لم يرقَ موسم تشيلسي إلى التطلعات حيث فشل بطل أوروبا الموسم الماضي باعتلاء منصة أيّ من البطولات الكبرى. بخلت الإدارة على مدرّبها الجديد توماس توخيل واقتصرت تدعيماتها الصيفية على المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو مع استقدام متوسط الميدان الإسباني ساؤول نيغيز على سبيل الإعارة (واجه اللاعبان صعوبات بالغة في التأقلم مع أسلوب لعب تشيلسي). وفي ظل إصابة العديد من اللاعبين المهمين في الفريق لفترات طويلة دون وجود بدائل مناسبة، سقط تشيلسي في اختباراتٍ مختلفة واقتصرت مسيرته ضمن البطولات الكبرى على منافسةٍ للمشاركة الأوروبية من بوابة الدوري إضافةً لخروجٍ قاسٍ أمام ريال مدريد من دور ربع النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا. توّج الفريق في بطولة كأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي، كما أنه سيواجه ليفربول في نهائي كأس الاتحاد بعد أن خسر أمامه نهائي كأس «كاراباو».
المالك الجديد سيكون الأميركي تود بولي وتبلغ ثروته حوالى 4.5 مليارات دولار

بعيداً عن الإصابات وضعف سوق الانتقالات، عانى الفريق الأمرّين بعد تغيير قصري للملكية، حيث عُرض النادي اللندني للبيع في مارس/ آذار 2022، قبل أن يتعرّض مالكه رومان أبراموفيتش للعقوبات من قبل الحكومة البريطانية إثر علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد العملية العسكرية في أوكرانيا. وبعد أشهرٍ من المفاوضات مع ملاك جدد محتملين، توصّل التحالف الذي يقوده رجل الأعمال الأميركي تود بولي والذي يحظى بدعم مجموعة «كليرليك كابيتال» إلى اتفاق للاستحواذ على نادي تشيلسي في صفقة بلغت 5.2 مليارات دولار، كأعلى قيمة لصفقة بيع فريق رياضي محترف في التاريخ، على أن يدفع الملاك الجدد مليارين ونصف المليار جنيه إسترليني لصالح عمليات شراء أسهم وستذهب العوائد إلى حساب بنكي مجمّد يتم التبرع بها لأعمالٍ خيرية، بحسب بيان صادر عن النادي. جاء في البيان أيضاً أن عملية البيع ستكتمل في أواخر مايو/ أيار الجاري، إذ إن انتقال الملكية يتطلّب موافقة سلطات كرة القدم الإنكليزية والحكومة البريطانية. وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، قال التحالف أنه سيستثمر 1.7 مليار جنيه إسترليني في النادي، توزع على «ملعب ستامفورد بريدج، والأكاديمية، وكرة القدم النسائية، ومواصلة تمويل مؤسسة تشيلسي الخيرية». حقبة جديدة تنتظر تشيلسي سوف تتضح معالمها مع افتتاح سوق الانتقالات الصيفي.
من هو المالك الجديد
أمضى الأميركي تود بولي، البالغ من العمر 46 عاماً، حياته المهنية المبكرة في «سيتي بنك» ومصرف «كريدي سويس فيرست بوسطن»، ثم انتقل عام 2001 للعمل في «غوغنهايم بارتنرز» حيث أطلق أعمال الاستثمار الائتماني للشركة وتولى منصب الرئيس. كان بولي أحد الأعضاء الرئيسيّين في مجموعة الملكية التي اشترت فريق لوس أنجلوس دودغرز للبيسبول من فرانك ماك كورت مقابل 2 مليار دولار عام 2012. وفي 2013، أبرم بولي صفقة بين «تايم وارنر كابل» ولوس أنجلوس دودغرز لإنشاء شبكة رياضية باسم «سبورتس نت إل أيه» لبث مباريات فريق لوس أنجلوس دودغرز في الدوري الأميركي. بعدها بعامين وتحديداً في 2015، جمع رجل الأعمال الأميركي أصوله في الشركة القابضة «إلدريدج اندستريز» التي تمتلك حصصاً في أكثر من 80 شركة بمجال التمويل والرياضة والعقارات والإعلام والتكنولوجيا. وفقاً لمجلة «فوربس»، تقدر ثروة بولي من خلال سلسلة استثماراته في مختلف القطاعات بـ4.5 مليارات دولار، وهو يحتل المرتبة 627 على قائمة أغنى شخص في العالم.


خبرة في الاستثمار الرياضي
هي ليست التجربة الأولى لبولي في الاستثمار الرياضي، لكنها بلا شك الأكبر من نظيراتها. يحظى رجل الأعمال الأميركي بتاريخ حافل في الاستثمار الرياضي على اعتبار أنه يملك 20 في المئة من أسهم فريق لوس أنجلوس دودغرز للبيسبول، وسبق لبولي وصديقه مارك والتر الاستحواذ معاً على حصة تبلغ 27 في المئة من أسهم فريق لوس أنجلوس ليكرز لكرة السلة عام 2021. تجدر الإشارة إلى أنه سبق وأن قدم بولي عرضاً لشراء تشيلسي عام 2019، ولكن تم رفضه بعد أن انخفض السعر عن 3 مليارات دولار التي كان أبراموفيتش يسعى للحصول عليها.
يعد بولي نفسه رياضياً منذ الصغر، إذ كشفت صحيفة «صن» البريطانية في تقرير عن مالك تشيلسي الجديد كونه نجم فريق المصارعة خلال أيام المدرسة. وقاد بولي فريق المصارعة في مدرسة «لاندون» الخاصة في ميريلاند للفوز بلقب المدارس عامَين على التوالي (1990و1991) وكانت مساهمته كبيرة في الفريق لدرجة أنّ المدرسة أطلقت اسمه على صالة الجيم «غرفة عائلة بولي للمصارعة» تكريماً له.