لا يزال برشلونة يُصارع للبقاء بين الكبار، مستعيناً بكبريائه والإنفاق الرشيد. فبعد أن كان الفريق الكتالوني جزءاً لا يتجزّأ من عمالقة الكرة الأوروبية المنافسة دائماً على كافة الألقاب الممكنة، ثُقبت الفقاعة بفعل تداعيات كورونا وظهرت خبايا الإفلاس مع نهاية عهد الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو. هنا، سقط برشلونة بين ليلةٍ وضحاها وأصبح عاجزاً عن إبرام صفقات كبيرة أو حتى الحفاظ على نجومه (فشل النادي في تجديد عقد اللاعب ليونيل ميسي بفعل تردي الأوضاع المالية). تغيّرت الإدارة بعدها لتبدأ عملية النهوض، حيث استعان الرئيس الجديد خوان لابورتا بالمدرب تشافي هيرنانديز كي يُعيد التوازن للفريق، وكانت النتائج أفضل من المتوقع. ضَمن برشلونة احتلاله المركز الثاني في الدوري، ما أعطاه دفعة معنوية لتعزيز الصفوف في الموسم المقبل، لكن عقبة الخسائر والديون في الكرة الإسبانية عموماً والفريق الكتالوني على وجه التحديد قد تصعب المأمورية.
(أ ف ب )

سجّل الدوري الإسباني لكرة القدم خسائر بلغت 892 مليون يورو في موسم 2020-2021 الذي تفشّى فيه فيروس كورونا، فيما مثّل برشلونة أكثر من نصف العجز، بحسب أرقام أعلنتها رابطة الدوري.
ويتحمّل برشلونة 56% من خسائر تلك الفترة قبل احتساب الضرائب، إذ تكبّد النادي خسائر بلغت 481 يمليون ورو بفعل تداعيات اقتصادية مختلفة منها خلو الملاعب من الجماهير وتراجع مداخيل شباك التذاكر.
سبق وأن كشف خليفة بارتوميو، العائد خوان لابورتا، في أيلول/ سبتمبر الماضي، أن ديون النادي تبلغ 1.35 مليار يورو فيما تمثّل الرواتب 103% من إجمالي دخله. ورغم صعوبة الوضع المالي، قاوم برشلونة التوقيع على صفقة اتفقت عليها رابطة الدوري مع صندوق الأسهم الخاص (سي في سي) الذي سوف يستثمر ما يقرب من مليارَي يورو في كرة القدم الإسبانية وأنديتها، مقابل حصة 8.2 % من شركة ستُدير حقوق نقل الدوري لمدة 50 سنة، التزاماً من النادي الكاتالوني بإطلاق دوري السوبر الأوروبي.
تجاوزت ديون برشلونة 450 مليون يورو في موسم 2020 - 2021


في الوقت نفسه، قامت الإدارة الجديدة بجهودٍ جبارة لإعادة التوازن إلى النادي، حيث عمل لابورتا على خفض الرواتب بنحو 200 مليون يورو بفعل رحيل لاعبَين بشكل دائم أو إعارة إضافةً إلى موافقة العديد من لاعبي الفريق على التخلّي عن جزء من رواتبهم.
هكذا، سمحت إعادة الهيكلة المالية داخل أسوار ملعب كامب نو باستقدام فيران توريس، بيير إيمريك أوباميانغ، داني ألفيس وأداما تراوري خلال فترة الانتقالات الشتوية، ما حسّن تباعاً من نتائج الفريق.
هناك احتمالية لمزيد من التعاقدات خلال الصيف، حيث يرتبط برشلونة بعددٍ من الصفقات المجانية الممتازة مثل مدافعي تشيلسي أندرياس كريستنسن وسيزار أزبيليكويتا.

(أ ف ب )

بالنسبة للصفقات المدفوعة، وبعد أن عجز برشلونة في التعاقد مع إيرلينغ هالاند الذي وافق على صفقة للانضمام إلى مانشستر سيتي، ربطت التقارير النادي الكاتالوني باستقدام محتمل لروبرت ليفاندوفسكي، حيث يرغب المهاجم البولندي في تحدٍّ جديد بعيداً من بايرن ميونيخ.
لكن، وقبل الصرف في سوق الانتقالات الصيفي، يتوجّب على النادي أولاً الحفاظ على نجومه إذا ما أراد العودة إلى الواجهة من جديد. الوضع المالي المتردّي يُثير الشكوك حول مستقبل فرينكي دي يونغ حيث يُشاع في الوسط الرياضي بأنّ الهولندي قريب جداً من الانتقال إلى مانشستر يونايتد.
جاءت النتائج في ختام الموسم أعلى بكثير ممّا كان مأمولاً بعد البداية المتخبّطة. النادي بحاجة لمزيد من الوقت كي يعود إلى الواجهة على أن تشكّل سياسة الإنفاق الرشيد عنوان المرحلة المقبلة. برشلونة على الطريق الصحيح.