لا تزال البرتغال تعيش على ذكرى عام 1966 حين قادها نجمها التاريخي الراحل أوزيبيو الى المركز الثالث الأفضل لها في مشاركاتها الست فقط في بطولة كأس العالم. لم تتقدم البرتغال، بقي منتخبها أسيراً لـ «النجم الواحد» وبالكاد قد يحصل أن يشارك نجمان من العيار الثقيل في تشكيلتها، على عكس الجارة الملاصقة اسبانيا، التي مضت قدماً في صناعة أجيال تلو أجيال، وتمكن منتخبها من بسط سيطرته المطلقة على الكرتين الأوروبية والعالمية.
وبطبيعة الحال، فإن «النجم الأوحد» للبرتغال في هذا المونديال، ومن دون الحاجة الى جزء من الثانية للتفكير، هو، كريستيانو رونالدو، لاعب ريال مدريد الاسباني.
مجدداً، تدخل البرتغال الى بطولة كبرى واضعة آمالها على «الدون» لرسم البسمة في مونديال البرازيل. آمال تفوق المرات السابقة، وقد ازدادت بعدما حقق «سي آر 7» موسماً خارقاً في 2013، استهله بإنزاله غريمه في الملاعب الارجنتيني ليونيل ميسي، نجم برشلونة، عن ريادة لاعبي العالم طيلة 4 سنوات بإحرازه جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب، واختتمه بقيادته النادي الملكي الى لقبه العاشر «لا ديسيما» في دوري أبطال أوروبا بعد انتظار دام 12 عاماً.
من هنا، يمكن القول إن رونالدو وصل الى ذروته في الملاعب حالياً وهو، لا شك، فضلاً عن ميزته المعروفة بحب الانتصار والقتال لتحقيقه، فإنه يبدو اكثر المشاركين في المونديال تسلحاً بالمعنويات والزخم بعد انجازاته في الموسم المنقضي، فضلاً عن الانظار والاضواء التي ستكون مسلطة عليه أكثر من غيره في بلاد «السامبا»، وهذا ما يُتوقع أن يزيد «الدون» حماسة وقوة.
ما أثبته رونالدو في الملحق الاوروبي الحاسم أمام السويد، وتحديداً في مباراة الاياب على أرض الأخيرة، أنه تطور على الصعيد الدولي من الناحية القيادية، والقدرة على تحمل المسؤولية مهما بلغت الضغوط، اذ إنه في مدريد بإمكانه الاعتماد على أكثر من نجم الى جانبه، بينما في البرتغال، فإنه مطالب بنفسه بصنع الفارق، وما على زملائه الا معرفة كيفية ايصال الكرة اليه، وهذا ما أكدته المباراة المذكورة.
ثمة نقطة اخرى ستمنح رونالدو حافزاً اكبر للبروز في المونديال البرازيلي، وهو توقه إلى ترك بصمة مع منتخب بلاده مع بلوغه عامه الـ 29، أي إنه امام الفرصة الأخيرة لتحقيق انجاز دولي يقدمه إلى الشعب البرتغالي. وكذلك، فكما ان غريمه ميسي يطمح في بلاد البن و«السامبا» إلى نيل لقب «الأسطورة» على غرار مواطنه دييغو أرماندو مارادونا، فإن «الدون» بدوره يطمح إلى هذه المرتبة، وهو، لا شك، يعلم جيداً أن ظهوره بمظهر مختلف عن مشاركاته في البطولات الدولية السابقة، وبأن يكون أداؤه مشابهاً على الأقل لما كان عليه في كأس أوروبا الأخيرة، فإن ذلك سيخوّله صناعة مجد شخصي.
اذاً، منتخب البرتغال في مونديال 2014 اكثر من ينطبق عليه صفة منتخب «النجم الواحد»، لكن هذا النجم الاوحد يبدو في أوجه من حيث القوة الذهنية، يبقى الا تخذله قوته البدنية بعد موسم منهك كثُرت فيه الاصابات، لتحقيق آمال البرتغاليين.




لا فعاليّة بلا «الدون»

سقطت البرتغال في فخ التعادل السلبي أمام ضيفتها اليونان، في مباراة ودية ضمن استعدادات الطرفين لكأس العالم، غاب عنها رونالدو الذي لا يزال يعاني من آلام في عضلات فخذه اليسرى. وقال مدرب البرتغال باولو بينتو: «دفعنا ثمن عدم تحلينا بالفعالية. يجب أن نكون على استعداد. يجب أن نتمكن من اللعب من دون لاعبين أساسيين».