ليس مستغرباً على الإطلاق الانقسام الحاد الحاصل في انكلترا بين كبار اللعبة من جهة، والصحافة من جهة أخرى، في ما خصّ منتخب «الأسود الثلاثة»، اذ عبر السنين لم يلقَ المنتخب، في البطولات العالمية، الدعم الكامل الذي يخوّله اللعب كباقي المنتخبات التي تنافس مدعومةً على نحو كامل من ابناء بلادها. اليوم وقبيل 6 أيام على بدء المونديال، يعيش رجال المدرب روي هودجسون حالة إرباك اعتادوها، حيث تنقسم الصحافة حول أمل المنتخب، ويزايد اللاعبون والمدربون الحاليون والسابقون على بعضهم بعضا بالنقد السلبي. واللافت أن أياً من هؤلاء المزايدين لم ينجح بتتويج منتخب «مهد» كرة القدم بأي بطولة منذ كأس العالم عام 1966 بقيادة ألفا رامسي. هذه الكأس كانت نقطة الضوء الوحيدة في ظلام أزمة المنتخب. منذ ذلك الوقت لم يجد الاتحاد الإنكليزي المدرب القادر على العودة بالمنتخب الى منصات التتويج. دون ريفي ورون غرينوود وبوبي روبسون وغراهام تايلور وتيري فينابلز وغلين هودل وكيفن كيغان والسويدي زفن غوران إريكسون وستيف ماكلارين والإيطالي فابيو كابيللو. لم ينجح أي من هؤلاء لأسباب عدة، أبرزها الصحافة، التي لا ترحم أبداً.

اليوم يتمحور الحديث حول قلة لاعبي الخبرة في التشكيلة التي استدعاها هودجسون، اذ ابدى «السير» بوبي تشارلتون قلقه منها، ويرى أنها المشكلة الاكبر على مرّ العصور. ويأتي كلامه بسبب عدم منح المواهب الإنكليزية فرصة المشاركة في مباريات الدوري لكثرة اللاعبين الأجانب. في المقابل، عارضه ديفيد بيكام الذي يرى أن منتخب بلاده قادر على المضي قدماً في كأس العالم، فالقائمة التي اختارها هودجسون، «بالرغم من صغر سنها، إلا إن عناصرها خاضوا منافسات كبيرة مع أنديتهم، فهم يلعبون مع أكبر أندية العالم، وفي منافسات قوية مثل «البريميير ليغ» ودوري أبطال أوروبا، لذلك لن يعانوا أي رهبة في المونديال».
الحقيقة هي تشكيلة متوازنة، وفيها خبرة يمثّلها فرانك لامبارد وستيفن جيرارد وواين روني. ومن ناحية الشباب، معظم العناصر تألقت على نحو لافت مع فرقها في الدوري المحلي، مثل رحيم سترلينغ ولوك شو وروس باركلي وأليكس أوكسلايد تشامبرلاين وآدم لالانا وجاك ويلشير وريكي لامبرت ووداني ويلبيك ودانيال ستاريدج. ولعل في هذه الأسماء ما يصلح لتغيير فلسفة الكرة الإنكليزية، التي عرفت بها عبر السنين، الكرات الطويلة والعرضية والاعتماد على القوة البدنية. ولعلها أيضاً تستلهم من تجربة ليفربول الأخيرة في الدوري بقيادة المدرب الايرلندي الشمالي براندن رودجرز، الذي قدّم تجربة نموذجية جديدة في الكرة الإنكليزية على نحو عام.
التجربة لا شك أنها صعبة على هودجسون، والمجموعة التي وقع فيها صعبة أيضاً، حيث سيواجه إيطاليا والأوروغواي وكوستاريكا. التأهل من مجموعة كهذه، قد يجعله يذهب بعيداً في البطولة، عكس ما قاله إريكسون، لكنه في النهاية مطالب بوضع منتخبه في موقف قوي للفوز بكأس العالم، وكسر القاعدة الشهيرة القائلة ان الدوري الإنكليزي أقوى من المنتخب الذي يمثّله.




الكاتشاب مسموح!

أكدت صحيفة «ذا ميرور» الإنكليزية أن مدرب انكلترا روي هودجسون سمح للاعبيه بتناول أنواع الصلصة المختلفة، وفي مقدمتها «الكاتشاب»، بعدما منعها المدرب السابق فابيو كابيللو. وقال حارس مرمى المنتخب بن فوستر: «في الحقيقة صلصة «الكاتشاب» نقطة حساسة للجميع، وهو شيء متاح الآن، تماماً كحال الزبدة».