انتهت ليل أمس المرحلة الأولى من عمل لجنة الخبراء حول الأحداث التي شهدتها مباراة الحكمة والرياضي الرابعة ضمن سلسلة نهائي بطولة لبنان في غزير، إذ تم توليف جميع اللقطات التي شهدتها المباراة من بدايتها حتى نهايتها، مع ما تضمنته من مخالفات، وذلك عبر فريق عمل تقني متخصص.
وسيتم عرض هذه اللقطات على لجنة من الفنيين، قد لا يعلن عن أسمائهم، لتقديم توصيات حول المخالفات وردّات الفعل. وما هو مؤكّد أن هذه اللجنة تضم شخصيات سلّوية لها تاريخها واسمها الناصع، ما يضفي صدقية على عملها. وبعد تقرير لجنة الفنيين، ستجرى مطابقة الأخطاء والمخالفات على قوانين الاتحاد تمهيداً لاتخاذ عقوبات. ويهدف الاتحاد من خلال هذا المشروع الى عدم إفساح المجال لأي طرف للاعتراض على القرارات، التي ستكون موثقة ومعللة بالقوانين والصور.
ويشير رئيس الاتحاد وليد نصار الى نيته السير في الموضوع حتى النهاية، وهو لن يحل القضية على الطريقة اللبنانية عبر مراضاة الجميع على حساب القانون، إلا إذا جاء ناديا الحكمة والرياضي واجتمعا مع الاتحاد وطلبا الوصول الى حل توافقي، حينها يمكن إمرار اللأزمة مؤقتاً إفساحاً في المجال أمام تكملة النهائي وتتويج بطل في ختامه. ويأتي موقف نصار، بعد إصرار الحكمة والرياضي على رأيهما وتشبث كل طرف بالموقف الذي أعلنه سابقاً. فالرياضي لا يرضى بتوقيف اسماعيل أحمد وإلا سينسحب من البطولة، على اعتبار أن أحمد لم يخطئ وهو تعرّض للاعتداء، وكان يدافع عن نفسه. أما الحكمة، فهو يطالب بإيقاف أحمد وإلا سينسحب بدوره، على اعتبار أن الاتحاد لم يطبّق قوانينه.

تحرك الجميع تحت سقف إكمال البطولة يحمي لعبة كرة السلة
وهنا ستكون لعبة كرة السلة على المحك، ويكون ناديا الرياضي والحكمة يغامران في استثماراتهما، انطلاقاً من مصالح ضيقة. فمسألة إكمال البطولة وتتويج بطل أمر مقدس كونه يصب في مصلحة لعبة لا تزال تحاول التعافي مما لحقها من ضرر بعد التوقيف الدولي الذي لم يرفع إلا قبل شهر فقط.
إذ سيكون إلغاء البطولة كارثياً، ويحصل للعام الثاني على التوالي، ما يؤذي صورة لبنان على الساحة السلّوية الدولية، وخصوصاً أن الأحداث التي حصلت في المباراتين الثانية والثالثة كانت أمام أعين رئيس الدائرة القانونية في الاتحاد الدولي بنجامين كوهين الذي صوّر وسجّل ما حصل من أحداث خلال هاتين المباراتين.
يحق للرياضي والحكمة أن يسعيا إلى إحراز اللقب، لكن هذا يجب أن يحصل على أرض الملعب، لا عبر قرارات اتحادية وبطريقة غير مباشرة لإضعاف الخصم، وخصوصاً أن الحديث بدا يكثر عن أن إصابة إيلي رستم وخضوعه لعملية جراحية أضعف «الأخضر» فنياً، وقد يكون هناك سعي لإبعاد «سمعة» بهدف إحداث توازن فني الى حد ما. أما بالنسبة للرياضي، فإن التهديد بالانسحاب لا يليق به، كونه «أم الصبي» في لعبة كرة السلة ولا يرضى أن يكون سبباً في أذيتها.




عودة لغة المنطق

عادت لغة المنطق الى كلام وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، الذي بدا يتحدث عن ضرورة إكمال البطولة، لكن ضمن ضوابط معينة حرصاً على المصلحة العامة. وقد يكون القرار الأفضل هو إقامة ما تبقى من مباريات من دون جمهور، وخصوصاً أن الأخير أثبت أنه لا يستحق أن يكون حاضراً في المباريات نتيجة تصرفاته غير الأخلاقية، من دون التعميم.