مرحلةٌ جديدة يدخلها منتخب لبنان لكرة السلة ستحمل معها تغييرات في مقاربة الاختيارات للمستقبل، وأيضاً صراعاً قوياً على المراكز مع تألق عدد من النجوم الذين يشغلون نفس المركز إن كان محلياً مع انطلاق البطولة أو في الخارج حيث ينشطون ويسجلون أرقاماً مميزة.التوجّه الأساسي سيكون التجديد من خلال دمج بعض الأسماء في الخيارات الأوليّة من دون أن تكون هناك ضرورة لإشراكها سريعاً في المباريات، لكن مجرد استدعائها سيؤسس للمرحلة المقبلة مع مواهب يمكنها تشكيل إضافة إيجابية للمنتخب الذي خسر سنةً بعد أخرى أسماءً لافتة طبعت كرة السلة اللبنانية بطابعها الخاص وساعدت الأندية والمنتخب في محطات خارجية عدة. لذا لن يكون مفاجئاً أن يلعب يوسف خياط دوراً على أرض الملعب، وذلك بعدما تحوّل إلى أحد أبرز المواهب الواعدة في القارة الآسيوية. كما لن تكون صدفة رؤية لاعبين مغتربين صغار السن مثل راين واليكس زنبقة وسامي غندور في تمارين المنتخب إيذاناً بإقحامهم في تشكيلة الـ12 لاعباً النهائيين لأي مباراةٍ مستقبلاً، وذلك بعد دمجهم تدريجياً مع العناصر التي اختبرت سلفاً اللعب مع المنتخب.

المجنّس أولوّية
أما التوجّه الآخر الذي سيحمل الجديد فهو يرتبط باللاعب المجنّس وشكله بحيث سبق أن كشف المدرب جو مجاعص بأنه يطمح إلى استقطاب لاعبٍ يتمتع بمرونة القيام بأكثر من دور وتحديداً اللعب في المركزين 4 و5، إذ يحتاج منتخبنا إلى لاعبٍ إضافي بدورٍ قيادي على أرض الملعب، وهو الدور الذي افتقد إليه في محطاتٍ عدة بعد اعتزال النجم فادي الخطيب، فبدا أننا بحاجةٍ إلى لاعبٍ حاسم إلى جانب وائل عرقجي لتغيير نتائج المباراة لمصلحتنا في الأوقات المفصلية.
بطبيعة الحال مسألة المجنّس الذي قيل إنه تمّ اختياره من دون الكشف عن اسمه، تتوقف عند توقيع مرسوم التجنيس، وهو مطلبٌ وطني لأن المنتخب يخصّ الدولة كما يخصّ الشعب. لكن لا يستبعد في حال عدم حصول هذه الخطوة أن تتمّ الاستعانة بلاعب الارتكاز آتر ماجوك، وبالتالي العودة إلى المقاربة التقليدية بوجود لاعبٍ فارع الطول يحمي السلة دفاعياً من دون أن تكون لديه فعالية هجومية فائقة تجعل من منتخب لبنان مخيفاً بشكلٍ أكبر لخصومه.

صراع المراكز «نار»
استعراض الأسماء المتاحة للخيارات النهائية قبل مواجهَتي إندونيسيا تترك ارتياحاً عند المتابعين بعد رؤية أبرز نجوم المنتخب يتألقون مع انطلاق الموسم الجديد، وهو ما سيعطي مجاعص خيارات كبيرة على أرض الملعب، لكنه في الوقت نفسه قد يصعّب اختياره لعناصر تشكيلته.
هو أمر يبرز بشكلٍ كبير مثلاً في الصراع على المركز الرقم 1، الذي كان غالباً في مطلع الألفية الجديدة وحتى نهايتها تقريباً حكراً على منافسَين اثنين هما بشكلٍ أساسي روني فهد وعلي محمود، قبل أن يدخل رودريغ عقل على الخط. أما الآن فهناك النجم الأول عرقجي، وبطل الموسم الماضي علي منصور، وأفضل ممرّر خلاله علي مزهر، إضافةً إلى جاد خليل الذي سجّل انطلاقة رهيبة في الموسم الجديد.
تجنيس لاعب ارتكاز هو مطلب وطني يخصّ الدولة كما يخصّ الشعب


هذا الصراع كان ليكون أقوى لو لم يترك جوزف شرتوني اللعبة عائداً إلى الهجرة، ولولا أن سيرجيو الدرويش صنع شخصية لاعبٍ ممتاز في المركز الرقم 2 أكثر منه في مركز صناعة الألعاب. لكن في ظل الأفضلية المعروفة لعرقجي، قد يكون مجاعص مضطراً للاستغناء عن أحد الأسماء المذكورة سلفاً، خصوصاً أنه بإمكانه اختيار ثلاثة لاعبين للمركز 1، والاعتماد على الدرويش لدعمهم عند الحاجة.
وفي المركز الرقم 2 لا تبدو الأمور أقلّ سخونةً، وذلك بوجود هداف الموسم الماضي أمير سعود وزميله في الرياضي كريم زينون الذي تطوّر كثيراً، وإيلي شمعون الذي يقدّم بداية موسمٍ ممتازة، وطبعاً الدرويش وقائد المنتخب إيلي رستم. كما سيكون الترقّب للدور الذي سيلعبه خياط، فهو مع ليموج الفرنسي ينشط في المركزين 2 و3، ولديه القدرة أيضاً على اللعب في المركز الرقم 4 إذا لزم الأمر.

المراكز الحسّاسة
ومن أكثر المراكز الحسّاسة هناك المركز 3 الذي شغله فادي الخطيب بتميّز فائق، قبل أن يخلفه جان عبد النور، لكن مع اعتزال الأخير دولياً، أصبحنا بحاجةٍ كبيرة إلى سدّ هذا الفراغ من خلال لاعب يمكنه إجادة اللعب في هذا المركز بإتقان، وخياط تحديداً يمكن أن يكون المشروع المستقبلي والأهم لملء هذا المركز بالشكل المثالي.
وبما أن مركز الارتكاز مهم جداً وتنقصه العناصر الكثيرة عبر الزمن، فإنه يمكن تعويض أي نقصٍ فيه الآن من خلال لاعبٍ في المركز الرقم 4 حيث يبرز اسم علي حيدر، لكن الأخير ولو أنه الوحيد القادر على لعب دور مزدوج (4-5) هنا، فهو سيكون أمام «معركة مفتوحة» على هذا المركز تحديداً مع هايك غيوقشيان الذي انتظر طويلاً للدفاع عن ألوان لبنان، وهناك أيضاً جيرار حديديان، في وقتٍ تبدو مهمة الوجوه الشابة أصعب لاختراق ساحة الأكثر خبرةً منهم بحُكم عدم اختبارهم الساحة الدولية سابقاً، والتي افتقد فيها المنتخب أخيراً إلى لاعبين مؤثرين في المركزين الحساسين، أمثال تشارلز تابت ودانيال فارس وباسل بوجي.
بكل الأحوال فإن ما يحصل اليوم من صراعٍ ضمني على بلوغ اللائحة النهائية للاعبين المختارين للمباريات، وعلى المراكز الأساسية هو مسألة صحية لا شك في أنها ستدفع كل النجوم المذكورين إلى تقديم أفضل ما لديهم وأكثر مما قدّموه في المرحلة الماضية، الأمر الذي سينعكس لا محالة إيجاباً على البطولة المحلية وتالياً على المنتخب الوطني.



سيّدات لبنان في نصف النهائي بعد تجاوز سوريا
حسم منتخب لبنان لكرة السلة للسيدات بطاقة التأهل إلى نصف نهائي بطولة آسيا للعبة (المستوى الثاني)، بعد تجاوزه المنتخب السوري بنتيجة كبيرة (83 ـ 63) مساء أمس الثلاثاء، في المباراة التي استضافتها قاعة الأمير حمزة في العاصمة الأردنية عمّان. وهذا الفوز الثاني للّبنانيّات بعد تجاوزهنّ منتخب إيران في المباراة الأولى قبل أيام بنتيجة (66 ـ 64)، وبذلك حسمن صدارة المجموعة الأولى.
وينص نظام البطولة على تأهل المنتخب الذي يحتل المركز الأول في كل من المجموعتين (الأولى والثانية) تلقائياً الى الدور نصف النهائي، على أن تخوض المنتخبات التي تحتل المركزين الثاني والثالث في كل مجموعة الدور الإقصائي اليوم الأربعاء، للتأهل الى الدور ما قبل النهائي. ومع انتهاء الدور الأول، احتل المنتخب السوري المركز الثاني ضمن المجموعة الأولى والمنتخب الإيراني المركز الثالث.
وفي تفاصيل مباراة أمس، فقد بدأت اللاعبات اللبنانيات اللقاء بصورة قوية، وتقدمن بفارق 6 نقاط، وأنهين الربع الأول بنتيجة (21 ـ 17). في الربع الثاني ارتفع النسق أكثر وتمكّن منتخب لبنان من توسيع الفارق الى 20 نقطة لينتهي بنتيجة (49 ـ 29). السيطرة استمرت في الربع الثالث ليتوسع الفارق أكثر وتصبح النتيجة (66 ـ 44). مع استمرار التقدم في النتيجة، عمد المدرب الشاب للمنتخب اللبناني جورج جعجع الى إشراك أكبر عدد ممكن من اللاعبات لإراحة الأساسيات، ومساعدة الأخريات على الدخول في أجواء البطولة واكتساب الخبرة، لينتهي اللقاء بفارق مريح وصل الى 20 نقطة.
وسجلت للمنتخب اللبناني اللاعبة المخضرمة ريبيكا عقل (22 نقطة)، والمجنسة بريتني دنسون (11 نقطة) ولمى مقدّم (9 نقاط)، وليلى فارس وعيدا باخوس (8)، ودانييللا فياض ومغري توروسيان (6)، وشيرين الشريف وميرمارا المقداد (5) ونارين غويكوشيان (3). كما شاركت اللاعبتان ياشا زينون وقمر منصور.
وكانت أفضل مسجلة في المنتخب السوري راندي براون (18 نقطة).
ويستريح المنتخب اللبناني اليوم وغداً، بانتظار خوضه مباراة الدور نصف النهائي يوم الجمعة المقبل، في إطار سعيه لبلوغ المباراة النهائية وحسم اللقب، من أجل التأهل الى بطولة آسيا (المستوى الأول) في عام 2023.