أن اجتمع محاموه مع إدارة إنتر ميلانو خلال الأسبوع الماضي. هناك ضبابية سائدة حول رحيل لاعبين آخرين أيضاً، مثل حكيم زياش، تيمو فيرنير وكريستيان بوليزيتش.
رفع الروسي رومان أبراموفيتش دعوى قضائية أمام المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي ضد مجلس الاتحاد


التخلّي عن اللاعبين سيتوجب عليه استقدام لاعبين جدد، وأكدت التقارير الإعلامية في هذا الصدد توفير تود بولي ميزانيةً لسوق الانتقالات الصيفي قدرها 200 مليون يورو. يسعى توخيل لتعزيز الخط الخلفي باستقدام المدافع الفرنسي جولز كوندي كما أنه من أشد المعجبين بمتوسط الميدان الإنكليزي ديكلان رايس. في المقدمة، سيتوجه توخيل لاستقدام لاعبين جدد من شأنهم خلق الفرص، ويبدو أن الخياران الرئيسيان هما عثمان ديمبيلي وكريستوفر نكونكو.

أبراموفيتش يرد الصفعة
لم يقف رومان أبراموفيتش مكتوف الأيدي أمام العقوبات الظالمة بحقه، فرفع دعوى قضائية أمام المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي ضد مجلس الاتحاد الأوروبي، بعد أن فرض الأخير عقوبات عليه، في إطار إجراءات تستهدف روسيا وحلفاء الرئيس فلاديمير بوتين المقربين. وأدرج الاتحاد الأوروبي في مارس/ آذار الملياردير الروسي على قائمته للأفراد المستهدفين بتجميد الأصول وحظر السفر بسبب دورهم في الحرب الروسية الأوكرانية على حد تعبير الأوروبيين، ليُجبر بذلك أبراموفيتش على بيع تشيلسي.
قصة أبراموفيتش قسمت الرأي العام بين مؤيد ومعارض، حيث رأى البعض بأنه تعرض للظلم، في حين دعم آخرون قرار الحكومة البريطانية. الأكيد هو أن توقيت الدعوى ينمّ عن حب أبراموفيتش لتشيلسي من خلال سعيه لعدم عرقلة مصلحة النادي (انتظر حتى إتمام عملية البيع)، كما أن العديد من الملاك الحاليين والمحتملين لأندية «البريميرليغ» سيضعون في الحسبان ما تعرض له الملياردير الروسي وهو ما قد يضر الكرة الإنكليزية على المدى البعيد.