قبل عدة مواسم، كان من الممكن اعتبار تحصيل النقاط من ريال مدريد أو برشلونة أو أتلتيكو مدريد بمثابة إنجاز بطولي لأيّ نادٍ إسباني، لكن الأمر أصبح «طبيعياً» الآن. مع اكتمال ثلث مباريات الدوري، فشل أيّ من الثلاثة الكبار في اعتلاء جدول «الليغا» مقابل احتلال ريال سوسييداد المركز الأول بفارق نقطة واحدة عن ريال مدريد (يمتلك في جعبته مباراة لم تٌلعب بعد). بالنسبة إلى العملاقين الآخرين، يقبع أتلتيكو مدريد في المركز الرابع، بينما يجد التاسع برشلونة نفسه أقرب إلى الهبوط (6 نقاط) منه إلى الصدارة (11 نقطة). خسر برشلونة 19 نقطة حتى الآن، أكثر بنقطتين مما حصل عليه (17)، في حين أضاع «الروخيبلانكوس» 13 نقطة وريال مدريد 9. نزف نقاط لافت لبطل الدوري في عام 2012 أي ريال مدريد، والذي جمع 100 نقطة، كما برشلونة عام 2013، عندما أهدر كلاهما 14 نقطة فقط على مدار الموسم بأكمله.وبحسب تقرير نشرته صحيفة "آس" الإسبانية، تدلّ «طبيعة» النقاط المهدرة على مدى تراجع الثلاثي أيضاً، حيث خسر ريال مدريد أمام إسبانيول، صاحب المركز الحادي عشر، وتعادل أمام ليفانتي (19) وفياريال (12) وأوساسونا (7)، فيما خسر أتلتيكو أمام ألافيس (14) وتعادل مع فياريال (12) وأتلتيك بيلباو (8) وليفانتي (19) وفالنسيا (10) وريال سوسييداد (1). من جهته، خسر برشلونة نقاطاً أمام فرق من المنطقة المنخفضة والوسطى في الترتيب العام، كما تعادل مع غرناطة (17)، قادش (16)، ألافيس (14)، وسيلتا فيغو (15)، وتعثّر أمام أغلب الفرق التي تسبقه في سلّم الترتيب العام. كانت لافتةً أيضاً خسارة الثلاثة الكبار نقاطاً على أرضهم في الوقت الذي يملأ فيه المشجعون المدرجات مرة أخرى، ما يحول دون استخدام «حجة» التحفيز للاختباء من سوء النتائج.
يبرز هذا الموسم تألّق كل من ريال سوسييداد ورايو فاليكانو في بطولة الدوري


تزامن تراجع الثلاثي مع بروز وتألق بعض الأندية ذات المستوى الأدنى، التي سبق لها المشاركة في بطولة الدوري الأوروبي كأقصى إنجاز ممكن تحقيقه من بوابة الليغا. بدأ ريال سوسييداد التنافس على الصدارة للموسم الثاني على التوالي، وهو في وضعٍ مماثل لحملة 2002-2003 عندما احتل المركز الثاني في نهاية المطاف. برز أيضاً فريق رايو فاليكانو الذي استفاد من وجود بعض اللاعبين المميزين في صفوفه، على رأسهم المهاجم الكولومبي رادميل فالكاو. إضافةً إلى ذلك، حقق ريال بيتيس انطلاقة قوية تحت قيادة المدرب مانويل بيليغريني هذا الموسم ليتمكن من احتلال المركز الخامس.
رغم «غرابة» الترتيب الحالي، يبقى كل شيء معلّقاً. أثبتت المواسم الماضية أن البداية المتخبطة لا تكون حاسمة، إذ لا بد أن يحتل أحد الثلاثة الكبار صدارة الدوري في نهاية المطاف، لكن المشاكل البنيوية في قطبَي مدريد وبدرجةٍ أكبر في برشلونة، قد تُسهم في إظهاره بطلاً من خارج السرب. يعوّل الريال على أداء مهاجمه الفرنسي كريم بنزيما لإنهاء الموسم في القمة، في حين يأمل المدرب دييغو سيميوني أن تعطي عودة الابن «الضالّ» أنطوان غريزمان دفعةً معنوية وفنية للحفاظ باللقب، أما برشلونة، فلا تزال حظوظه الضئيلة مرتبطة بما سيقدمه المدرب الجديد تشافي.