ليس غريباً أن تتصدر صورة لويس سواريز عناوين الصحف الانكليزية صباح اليوم. لكن هذه المرة ليس تمجيداً لهدفٍ جميل سجله مع ليفربول أو تبجيلاً لتتويجه هدافاً للدوري الانكليزي الممتاز، بل بكل بساطة لأنه قتل طموحات الانكليز في مباراة كانوا يأملون الخروج منها بالنقاط الثلاث. سواريز «تغدى الانكليز قبل أن يتعشوه»، إذ إن صحيفة «ذا صن» البريطانية كانت قد زيّنت صفحتها الاولى صباح أمس بصورةٍ لنجوم انكلترا بأسنانٍ بارزة، طالبة منهم أن يكون سواريز هو طبق العشاء. لكن هداف الدوري الانكليزي الممتاز في الموسم المنتهي أكد للجميع سبب اختياره أفضل لاعب في إنكلترا، وأكد أيضاً أن منتخب الاوروغواي من دونه غير. هذا الفوز منح الاوروغواي أول ثلاث نقاط لتتساوى مع كوستاريكا التي كانت قد فازت عليها في المباراة الاولى، وبالتالي فإن تعادل إيطاليا (3 نقاط أيضاً) وكوستاريكا اليوم سيضع الانكليز خارج المعادلة، لأن المنتخبين سيرفعان رصيدهما الى أربع نقاط، بينما لم تحصل إنكلترا على أي نقطة.
لكن المهم أن الهداف الذي وصفه الانكليز بـ«البربري» سجل عودته، وكانت عودة كبيرة، وبدأت في الشوط الاول وقبل دقيقتين على نهايته، عندما وضع كرة برأسه الى يمين جو هارت، إثر تمريرة جميلة من إدينسون كافاني. وسواريز كان نشيطاً جداً كما هي حال زملائه الآخرين، وخصوصاً نيكولاس لوديرو الذي ركض حوالى 10 كلم قبل خروجه من أرض الملعب. وفي موازاة الحيوية الاوروغويانية، لم يكن منتخب انكلترا سيئاً، إذ صنع فرصاً أيضاً، سجل من إحداها واين روني هدف التعادل قبل ربع ساعة على النهاية، ليوقّع على أول هدفٍ له في نهائيات كأس العالم بعد 10 مباريات خاضها في العرس الكروي الأبرز. ورغم الفورة الانكليزية اللافتة، فإن الاوروغواي بقيادة سواريز بدت مصرّة على الفوز، وقد بدا الأخير أنه الفارق بين المنتخبين المتساويين تقريباً في الأداء، وهو فعلها قبل خمس دقائق على النهاية عندما لحق بكرة طويلة في مساحة خالية وهيّأها لنفسه ثم سدّدها صاروخاً في شباك الحارس هارت، ليسجل نتيجة تاريخية لبطل عامي 1930 و1950 ويبقي على حلمه بتكرار ما فعله في مونديال منتصف القرن الماضي عندما أحرز لقبه الثاني في الاراضي البرازيلية.
عموماً، الاوروغواي تثبت مرة أخرى أنها حاضرة على غرار ما كانت عليه في المونديال السابق، بينما ثبت مرة جديدة أن الكرة الانكليزية تعاني من مشاكل جمّة، هي مشاكل عميقة ترتبط بالهيكلية المعتمدة بشكلٍ عام، حيث الكلمة الاقوى للأجانب في الملاعب الانكليزية، وهذا ما أكده سواريز ليلة أمس.