كانت مباراة متكافئة بين المنتخبين، لكن التفاصيل الصغيرة هي التي حسمت صدارة المجموعة الثالثة لمصلحة كولومبيا على حساب ساحل العاج بفوز الأول 2-1. مباراة بدنية كبيرة قدّمها الاثنان معاً، إذ لم ينل منهما التعب، بشكلٍ عام، حتى الدقيقة 90. لم يتعبوا من الركض، هجمة بهجمة، ومرتدة تلاقيها مرتدة أخرى.
نجح مدرب كولومبيا الأرجنتيني خوسيه بيكرمان ونظيره الفرنسي صبري لموشي في التعامل مع المباراة بشكلٍ متوازن دفاعياً وهجومياً، فاللقاء كان تكتيكياً بامتياز، بين كولومبيا، صاحبة التشكيلة الشابة التي لم تعر التوقعات السلبية بها قبل المونديال أي اهتمام في ظل خوض الكثير من اللاعبين للبطولة لأول مرة، وساحل العاج المنافس المخضرم.
ولهذا الفوز أسماء قدّمت أداءً رائعاً أبرزها جيمس رودريغيز. رُبَّ ضارة نافعة تقول الجماهير الكولومبية. فبعد تعرض النجم الكولومبي راداميل فالكاو لإصابة أبعدته عن المونديال، ما جعل البلاد بأجمعها تتشاءم من غيابه، برز رودريغيز وكان على قدر المسؤولية والأفضل لحمل المنتخب على كتفيه. ويبدو أن الفوز الذي حققوه على اليونان 3-0، حين نال لقب أفضل لاعب في المباراة، أعطاه دفعة ثقة جديدة. تألّق في المباراة من حيث التمريرات العرضية، وكان ذكياً جداً في التحرك في المساحات الخالية. في الدقيقة 27 مرر رودريغيز كرة، على طبق من ذهب، بين مدافعين الى تيوفيلو غوتييريز الذي أضاعها بشكل غريب. لا يبدو مستغرباً إطلاق لقب «خليفة» أسطورة الكولومبيين كارلوس فالديراما على رودريغيز. أداؤه يُبشّر بذلك.
في الشوط الأول، افتقد المنتخبان اللمسة الأخيرة، لكن في الشوط الثاني، ومن ركلة ركنية، تمكن رودريغيز من التسجيل في الشباك بضربة رأسية (64). ثم بعد 6 دقائق وضع خوان كوادرادو الهدف الثاني بتسديدة ممتازة (70).
هذان الهدفان وضعا كولومبيا تحت ضغط متواصل، واللعب كمدافعين، أثبتوا أنه صلب جداً، مقابل هجوم ناري من ديدييه دروغبا ورفاقه. وكما في مباراة الـ«إيفواري» أمام اليابان، دخل دروغبا احتياطياً، عكس ما توقع المحللون، بأن يكون أساسياً. مدرب ساحل العاج الفرنسي صبري لاموتشي ظن أن دروغبا، مثلما فعل أخيراً، سيدخل ويقلب النتيجة، بلعبه أدواراً تكتيكية. هذه المرة فشل، إلا أن جرفينيو تمكن وبمجهود فردي رائع من المرور بثلاثة لاعبين ليسددها قوية داخل الشباك (73). هدف لم ينفع كثيراً، إذ فازت كولومبيا وتصدرت المجموعة الثالثة بـ6 نقاط لتقترب من الدور الثاني وتحقيق إنجاز «جيلها الذهبي» في مونديال إيطاليا عام 1990.