بعد 9 أشهر ونصف على نزالهما في المباراة النهائية لمسابقة كأس لبنان لكرة القدم لموسم 2020-2021، سيلتقي الغريمان الأنصار والنجمة في نهائي الموسم الحالي الذي يَعد بأن يكون نارياً في ظل حاجة الفريقين إلى اللقب.الدور نصف النهائي للمسابقة الرديفة كان مثيراً إلى أبعد الحدود مع عبور النجمة على حساب الحكمة بهدفٍ متأخر، حمل توقيع محمود سبليني قبل 5 دقائق على صافرة النهاية، بينما أطاح الأنصار بالبرج بركلات الترجيح بعد تعادلهما سلباً في الدقائق الـ90.
صحيحٌ أن الفريقين المتأهلين إلى النهائي لم يقدّما أفضل مستوياتهما في المباراتين، لكن مجرد بلوغهما النهائي هو عنوان كبير بالنسبة إلى كل المتابعين، إذ إن "كلاسيكو" الكرة اللبنانية وبغض النظر عن موقع الفريقين في الدوري يبقى أكثر العناوين إثارة واهتماماً، وهي مسألة ستنسحب على المواجهة المقبلة، خصوصاً أن الأنصار سيسعى خلالها للحفاظ على لقبه الـ 15 (رقم قياسي)، بينما سيضع النجمة كل جهوده للردّ على فقدانه لقبَي الموسم الماضي أمام غريمه التقليدي.
تركت مباراتا دور الأربعة انطباعات عامة جيّدة


بطبيعة الحال، تركت مباراتا دور الأربعة انطباعات عامة جيّدة، أوّلها ارتبط بالحضور الجماهيري المميّز، حيث ملأ مشجعو الفرق الأربعة الأماكن المخصصة لهم في مدرجات ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية. أما بالنسبة إلى عودة العنصر الأجنبي فهو اقتصر على مشاركة السنغالي بوكانتا سار مع الحكمة، وتواجد المالياني إيشاكا ديارا على مقعد البدلاء عند الأنصار، بينما غاب الأجنبيان عند النجمة والبرج بسبب الإصابة.
أما بالنسبة إلى الانطباعات الفنيّة، فقد بدا النجمة جائعاً للفوز، وبات فريقاً أكثر جرأة هجومياً ولو أنه يحتاج إلى حلولٍ أكثر من أجل تسجيل الأهداف، وهو ما سيعمل عليه بلا شك المدرب موسى حجيج في الفترة المقبلة، مرتكزاً على استقدام المهاجم النيجيري إيمانويل أوزوتشوكو.

(طلال سلمان)

في المقابل، يبدو العمل أكبر أمام مدرب الأنصار الأردني عبدالله أبو زمع للوصول إلى الصورة النهائية لتشكيلته الأساسية، ولو أنه يحسب له إشراك كل لاعب في مركزه المفضّل، فكان الظهور الأول للعائد نادر مطر الذي لعب خلف المهاجمين قبل استبداله عند انتصاف اللقاء.
جرأة النجمة في الهجوم وقت الحاجة، وعودة الأنصار إلى الاندفاع نحو الأمام لفرض هيبته، سيجعلان من المباراة النهائية طبقاً دسماً يستحق التوقّف عنده، بانتظار موعد المواجهة القوية المتجدّدة التي اختتمت العام الماضي موسماً رائعاً يؤمل تكرار مشهده الأخير بعد الخروج من حالة شبه الجمود القائمة.