وقّع الهداف العاجي لاسينا سورو عقداً مع النجمة ومشى، لكنه خلّف وراءه بذور مشكلة كبيرة ترتبط به شخصياً لا بالناديين اللذين ارتبط بهما، أي ناديه السابق الراسينغ والمستقبلي النجمة. إلا أن مشكلة سورو تأخذ أبعاداً قد لا يكون وضعها اللاعب في حساباته قبل توقيعه على كشوفات بطل لبنان، وخصوصاً أنه يرتبط بعقدٍ مع طرفٍ آخر هو مدربه فؤاد ليلا المفوّض بأي تحركٍ يقوم به اللاعب على الأراضي اللبنانية.
مصادر الراسينغ تتكلم بتحفّظ عمّا أقدم عليه هداف الدوري اللبناني في الموسم المنتهي (بالتساوي مع زميله عدنان محلم)، فهي إذ لا ترى مشكلة مع النجمة الذي من حقه ضمّ أي لاعب يحتاجه، لكنها تتوقف عند تحوّله إلى الفريق «النبيذي» قبل نهاية عقده فعلياً، أي في 30 حزيران المقبل.
وكان نادي «القلعة البيضاء» قد حصل على وعدٍ مباشر من سورو وقبلها بواسطة ليلا بأنه سيجدد ارتباطه بالراسينغ. وعلى هذا الأساس اجتمع العاجي بأمين الصندوق النادي جورج حنا صباح الثلاثاء وتناول العشاء مع رئيس النادي جورج فرح مساء اليوم نفسه، مؤكداً لهما أنه لن يلعب في لبنان إلا مع الراسينغ. ويوضح حنا: «كنا مستعدين لتلبية كل مطالبه وإضافة سيارة إلى عقده، بحسب طلبه، وهو سألنا المساعدة للسفر إلى بلاده، على أن يرسل إلينا من هناك الموافقة على العقد، أو الإشارة إلى أي مشكلة فيه كما حصل في الموسم الماضي، لكن فجأة علمنا أنه وقّع مع النجمة من دون علمنا». ويضيف حنا: «آسف فعلاً لما فعله لاسينا، فهو بهذا التصرف لا يستحق الدفاع عن ألوان الراسينغ، وأحذر النجمة منه لأنه كما غدر بنا يمكنه فعل الأمر عينه معهم».
وعلمت «الأخبار» أن مدرب الراسينغ التشيكي ليبور بالا كان قد قدّم تقريراً فنياً إلى الإدارة الاثنين الماضي، أشار فيه إلى أنه يريد الاستغناء عن سورو مقابل تعاقده مع مهاجمٍ برازيلي لعب معه لمدة 3 مواسم سابقاً، إلا أنه عاد واقتنع بالإبقاء عليه بعدما وافق على مبدأ صعوبة تبرير الاستغناء عن أفضل هدافٍ في البطولة، وخصوصاً بعد «مباراة العمر» التي أدهش بها الجميع أمام النجمة في المرحلة الأخيرة من عمر الدوري.
وبالتأكيد، ما قدّمه سورو أمام النجمة يؤكد بنحو قاطع أنه لم يكن على تواصل مع إدارة بطل لبنان خلال الموسم، وذلك بعدما بدا أنه مستعد لتحطيم أي مدافعٍ يواجهه من أجل هزّ الشباك، وهذا أمر يؤكده أمين سر نادي النجمة سعد الدين عيتاني، بقوله: «لم يكن لدينا أي علم بأي اتفاق شفهي أو غيره قام به سورو قبل توقيعه معنا. نحن لسنا بوارد الدخول في سجالٍ مع أحد، بل قمنا بضم اللاعب بعد نهاية الموسم عندما سنحت لنا الفرصة، ونشدد على حسن العلاقة الأخوية مع نادي الراسينغ الذي نكنّ له كل الاحترام».
وبغض النظر عمّا حصل، يمكن اعتبار أن النجمة قام بضربة معلّم عندما عُرض عليه سورو ونجح في خطف توقيعه قبل ساعات قليلة من توجهه إلى المطار للسفر، فهو من اللاعبين غير المكلفين (تقاضى راتباً شهرياً في الراسينغ قدره 2000 دولار) والمثمرين إلى أبعد الحدود.
إلا أن تكلفة النجمة قد تكون أكبر، وخصوصاً مع مطالبة ليلا بما يعتبره حقّه، لأن اللاعب يرتبط بعقدٍ قانوني معه كان سيعود عليه بمبلغ 8000 دولار على الأقل لقاء توقيعه مع الراسينغ، لأنه وكيل أعماله في لبنان. ويشير ليلا الذي استقدم سورو قبل 6 أعوام عبر نجله المقيم في ساحل العاج، في اتصالٍ مع «الأخبار» إلى أنه أبلغ نادي النجمة هذه المسألة وينتظر تعاطيه بإيجابية معها، مضيفاً: «العقد باللغتين العربية والفرنسية وقّعه سورو، وهو يفترض أن يعود إلى بيروت ويوضح هذه المسألة للنادي الذي وقّع معه، والا فسأذهب إلى اتخاذ إجراءات قانونية لمنعه من اللعب في لبنان، وهذا أمر أصبح يعرفه النجمة».