سيغيب عن النسخة المقبلة من دوري أبطال أوروبا العديد من الأندية الكبرى في «القارة العجوز». فالبطولة لن تضم فرقاً عدة اعتادت عيون المشاهدين في الملاعب وعبر التلفزيونات رؤيتها بنحو متكرر في طريقها نحو باللقب. ويمكن القول إن الخاسر الأكبر هو مشجعو هذه الفرق التي خيّبت آمالهم وآمال محبي الكرة معاً. ميلان وإنتر ميلانو من إيطاليا، مانشستر يونايتد من إنكلترا ومرسيليا من فرنسا. في الآونة الأخيرة، بعد انتهاء البطولات المحلية، ذاع صيت العائدين إلى الـ«تشامبيونز ليغ»، أمثال ليفربول الإنكليزي وروما الإيطالي. لكن في ظل عودة هؤلاء، تعتري خيبة أمل لأولئك الذين لن يتخطى بعضهم هذه «السقطة» سريعاً. ويدرك كثيرون من متابعي كرة القدم ومحلليها أن البطولة أيضاً يمكن اعتبارها من الخاسرين، إذ ليس سهلاً أن تخسر البطولة أندية بحجم مانشستر وميلان، وهذا أمر لم يحصل منذ 19 عاماً للأول، و17 عاماً للثاني، فهما باتا جزءاً من البطولة، وإن كان هناك منحى إيجابي للموضوع، فهو تجهيز هذه الأندية نفسها للعودة، كعادتها، منافسة أولى على البطولة.
لكن الحال، بهذا الشأن تحديداً، تختلف بين مانشستر وباقي الأندية. في تقارير بعض وسائل الإعلام الأوروبية عن حال الوضع المادي، يكثر الحديث عن أنها ستعاني، وبعضهم بدأ يلمس هذا «الخطر» في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة. يمكن القول إن يونايتد حتماً ليس من هؤلاء، على الرغم من حلوله سابعاً في الدوري الإنكليزي. ومن المعروف أن الحلول في المراكز الأولى، للتأهل إلى دوري الأبطال أو إلى «يوروبا ليغ» يمنح جوائز مالية تساعد في الـ«ميركاتو». ويبدو من التعاقدات التي يطلبها المدرب الهولندي لويس فان غال أن لا مشكلة يعاني منها. مانشستر لا همّ لديه بذلك. يرى فيها أنها «كبوة جواد» فقط سببها الاسكوتلندي ديفيد مويز. سيعود أفضل مما كان، يعد الهولندي الجديد.

يغيب مانشستر
عن البطولة لأول مرة منذ
19 عاماً


يعمل إنتر
ميلانو على تقليد سياسة بايرن ميونيخ
في المقلب الآخر، لا أمل يحدو سكان مدينة ميلانو. لدى القطبين إنتر وميلان مشاكل عدة، سيعمل على حلها رئيس إنتر الجديد إيريك توهير و«القائدة» الجديدة باربارا برلوسكوني. ولدى الأخيرة المشروع للعودة بحلة جديدة، لكنها تواجه صعوبات عدة. وإن كان هناك ما يميز «الروسونيري» عن باقي الأندية، فهو أنه في ظل تعرضه لضائقة مالية، رفض بيع أي حصة من النادي لأي أحد، منهم «العرب الذين يملكون ثروات بلا حدود» على حدّ توصيف برلوسكوني الأب. ميلان الرقم الصعب دائماً في دوري الأبطال ينتظر انتهاء الاجتماع الإداري، الذي بدأ منذ أيام ولم ينته بعد، لمعرفة مصير المدرب كلارنس سيدورف، ومن بعدها يأتي الكلام عن اللاعبين الراحلين والمقبلين.
في الجهة الأخرى من المدينة، حال «النيراتزوري» أفضل من حال جاره، إذ بعدما انتهى الجيل الذهبي الذي كان بكامل عطائه عام ٢٠١٠ وقت تتويجه بالثلاثية، يحتل هذا الموسم المركز الخامس المؤهل لـ«يوروبا ليغ» برصيد 60 نقطة.
«يوروبا ليغ» مرةً أخرى. لم تسعفه مليارات توهير بعد. من المتوقع جداً أن يكون الموسم المقبل أفضل عمّا سبق. يعمل توهير على سياسة جديدة، ولعله الأفضل حالياً في إيطاليا الذي يعمل على بناء ناد جديد وإدارة جديدة. أقال المدير التقني والمالي والرئيس التنفيذي في النادي وعيّن بديلهم. كتجربة بايرن ميونيخ في ألمانيا، سيتبع سياسة تؤمن فريقه لمواسم عدة.
أما مرسيليا، فلم يتأهل حتى إلى «يوروبا ليغ» هذا الموسم. ثاني كبار فرنسا، تأهل بشكلٍ منتظم إلى دوري أبطال أوروبا في الأعوام الأخيرة، حتى أنه فقد بعضاً من الإثارة الجميلة التي ساد بها المواسم السابقة.
إنه موسم للنسيان لهذه الأندية. رحمة بها وبتاريخها الكروي. إنه موسم للنسيان.