تصدرت هولندا المجموعة الثانية في الجولة الثالثة من تصفيات المجموعة الثانية لبطولة كأس العالم في البرازيل 2014، وتجنبت الاصطدام في الدور الثاني بصاحب الأرض والمرشح الأبرز للقب السادس في تاريخه، البرازيل. وحافظت هولندا على الصدارة بـ 9 نقاط، أمام تشيلي (6 نقاط) بعدما تغلبت عليها 2-0. أما إسبانيا، فصعدت إلى المركز الثالث بعد فوزها على أوستراليا 3-0.
في المباراة الأولى، كان الشوط الأول مملاً، حيث لم يقدّم المنتخبان المستوى المطلوب منهما. كان الحذر التكتيكي سيد الموقف. ومن الناحية الدفاعية كان الاثنان ممتازين. لدى «الطواحين» 5 مدافعين أغلقوا منطقة الجزاء جيداً، واعتمدوا على الهجمات المرتدة، وتحديداً على أريين روبن. أما من جهة تشيلي، فقد حاولت يائسة التقدم بالنتيجة بهجمات أليكسيس سانشيز وإدواردو فارغاس ورفاقه، لكن عاندهم الحظ والحكم والدفاع. لم يحمل هذا الشوط فرصاً خطرة إلا فرصة وحيدة في الدقيقة 38 لروبن الذي انطلق من منتصف الملعب باتجاه المرمى، لكنه أضاعها في النهاية.
عكس المتوقع من أداء جميل للاثنين، بعد أدائهما الكبير في الجولات السابقة أمام «الماتادور» حيث فاز «البرتقالي» 5-1 وتشيلي 2-0، كان الأداء باهتاً للحظة دخولهما الشوط الثاني. ظنّ كثر أن المباراة ستبقى مملة، لكن تعليمات المدرب الهولندي لويس فان غال والأرجنتيني خورخي سامباولي في الشوط الثاني تغيرت.


حققت إسبانيا
فوزاً شرفياً على أوستراليا 0-3


بات إيقاع اللعبة سريعاً جداً، وتحسّن بدرجات من ناحية هولندا، إذ أعطى فان غال الأمر بالهجوم، وعادت كرة هولندا للتحرك. في المقابل، ظلت تشيلي تعتمد على الضغط المتقدّم، تفتكّ الكرة وتنطلق للهجوم. تناوب الاثنان السيطرة على المباراة.
كانت مباراة تكتيكية بامتياز، لكن فان غال أحسن اختيار روبن للعب أحياناً كرأس حربة، وأحسن في التبديلات، فدخل ليروي فير بدلاً من ويسلي سنايدر، وممفيس ديباي بدلاً من جيرماين لنس، وتيرينس كونغولو بدلاً من ديرك كاوت. وكان لنس يلعب بدلاً من روبن فان بيرسي الذي غاب لحصوله على بطاقتين صفراوين. وجاءت آثار التغيير سريعةً، فسجل فير الهدف الأول (77)، وديباي (90) الهدف الثاني.
يمكن تصنيف منتخب تشيلي كما قال لاعبه أرتورو فيدال «بأنه الأفضل في تاريخ البلاد»، إذ إنه أحد المنتخبات التي قدمت مباريات كبيرة قبل المونديال وأثناءه. ففي غضون أربعة أشهر فقط، فاز على إنكلترا على ملعب «ويمبلي» وعلى ألمانيا في شتوتغارت والآن على إسبانيا وأوستراليا: «هذا هو أفضل جيل في تاريخ كرة القدم التشيلية بفضل المهارات المتوافرة في اللاعبين». أما هولندا، فساعية، كما دائماً، إلى تحصيل اللقب دون الفشل في المراحل المقبلة أمام المنتخبات الكبيرة، كعادتها أيضاً.
إسبانيا - أوستراليا 3-0
وفي المباراة الثانية نجحت إسبانيا في مداواة بعض جروحها، والحفاظ على القليل من كبريائها بتوديع المونديال بفوز شرفي على أوستراليا 3-0. إنه فوز هامشي لا يعني الكثير لأحد، فمدرب «الماتادور» فيسنتي دل بوسكي، الذي جدد الاتحاد الإسباني ثقته به، أحدث تغييرات كان عليه أن يجريها في المباريات السابقة، علّه يحقق نتائج أفضل من السابق. لا ينفع الندم الآن. انتهى مشوار إسبانيا وانتهت معها مسيرة بعض اللاعبين المخضرمين بينهم القائد إيكر كاسياس، دافيد فيا، وشافي هرنانديز. فيما حصل على فرصة المشاركة أساسياً مكان دييغو كوستا الذي خيّب الآمال، عكس الأول. فيا اللاعب الذي يعد أكثر لاعبي إسبانيا تهديفاً في المباريات الدولية تألق وسجل هدفاً رائعاً خاتماً به مسيرته. ففي الدقيقة 36، وبهجمةٍ بدأها أندريس إينييستا، مرر الكرة إلى خوان فران الذي مررها بدوره إلى فيا فوضعها الأخير بكعب قدمه في الشباك، مسجلاً الهدف السابع له في المباريات الـ 11 الأخيرة لبلاده في كأس العالم ومعززاً رقمه القياسي من حيث عدد الأهداف مع المنتخب الوطني بتسجيله هدفه الـ 59 في مباراته الـ 98.
وجاءت بداية المباراة قليلة الهجمات، لحين تسجيل الهدف. أما في الشوط الثاني، فقد كانت البداية كأول شوط، لكن الأدء تغير في النصف الثاني. وبدا لافتاً لحظة خروج فيا من المباراة ليدخل خوان ماتا بديلاً له، بكى فيا لوداعه منتخبه الذي بدأ مشواره معه في التاسع من شباط 2005. وفي الدقيقة 69 جاء فرناندو توريس وسجل الهدف الثاني بعدما وصلته الكرة من تمريرة بينية متقنة من اينييستا، فكسر مصيدة التسلل قبل أن يضعها في الشباك. وأضاف ماتا الهدف الثالث في الدقيقة 82 بعد تمريرة مميزة من البديل الآخر سيسك فابريغاس فسيطرة على الكرة قبل أن يسددها بين ساقي الحارس ماتي راين.
أوستراليا قدمت أداءً أفضل في المونديال من إسبانيا رغم خسارتها أمام تشيلي 1-3 وأمام هولندا 2-3، لكن منتخب «الكانغارو» عجز في المباراة الأخيرة عن تقديم نفس العطاء، ولم يظهر الروح القتالية التي أظهروها سابقاً. يمكن القول إن إسبانيا استعادت بعضاً من كرامتها واحتلت المركز الثالث لتبقى أوستراليا في المركز الأخير من دون أي نقطة.