لطالما شكّل السوق الأوروبي مصدراً مهماً بالنسبة إلى إيرادات أندية الدوري الإنكليزي الممتاز، سواء من بيع حقوق البث التلفزيوني لمباريات «البريميرليغ» أو الجوائز المحصودة من التنافس في البطولات الأوروبية المربحة. وبعد الإجراءات التي ترتّبت عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، طاولت الفوضى كرة القدم بشكلٍ أساسي كما زادت تداعيات كورونا الوضع سوءاً. هكذا، تَهددت ميزانيات الأندية وكل قطاعات البلاد تباعاً، غير أن معدلات النمو الإيجابية عكست تميّز البريميرليغ.ضُربت كلّ الدوريات جراء تداعيات فيروس كورونا، وقد طاول الضرر الكرة الإنكليزية أيضاً. ما كان لافتاً، عدم تأثر القدرة الشرائية لأندية البريميرليغ بمعدلات كبيرة مقارنةً بالدوريات الأخرى. شهد الدوري الإنكليزي الممتاز غزارة في سوق الانتقالات الصيفي الأخير، حيث أنفقت بعض الأندية أكثر من 100 مليون يورو على اللاعبين، كما الحال بالنسبة إلى مانشستر سيتي عندما وقّع مع جاك غريليش وتشيلسي مع روميلو لوكاكو. بالمجمل، أنفقت أندية البريميرليغ نحو 1.35 مليار جنيه إسترليني على انتقالات اللاعبين في سوق الانتقالات الصيفي، وهو مبلغ ضخم وخاصةً في ظل العقبات التي تواجه قطاع كرة القدم عالمياً.
أنفقت أندية البريميرليغ نحو 1.35 مليار جنيه إسترليني على انتقالات اللاعبين في السوق الصيفي


ووفقاً لشركة «تونتي فرست كلوب» للاستشارات التي تعمل مع العديد من الجهات الكروية الرائدة، تُظهر بيانات فترتَي الانتقالات الأخيرتين في البريميرليغ أن مستويات النشاط في الجزء العلوي من الجدول مماثلة لما كانت عليه قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقبل تفشّي فيروس كورونا. ومع ذلك، كان هناك انخفاض ملحوظ في الجزء السفلي (أندية القسم الثاني من جدول الترتيب). يعود الأمر إلى أن الأندية الكبيرة تمتلك أموالاً أكثر، بالإضافة إلى أن الأندية الأصغر لديها حالة من الشك وعدم اليقين في ما يتعلق بعائداتها المالية المستقبلية.
تجدر الإشارة إلى تركيز العديد من الأندية الإنكليزية على نظام أكاديميات الناشئين أيضاً، الذي ساعد على إبراز عدد من النجوم الشابة. مواهب استثنائية مثّلت القوام الأساسي للمنتخب الإنكليزي الأول في كأس الأمم الأوروبية 2020، وساعدت على تخفيض حدة العقبات بالنسبة إلى الأندية توالياً.

البريميرليغ والاقتصاد البريطاني؟
وفقاً لدراسة أجرتها شركة الخدمات المحترفة إرنست ويونغ (EY)، يساهم البريميرليغ بمبلغ 7.6 مليارات جنيه استرليني في اقتصاد إنكلترا. حقّق الدوري مساهمة ضريبية إجمالية قدرها 3.6 مليارات جنيه إسترليني لخزانة المملكة المتحدة في موسم 2019/2020، وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن النشاط الاقتصادي للأندية نما بنسبة 840% منذ موسم 1998/1999.
بالإضافة إلى ذلك، حقّق الدوري وأنديته الـ 20 نموّاً كبيراً في التوظيف، مع دعم 94000 وظيفة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وارتفعت الوظائف المرتبطة بالأندية من 11000 في 1998/1999 إلى أكثر من 87000 في 2019/20، بزيادة قدرها 650%.
أضاءت الدراسة أيضاً على مدى شعبية الدوري الإنكليزي الممتاز وشهرته، مقدّرةً أنصار البريميرليغ حول العالم بـ 3.2 مليارات في 2019/2020 ، أي ضعف جمهور دوري أبطال أوروبا. وبحسب الدراسة، فإن نحو 528 ألف شخص من العالم زاروا بريطانيا في هذا الموسم لمشاهدة مباريات المسابقة، ما أسهم بشكل مباشر في رفع الأثر الاقتصادي للبطولة على المملكة. كل هذا سمح للدوري الممتاز بزيادة الاستثمار في المجتمعات على الصعيدين العالمي والمحلي.
إنكلترا مختلفة على الصعد كافة. انفصلت الدولة عن الاتحاد الأوروبي وتفشّى كورونا في البلاد، رغم ذلك، تمكّن الدوري الإنكليزي من مزاولة النشاط في أسواق الانتقالات وتقديم عروضه الجذّابة المعتادة.