توفي الوزير والرئيس السابق لنادي مارسيليا الفرنسي لكرة القدم، رجل الأعمال برنار تابي أمس الأحد عن 78 عاماً بعد صراع مرير مع مرض السرطان. وبعد ساعات من إعلان عائلته خبر الوفاة، توالت ردود الفعل التي كان أبرزها من رئيس الوزراء جان كاستكس الذي حيَّاه «مقاتلاً»، واعتبر أن برنار تابي «كان دائماً شديد الالتزام ضد اليمين المتطرف، ولكن بشكل خاص لأسباب ناديه، مدينته (مارسيليا)، وشركته أيضاً. باختصار، رجل ملتزم جداً قدم كل شيء، وأعتقد أننا رأيناه أيضاً ضد المرض».واعتبر نادي أولمبيك مارسيليا الذي ضاعف أنصاره في الأيام الأخيرة دعمهم لمن أطلقوا عليه لقب «الرئيس»، في تعليق على «تويتر» أن رحيله «سيترك فراغاً كبيراً في قلوب عشاق مارسيليا وسيبقى إلى الأبد أسطورة النادي». وأضاف النادي «أولمبي إلى الأبد! خسر برنارد تابي معركته الأخيرة. ضد خصم معروف أنه لا يهزم. كانت المعركة طويلة ومريرة. ولكن انتهى بها الأمر إلى الجانب السيئ. مجسّداً النجاح، الفوز، النصر، ترك بصمة في الأسطورة الأولمبية. إلى الأبد».
من جهته، قال مالك النادي الأميركي فرانك ماكورت: «أودّ أن أشيد ببرنار تابي، الرجل صاحب شجاعة مميزة وحيوية رائعة والذي بصمَتْ فترة رئاسته تاريخ مارسيليا، حيث صار النادي من الأساطير الأوروبية. خالص تعازيَّ لأسرته وأحبابه».
وكتب لاعبه السابق الدولي الإنكليزي كريس وودل على تويتر: «ارقد بسلام برنار تابي، يا له من رجل. أسطورة». أما مدرب مارسيليا السابق رولان كوربيس فعلق بدوره على تويتر قائلاً: «كان برنار تابي متقدماً على أشياء كثيرة، وكان يتمتّع بمستوى فكريّ استثنائي! كان من الممكن أن يكون وزيراً للإعلام... كنت محظوظاً لتلقي اتصالات هاتفية من ابن، خلال الليل، لأخذ رأيي في كرة القدم!». ومن جهته وعده العمدة الاشتراكي لمارسيليا بينوا بايان بأن المدينة «ستكون عند الموعد لتقديم تكريم شعبي يليق به».
وعاش برنار تابي الذي شغل منصب وزير في عهد الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران حياة متعدّدة الألوان والأنماط بصفته فناناً ومقاولاً وقيادياً رياضياً ورجل سياسة، فكانت حياته غير طبيعية تخلّلتها بعض المشاكل القضائية. وترأس برنار تابي نادي مارسيليا من 1986 إلى 1994، وهو النادي الفرنسي الوحيد حتى الآن الذي أحرز دوري أبطال أوروبا وذلك عام 1993 على حساب ميلان الإيطالي (1-صفر). في العام ذاته توّج بلقب الدوري الفرنسي لكنه جُرّد منه بعد قضية الرشوة الشهيرة بين نادي مارسيليا وفالنسيان، وأسقط النادي الجنوبي إلى الدرجة الثانية ولم يتمكن من الدفاع عن لقبه الأوروبي، كما حكم عام 1997 على رئيسه تابي بالسجن لمدة 8 أشهر والمدير العام السابق للنادي جان بيار برنيس لمدة سنتين مع وقف التنفيذ. أدين بعدها في قضايا أخرى بتهمة إساءة استخدام أصول الشركات والاحتيال الضريبي على وجه الخصوص، ما أدى إلى إفلاسه وفقدان جميع صلاحياته.