نزالٌ ناريّ جمعَ الإيطالي مارفن فيتوري إلى البرازيلي باولو كوستا، فجر اليوم، في مدينة لاس فيغاس الأميركية، ضمن بطاقة «UFC Vegas 41». جرى النزال في فئة وزن الثقيل الخفيف (Light Heavyweight)، بعد أن كان مقرّراً أن يكون في فئة الوزن الوسط، وذلك بسبب عجز البرازيلي عن إنقاص وزنه إلى الحد المسموح به للعب في فئة الوزن الوسط.
قبل بداية النزال حامت الكثير من الشكوك والتكهّنات حول مستقبل كوستا، فالعلاقة بينه وبين رئيس «UFC»، دانا وايت، متوتّرة أصلاً، وعجزه عن إنقاص وزنه وتعريضه النزال الأهم في البطاقة إلى خطر الإلغاء زادا الطين بلّة.

بدأ النزال بأداء سريع، فلم يتأخّر فيتوري عن ممارسة الضغط على كوستا، تاركاً له فرصاً قليلة لتوجيه الضربات إليه. ومنذ الدقائق الأولى ظهر الأسلوب الذي سيتّبعه كل من المقاتليْن، حيث اعتمد فيتوري على توجيه عدد كبير من اللكمات، إلى منطقة الرأس بالأخص، فيما اعتمد كوستا على لكمات قليلة لكنها تحمل الكثير من القوة، كذلك استخدم سلاح الركلات على منطقة وسط الجسم والرأس في بعض الأحيان.

الجولة الأولى انتهت لمصلحة الإيطالي، الذي تمكّن من فرض نسقه على مجريات الأحداث، فيما بدا وكأن الوزن الإضافي (10 كلغ) الذي ظهر فيه كوستا قد أثّر على نفسه، فظهر مع نهاية الجولة وهو يتنفّس بثقل.

الجولة الثانية شهدت تغيّر نسق النزال، فاستطاع كوستا من إصابة فيتوري إصابات محقّقة، وكان سيظفر بالنقاط الكاملة من الجولة، لولا احتساب الحكم خطأ ضده كلّفه خصم نقطة من رصيده، بعد أن وضع إصبعه في عين فيتوري عن طريق الخطأ، لتنتهي الجولة بنتيجة 9-9.

الجولتان الثالثة والرابعة تشابهتا من حيث الأداء والنتيجة، فحصل فيتوري على العلامة الكاملة بعد أن نجح في تجنّب ضربات كوستا الثقيلة.

مع دخول النزال جولته الأخيرة، أدرك كوستا أن لا فرصة لديه للفوز بالنزال سوى من خلال ضربة قاضية، ومع تراجع الأداء البدني لفيتوري بسبب الإرهاق، استغلّ البرازيلي الفرصة لينقضّ على خصمه. انهال كوستا باللكمات والركلات على فيتوري، مقترباً في أكثر من مناسبة من الإجهاز عليه، إلا أن فيتوري، وبقدرة قادر، استطاع البقاء واقفاً على رجليه، على الرغم من تلقّيه ضربات كانت لتطرح أرضاً أي رجل آخر. ومع نهاية الجولة الخامسة، أعلن الحكام عن النتيجة النهائية للنزال، فأتت بالإجماع ولمصلحة فيتوري (48-46).

نال النزال الإعجاب والتقدير من جميع المتابعين، كيف لا وقد تبادل المقاتلان 353 ضربة، وهو رابع أكبر عدد من الضربات في نزال واحد في تاريخ «UFC». ومن المفارقات التي شهدها النزال، التي تثبت صلابة المقاتل الإيطالي، هي المعلومة التي تشاركها وكيل أعمال فيتوري، علي عبد العزيز، بعد انتهاء النزال، حيث غرّد الأخير على موقع «تويتر» قائلاً إن كوستا حضر للقتال بوزن 102 كلغ، فيما حضر موكله بوزن 93، أي أن الفارق بين الرجلين كان 9 كلغ!

وعلى الرغم من خسارته، إلا أن كوستا حصل على الكثير من المديح والإطراء، كاعتراف بالأداء المميّز، الذي ساعده على تأكيد مكانته داخل المنظمة، بعد أن حامت حول مستقبله الشكوك عقب تعاطيه غير المحترف مع فترة التحضير للنزال. لكن يبدو أن دانا وايت لن يسمح للبرازيلي بالعودة إلى فئة الوزن الوسط، وسيُلزمه بالبقاء في فئة الوزن الثقيل الخفيف، بحسب ما أعلن الأخير في مؤتمره الصحافي فجر اليوم.