لا يخفى على أحد سعي يوفنتوس المستمر لرفع لقب دوري الأبطال. الفريق بات مهووساً في البطولة الأوروبية، يعكس ذلك محاولاته المختلفة في السنوات الماضية لتحقيق ذلك. فبعد فشل توليفة المدرّب ماسيمليانو أليغري في تجاوز العقبة الأخيرة أمام ريال مدريد موسم 2016/2017، اتخذت الإدارة سلسلة من الإجراءات لضمان التتويج في البطولة مستقبلاً، لكن ذلك لم يحدث. بدأ الأمر باستقدام مواهب من الدرجة الأولى ولاعبين بارزين على الساحة المستديرة، مثل كريستيانو رونالدو، ثم قامت الإدارة بمحاولة تغيير أسلوب اللعب وتقديم كرة قدم «عصرية»، فوقّعت مع المدرب ماوريتسيو ساري. ومع توالي المواسم، تبدّدت أحلام يوفنتوس الأوروبية على أعتاب الأدوار الأولى وأسفرت التجارب عن فشلٍ كبير انسحب على الدوري المحلي، حيث خسر فريق السيدة العجوز شيئاً من شخصيته في «الكالشيو» أيضاً. وبعد «اندلاع» الجائحة، زاد كورونا الطين بلة لتزيد التداعيات المالية هماً جديداً على يوفي المتراجع فنياً وإدارياً.بدأ يوفنتوس موسمه الجديد وهو يأمل في تدارك الأمور، وقامت الإدارة بدعم مدرّبها الجديد ـ القديم ماسيمليانو أليغري علّه يُعيد شيئاً من هيبة الفريق بعد «الخراب» الذي عاشه مع المدرّب السابق أندريا بيرلو. محلياً، سجل يوفنتوس نتائج متخبّطة أثارت قلق الإدارة والجماهير، غير أن إنهاء دور مجموعات دوري الأبطال في الصدارة على حساب صاحب اللقب في نسخته الماضية تشيلسي، هدّأ من روع العاصفة. تنفس يوفنتوس بعدها الصعداء عندما أوقعته القرعة أمام فياريال في دور الـ16، حيث اعتبر أنصار الفريق بأن الطريق سالكة أمام عملاق إيطاليا لمحاولة التخلص من عقدة لازمته منذ عام 1996 حين توّج بلقبه الثاني بركلات الترجيح على حساب أياكس الهولندي، لكن الأمر كان مغايراً تماماً.
فرغم عدم خوضه دور المجموعات للمسابقة القارية منذ موسم 2011-2012، أقصى فياريال فريق «السيدة العجوز» ليستمر مسلسل الوداع المبكر بعد خروجه من ثمن النهائي في الموسمين الماضيين على يد ليون الفرنسي وبورتو البرتغالي توالياً.
سبق وأن تعاقد يوفنتوس في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة مع الصربي دوشان فلاهوفيتش الذي يعتبر أحد أفضل المهاجمين القادمين بقوة إلى الساحة الأوروبية، وقد ضرب هداف فيورنتينا السابق منذ الثواني الأولى لمشاركته الأولى على الإطلاق في المسابقة القارية، بتسجيله هدف التقدم ذهاباً في ملعب فياريال بعد 33 ثانية فقط على البداية، قبل أن ينجح بطل الدوري الأوروبي في إدراك التعادل.
وبعد بداية موسم كارثية، عاد الأمل لجمهور يوفنتوس الذي دخل مباراة أول من أمس الأربعاء على خلفية هزيمة وحيدة في آخر 21 مباراة ضمن جميع المسابقات، لكن أمسية تورينو كانت صادمة لأنها جاءت مذلة بثلاثية نظيفة سجلها الفريق الإسباني في الدقائق الأخيرة، اثنان من ركلتي جزاء تسبب بهما دانييلي روغاني والهولندي ماتيس دي ليخت.
هكذا، انتهى حلم يوفنتوس مرة أخرى قبل أن يبدأ، وباتت طموحاته الآن تنحصر بتجنّب الغياب عن دوري الأبطال للمرة الأولى منذ موسم 2011-2012 حيث يحتل الفريق حالياً المركز الرابع الأخير المؤهل إلى المسابقة القارية، بفارق 7 نقاط عن أتالانتا الخامس بعد فوزه بمبارياته الثلاث الأخيرة وتجنّبه الهزيمة لـ15 متتالية.
ما زال يوفنتوس متمسكاً باستعادة لقب الدوري رغم أن حظوظه ليست كبيرة في ظلّ فارق النقاط السبع الذي يفصله عن ميلان المتصدر، فيما يأمل الاحتفاظ بلقب مسابقة الكأس التي وصل إلى دورها نصف النهائي. ورغم احتمالية عدم الخروج بموسمٍ خالي الوفاض، لن يشفِ أي تتويج محلي محتمل غليل عشاق «البيانكونيري» الذين يبقى حلمهم الأكبر رفع كأس دوري الأبطال والتخلص من هذه العقدة.