المحطة قبل الأخيرة لمنتخب لبنان في الدور الحاسم المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، ستكون اليوم (الساعة 14.00) عندما يستضيف الجار السوري على ملعب صيدا البلدي.محطةٌ قد تكون شبيهة ببعض المحطات السابقة التي عرف خلالها «رجال الأرز» عقبات ومطبات تمثّلت بالغيابات بسبب الإصابات التي عصفت هذه المرّة بقوة في تشكيلة منتخبنا الذي يفتقد 5 لاعبين أساسيين هم الأخوان أليكس وفيليكس ملكي، القائد حسن معتوق، حسن «سوني» سعد وباسل جرادي.
أسماء لعبت دوراً رئيساً في كل محطة مشرقة للمنتخب في الأعوام الأخيرة، ويأتي غيابها اليوم في توقيتٍ سيئ وسط الحاجة الماسّة إليها في هذه المرحلة بالتحديد وعشية مباراة صعبة جداً أمام المضيف الإيراني يوم الثلاثاء المقبل.
صحيحٌ أن المنتخب السوري يفتقد عناصر مؤثرة مع إعلان غياب 9 لاعبين عن صفوفه، لكن غياباتنا أكثر تأثيراً لأن أربعة من الأسماء الخمسة التي سنفتقدها تلعب دوراً محورياً في الحسابات الفنية على اعتبار أنها تأتي من الخارج بجاهزيةٍ أفضل من تلك التي يتمتع بها لاعبونا في الدوري المحلي. أضف إلى أن المنظومة التي خلقها المدير الفني التشيكي إيفان هاشيك في الفترة الأخيرة ارتكزت في كل خطٍ من الخطوط الثلاثة على أحد هؤلاء اللاعبين، إذ لعب الثنائي ملكي دوراً مهماً في الجانب الدفاعي في مراكز مختلفة بين خط الظهر وخط الوسط، وكذا سعد في ما خصّ الواجبات التي أسندها إليه هاشيك حتى تحوّل من مهاجمٍ إلى ظهير، لكن تأثيره الإيجابي بدا أكبر من أي لاعبٍ آخر في الفترة الأخيرة بتسجيله الأهداف المهمة ومنها هدف الفوز في المباراة التي فاز خلالها لبنان على سوريا 3-2 ذهاباً.
أما بالنسبة إلى معتوق فلا ضرورة للتذكير بدوره القيادي وأهمية وجوده على أرض الملعب معنوياً وفنياً بالنسبة إلى المنتخب منذ سنواتٍ طويلة ولو أنه ليس في أفضل حالٍ حالياً بسبب الإصابات التي أثّرت في مستواه بعدما غيّبته لفتراتٍ قصيرة. ويبقى أن جرادي وبعد التزامه بالواجب الوطني من دون تردّد نابذاً أي تشتيت فكري، أصبح الركيزة التي يمكن البناء عليها لخلق أي هجمةٍ أو تشكيل أي خطورة.
عموماً، عمل هاشيك طوال الأسبوع على إحداث التغيير، فكانت معالم التشكيلة الأساسية مجهولة إلى حدٍّ كبير مع تبدّلها حصةً تلو الأخرى، لكن الصورة التي يمكن رسمها لتشكيلةٍ مناسبة بنظره لمواجهة السوريين، فترتكز على خط دفاعٍ رباعي أمام الحارس مصطفى مطر، يتألف من عباس عاصي كظهير أيمن وماهر صبرا كظهير أيسر، وبينهما قلبا دفاع خبيران هما نور منصور وجوان العمري، على أن يحمي هذا الخط ثنائي في خط الارتكاز هما جهاد أيوب ومحمد الدهيني، ليتكفّل بالمهام الهجومية ثلاثة لاعبين هم حسين زين، محمد حيدر ومهدي الزين، وذلك لدعم المهاجم الوحيد محمد قدوح.
تشكيلةٌ في حال اعتُمدت قد يسأل البعض عن بعض الأسماء الغائبة عنها بعد بروزها أخيراً في الدوري المحلي على غرار نجم العهد ربيع عطايا وثنائي الأنصار حسن شعيتو «شبريكو» ونادر مطر. لكن قد يلعب هؤلاء دوراً ترجيحياً في اللقاء بحسب ما تقتضي الحاجة، على اعتبار أن هاشيك يعرف حاجاته جيّداً، وأيضاً إمكانات لاعبيه بحُكم متابعته لمباريات الدوري بشكلٍ حثيث.
وكان هاشيك قد توقّع مواجهة قوية أمام الضيف السوري كونها مباراة «دربي»، مشيراً إلى ظروفٍ متشابهة بينهما لناحية الغيابات «لكن لكل منتخب حافزه الخاص». وأضاف: «أدى اللاعبون ما عليهم وحضور الجماهير عامل إيجابي لنا، لكن ظروف المباريات تحكّمت ببعض النتائج، وعلينا تصحيح بعض الأخطاء في المستقبل».
من جهته، قال القائد نور منصور في المؤتمر الصحافي عشية اللقاء أن اللاعبين يمتلكون روحاً قتالية عالية وسيعطون كل ما عندهم من أجل تحقيق الفوز».