تنحّى السير أليكس فيرغيسون عن تدريب مانشستر يونايتد عام 2013، وتنحّى الفريق منذ ذلك الحين عن زعامة إنكلترا. المركز الثاني في الدوري الذي لم يكن يُرضي الجماهير حينها، أصبح بمثابة الحلم خلال الفترةِ الأخيرة، وهو ما يعكس الواقع المتخبّط داخل أسوار النادي. تواتر المدربّون على الفريق وتواترت الصفقات المختلفة تباعاً، غير أنّ لقب الدوري ظلّ عصيّاً على مانشستر يونايتد. لا خبرة المدرّب الهولندي لويس فان غال نفعت ولا حتى قيمة البرتغالي جوزيه مورينيو الفنية، أمّا دماء النرويجي أولي غونار سولشاير الحمراء فقد ذهبت هباءً مع ضياع النقاط. آخر المشاريع غير الناجحة يقودها حالياً المدرّب الألماني رالف رانغنيك، بانتظار هيكلة مرتقبة فور انتهاء الموسم.جاء رانغنيك بعقدٍ قصير الأمد على أن يتمّ ترقيته إلى مدير رياضي فيما بعد، وفي ظلّ النتائج المتخبّطة قد تشهد العارضة الفنية للفريق مدرّباً جديداً مطلع الصيف. يُشاع في الوسط الرياضي بأنّ مانشستر يونايتد على وشك التعاقد مع إريك تن هاغ كمدير فني جديد، لكنّ مدرب نادي اياكس امستردام الحالي لن ينضم حتى نهاية الموسم، ما يعني استمرار رالف رانغنيك في منصبه حتى ذلك الحين.
أرقام المدرّب الحالي رالف رانغنيك هي الأسوأ منذ رحيل السير أليكس فيرغسون عام 2013


الأمور لا تسير على ما يرام تحت قيادة المدرّب الألماني خاصةً بعد الخسارة «المحرجة» بهدف دون رد خلال نهاية الأسبوع، أمام إيفرتون المهدّد بالهبوط. سوء الأحوال تعكسها إحصائيات «أوبتا»، التي أكّدت أنّ نسبة فوز رانغنيك في الدوري الإنكليزي الممتاز أقل من 50% وهي الأدنى بالنسبة لأيّ مدرّب لمانشستر يونايتد في المسابقة. فاز الفريق بنسبة 47% فقط من مباريات الدوري تحت قيادة رانغنيك. وعلى صعيد المسابقات كافة، يمتلك رانغنيك الإحصائية الأقل مقارنةً بكل مدرب جاء على مانشستر يونايتد بعد تنحّي السير أليكس فيرغسون عن منصبه، إذ تبلغ نسبة فوز رانغنيك 40.9% مقارنةً بـ50% للمدرّب الأسبق رايان غيغز، 52.43% للويس فان غال، 52.94 لديفيد مويس، 54.17% لأولي غونار سولشاير و58.33% لجوزيه مورينيو. تجدر الإشارة إلى امتلاك مايكل كاريك أعلى نسبة فوز بـ66.67% جرّاء انتصاره بمباراتَين من ثلاث.

(أ ف ب )

يحتل مانشستر يونايتد المركز السابع برصيد 51 نقطة، مبتعداً عن الرابع توتنهام برصيد 6 نقاط. كانت الفرصة سانحة أمام «الشياطين الحمر» للوصول إلى المركز الخامس بعد تعثّر آرسنال في المباراتَين الأخيرتين، لكن مانشستر يونايتد سقط أمام فريق إيفرتون الذي خسر 18 مباراة هذا الموسم في الدوري. لا يزال أمام يونايتد سبع مباريات متبقية، غير أنّ أداء اللاعبين الحالي قد لا يُشركهم في دوري الأبطال الموسم المقبل، وهو ما أكّده رانغنيك بعد الخسارة القاسية أمام إيفرتون حيث قال: «يجب أن يكون اللاعبون متحمّسين للعب كرة القدم في دوري أبطال أوروبا، لكن طالما نلعب مثل اليوم (السبت) فهم لا يستحقون ذلك». تجدر الإشارة إلى أنّ هدف إيفرتون كان رقم 42 الذي استقبلته شباك مانشستر يونايتد في الدوري هذا الموسم، وهو أسوأ رقم لأي من الفرق الثمانية الكبار ونفس رقم بيرنلي صاحب المركز 18.
المعطيات تُشير إلى اقتراب تن هاغ من تدريب الفريق بدءاً من الموسم المقبل. وإذا حصل ذلك، سيحتاج تن هاغ إلى لاعبين جدد ما يجعل الفريق يدور في حلقة مفرغة حيث أثبتت المواسم السابقة بأنّ اللاعبين ليسوا سوى جزء من المشكلة. لعلّ استلام رانغنيك منصباً إدارياً في المستقبل القريب قد يساهم في بداية حل المشكلات، نظراً لمعاينته الأضرار على أرض الملعب. ما هو أكيد، أنّ الهيكلة يجب أن تتم من الإدارة أولاً، وصولاً إلى الجهاز الفني.