بالتأكيد، فإن تشيزاري برانديللي بات على يقين تام بأن هذا المونديال هو مونديال المفاجآت والنتائج التي عاكست كل التوقعات. انطلاقاً من هنا، يتوقع أن يكون الرجل قد زرع في عقول لاعبيه فكرة أن لا استسهال في أي مباراة، أياً كان اسم الخصم أو تاريخه، ولذا من المفترض أن يأخذ لاعبو إيطاليا مباراة كوستاريكا على محمل الجد بالكامل خلال مواجهتهما اليوم الساعة 19,00 بتوقيت بيروت، في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة، وخصوصاً أن الكوستاريكيين كانوا قد فجّروا مفاجأة صاعقة بإلحاقهم الهزيمة بالأوروغواي القوية 3-1 في الجولة الأولى.
كذلك، فإن فوز الطليان بموقعتهم الأولى والأهم في المجموعة على الإنكليز 2-1 منحهم الثقة والزخم في انطلاق البطولة للمضيّ قدماً نحو الدور الثاني الذي سيقتربون منه كثيراً في حال الفوز اليوم، ذلك أنهم يدركون جيداً أن أي نتيجة غير ذلك ستدخلهم في حسابات هم في غنى عنها في الجولة الأخيرة.
ويُنتظر معرفة ما إذا كان برانديللي سيعيد الحارس التاريخي لـ«سكوادرا أتزورا»، جانلويجي بوفون، إلى حماية العرين بعد التحاقه بالتدريبات لتعافيه من الإصابة، إذ ناب عنه سالفاتوري سيريغو الذي قدم أداءً مميزاً جداً أمام «الأسود الثلاثة»، بينما لا يتوقع حصول تغييرات بارزة في التشكيلة الفائزة بالموقعة الأولى.
من جهتها، تدرك كوستاريكا جيداً أن مواجهة أبطال العالم 4 مرات لا يمكن أن تقارن بالمطلق بمباراتهم أمام الأوروغواي لما للطليان من تجربة وحنكة في المونديال. الفوز الذي حصدوه أمام فريق لويس سواريز وإيدينسون كافاني لا شك أمدّهم بجرعة معنويات هائلة عبّر عنها مساعد المدرب، اللاعب السابق في الدوري الإنكليزي الممتاز، باولو وانشوب، الذي توعد الطليان بأن منتخبه يخبّئ المزيد من المفاجآت لهم ولإنكلترا، مضيفاً «إنها لمفاجأة كبرى بالنسبة إلى العالم. الجميع توقعوا أن يكون التأهل بين الأوروغواي أو إيطاليا وإنكلترا. بالنسبة إلينا، لم تكن هناك مفاجأة لأننا نعرف حجم الموهبة الرائعة الموجودة في فريقنا. سنواصل عملنا، وسنواصل مفاجأة العالم».
إذاً، جدية الطليان وخبرتهم وحنكتهم في مواجهة مع حماسة الكوستاريكيين، ما يُفترض أن يضعنا أمام مباراة واعدة.

المجموعة الخامسة

عند الساعة 22,00 تنتقل المباريات الى المجموعة الخامسة بأهم موقعة فيها بين فرنسا وسويسرا اللتين حققتا النقاط الثلاث في الجولة الأولى بفوز رجال المدرب ديدييه ديشان السهل على هندوراس الضعيفة 3-0 ورجال المدرب الألماني أوتمار هيتسفيلد على الإكوادور 2-1.
يبدو متوقعاً في هذه المجموعة أن الأمور تتجه للحسم لمصلحة الفرنسيين والسويسريين، ما يعني أن مواجهتهما الليلة ستكون على الصدارة، وهي لا شك، في منتهى الأهمية لتفادي مواجهة الأرجنتين، التي يُتوقع أن تتصدر المجموعة السادسة، في الدور الثاني. وقد عبّر ديشان عن أهمية اللقاء بقوله: «ستكون مهمتنا صعبة وفي أول اختبار حقيقي في النهائيات. منتخب سويسرا قوي ويلعب كرة قدم حديثة بقيادة مدرب خبير أبلى البلاء الحسن في التصفيات»، مضيفاً: «علينا الحذر بالتأكيد، إنها مباراة حاسمة، وأي خطأ فيها قد يكلف غالياً». هيتسفيلد ردّ بالقول «الفوز على منافس مباشر على إحدى بطاقتي المجموعة، سيكون إنجازاً جيداً».
المباراة إذاً، سيكون عنوانها العريض المواجهة بين طموح ديشان وخبرة هيتسفيلد.
يبقى أن الإكوادور ستسعى جاهدة لقطف النقاط الثلاث في مواجهتها السهلة مع هندوراس، الساعة الواحدة فجر السبت، لكي تحتفظ بأملها للتأهل في الجولة الأخيرة.