أثبت جمهورا الحكمة والرياضي أنهما لا يستحقان أن يكونا حاضرين في مباريات فريقيهما. ولعل قرار اتحاد اللعبة بتحديد عدد الجمهور بـ300 مشجع أكثر من صائب بعد الأحداث التي شهدتها مباراة الفريقين أمس، ضمن سلسلة نهائي بطولة لبنان لكرة السلة. وسيعقد اتحاد اللعبة جلسة استثنائية اليوم لاتخاذ قرارات بعد ما حصل أمس. فاللقاء الرابع الذي انتهى لمصلحة الحكمة 71 - 61 (10 - 16، 24 - 27، 43 - 43) في غزير انتهى بطريقة مخجلة مع دخول جمهور الحكمة الى أرض الملعب واعتدائه على لاعبي الرياضي الذين دافعوا عن أنفسهم، وسط حالة من الجنون أكّدت أن لعبة كرة السلة أكبر من كثر يدّعون حبّها.
والمؤسف أن الأحداث التي حصلت بعد المباراة مباشرة أفسدت الأجواء الرائعة والحماسة العالية والمنافسة المفتوحة بين الفريقين. وكان أفضل مسجل في صفوف الحكمة ديواريك سبنسر بـ20 نقطة و8 كرات مرتدة، كما سجل جوليان خزوع وإيلي رستم 14 نقطة، علماً بأن الأخير خرج في الربع الرابع بعد إصابة قوية تعرض لها في يده اليمنى.
أما في صفوف الرياضي فكان إسماعيل أحمد الأفضل تسجيلاً بـ19 نقطة، مع أداء جيد للاعب الواعد وائل عرقجي في الدقائق الـ13 التي لعب فيها، إذ يثبت عرقجي مباراة بعد أخرى أنه من أهم مكاسب النادي الأصفر.
وسيلتقي الفريقان المتعادلان 2 - 2 في السلسلة مجدداً غداً الخميس على ملعب المنارة، لكن هذه المرة سيبدأ سريان قرار الاتحاد بتحديد عدد الجمهور.




لكن هذا القرار يلقى رفضاً من الرياضي وهذا جاء على لسان أمين عامه يوسف بكري الذي رفض القرارات الاعتباطية الصادرة عن الاتحاد اللبناني لكرة السلة، حيث وصفها بالمجحفة، كاشفا ان النادي سيعقد اجتماعا طارئا للتباحث بتلك المقررات الظالمة، والتي لا يمكن تمريرها او السكوت عليها، لما حملته من إساءة للنادي، وتطاولا على جمهوره، والذي اثبت على مدار الموسم الجاري حسن سلوكه وانضباطه بشهادة الجميع، مؤكدا ان المقررات التي ستصدر عن النادي ستكون بحجم الاستهداف الذي يتعرض له فريقه مع "جمهوره البطل ".
وأشار بكري ان ما يشهده النهائي امام الحكمة يطرح غير علامة استفهام، "حيث يتم وبشكل ممنهج استفزاز لاعبي وجمهور النادي الرياضي بأسلوب لا يرق اليه الشك، ويدل بأن هناك أمرا ما يدبر بالخفاء ضدنا" ، مستغربا سكوت الاتحاد عما حصل بالمباراة الثانية يوم الجمعة الفائت في غزير، وتساءل: " لماذا هناك لجنة أمور مستعجلة في الاتحاد، وما الهدف من تأجيل اتخاذ القرارات لما بعد المباراة الثالثة في المنارة، أليس لإبقاء النفوس محتقنة، وجر جمهور الرياضي للرد على ما تعرض له من إساءات في غزير؟؟؟ .." ، مضيفا: "ورغم كل ما حصل باللقاء الثاني في غزير، احتفظ جمهور الرياضي برباطة جأشه بالمباراة الثالثة، متحاملا بتعال ملفت على ما أصابه، قبل ان نفاجأ خلال اللقاء، باقدام مجموعة من موظفي الاتحاد (يرتدون اللباس الكحلي) ، بتعمد استفزاز جمهور الرياضي عبر التهجم عليه بشكل اثار انتباه كل من في الملعب، بما فيهم الجهة المسؤولة عن الأمن بالقاعة، التي استغربت تصرفات تلك الزمرة الاتحادية الأشبه بالميليشيا، خاصة ان تصرفها لا ينم الا عن نية مبيتة بافتعال مشكل . وجر جمهور الرياضي الى الخطأ لتشويه سمعته قبل جلسة الاثنين الاتحادية، فهل يعقل ان يتحول موظفو الاتحاد الذين ينحصر دورهم بتنظيم عملية الدخول، الى ميليشيا قامت بشكل نافر بالاعتداء على جمهورنا في المدرجات؟؟؟ !!!.."
ولفت بكري، ان ما زاد الأمور ريبة: "اعلان اتحاد السلة، عن إيقاف جمهور الحكمة بالمباراة الرابعة في غزير، مع السماح له بحضور اللقاء (..) ، اي حكم بالإدانة مع البراءة المسبقة، مقابل حرمان الرياضي من جمهوره (حدد عدده بثلاثمائة متفرج ) بالمواجهة الخامسة غداً، وهذا ما يعزز هواجسنا بوجود نوايا مبيتة لضرب جمهورنا، والتأثير تاليا على معنويات لاعبينا، وهذا ما نرفضه بالمطلق، لاعتزازنا بجمهورنا البطل الأفضل في لبنان، والذي على ما يبدو، يزعج بحضوره النوعي وروحه العالية البعض ممن لا يروق لهم مثاليته، كما تفانيه خلف ناديه ".
ولفت أمين عام النادي الرياضي الى امر خطير يتعلق بالأداء التحكيمي، والمتمثل بتعمد احد حكمي الساحة التوجه طوال المباراة الثالثة الى طاولة الحكام للاستفسار عن عدد اخطاء كل من لاعبي الحكمة جوليان خزوع وكريس دانيلز، وذلك لتجنب حصولهما على مجموع اخطاء يخرجهم من المباراة، وقال : " هذا المنحى الخطير للغاية، حصل امام مرأى كل من في الملعب، وأمامنا تحديدا، ما يؤشر ان هناك أمرا ما يحاك ضدنا، ونقطة مخفية بالسلسلة النهائية ".
وختم بكري مشددا بان الرياضي لن يسكت على حقه : "كما يرفض الإساءة لجمهوره القدوة بالملاعب اللبنانية، كون استهدافه، ليس الا مدخلا لضرب الروح المعنوية للاعبينا، وتاليا ضرب الفريق "، مكررا بأن الجلسة الطارئة لإدارة النادي، بصدد اتخاذ مقررات تتناسب وحجم حملة استهداف الرياضي وجمهوره.