تقابل سعادة جماهير مانشستر يونايتد تعيين الهولندي لويس فان غال مدرباً لـ«الشياطين الحمر» حزناً لدى جمهور «الطواحين». ورغم تصريح فان غال سابقاً بأنه تعب وسئم تدريب هولندا، لم تتوقع الجماهير أن يأتي هذا الخبر قبيل انطلاق نهائيات كأس العالم ببضعة أسابيع. يمكن القول إن فان غال، المدرب الذي له باع طويل في الكرة الأوروبية يمتد لأكثر من 20 عاماً تذاكى على الجميع. نجح بطريقته هذه غير مرة، من تدريبه لبرشلونة وأياكس أمستردام إلى بايرن ميونيخ ومنتخب بلاده. من أيامه الأولى في عالم التدريب، ينتظر فان غال الأندية أن تتصل به. وفي حديثه أخيراً عن رفضه عرض الإنكليزي توتنهام هوتسبر لخلافة البرتغالي اندريه فياش - بواش بعد المونديال، قال: «سأعتزل ما لم يأتِ تحدٍّ رائع جداً». وصل التحدي «الرائع» منذ شباط الماضي. انتظر توالي الأحداث في ملعب «أولد ترافورد» كي يرى ما سيحدث في قضية إخفاق سلفه الإسكوتلندي ديفيد مويز الذي ظلم لعدم تمكنه من اللعب بطريقته المتحفظة، عكس طريقة يونايتد الهجومية.
عند مجيء الأخير، ظن كثيرون - ومنهم «السير» أليكس فيرغيسون - أن مواطنه هو القادر على إكمال مسيرته الحافلة بالانتصارات أحياناً، وبالإخفاقات أحياناً أخرى. لو لم يحمل مويز هذا الحمل الثقيل جداً منذ البداية، لربما كان قادراً على تقديم بداية مبشرة له في النادي والصبر عليه موسماً آخر، لكنه فشل في الخروج من عباءة «السير».
فان غال ليس من النوع الذي يقبل أن يعيّره أحد ما، رئيس نادٍ أو جمهور أو صحافة، بمدرب آخر. لا يقبل أن يقال عنه إنه أتى لتكملة مشوار آخرين. من البداية يبني فريقه بنفسه، ولا يقبل أن يتدخل أحد به، ولو كان فيرغيسون نفسه. خرج من عباءته قبل أن تطأ قدماه ملعب «أولد ترافورد»، في نوع من التحدي لـ«فيرغي» الذي لم يخفِ رغبته في تولي الويلزي راين غيغز منصب المدرب.
على الجميع في يونايتد أن يعرف أن فان غال لا كبير لديه. لاعباً كان أو إدارياً. كان هذا واضحاً منذ تسميته مدرباً جديداً للفريق. سريعاً، عيّن فان غال مواطنه روبن فان بيرسي قائداً خلفاً لنيمانيا فيديتش. وسريعاً أيضاً، بحسب صحيفة «ذا ميرور» الإنكليزية، طلب من إدارة النادي، وهو المعروف بالتقشف بعض الشيء، قائمة باللاعبين المطلوب التعاقد معهم خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة: مواطنه أريين روبن والألمان توماس مولر وطوني كروس، وماتس هاملس. هؤلاء اللاعبون القادمون أو القدامى في يونايتد، لا ضمانات لهم بالمشاركة بنحو أساسي. نجوماً كانوا أو لاعبين عاديين، يريد من الجميع إثبات وجودهم وأحقيتهم في اللعب، إذ بنظره يقدّم النجوم وغيرهم جهداً أكبر عند شعورهم بخطر الجلوس على مقاعد البدلاء.
يتحدى فان غال الجميع: «سأصنع التاريخ، سأعيد الشياطين الحمر إلى القمة»، ثم يضيف حازماً: «هذا النادي يتمتع بطموح كبير. أنا أملك أيضاً طموحاً كبيراً». في أية حال، قد يخالفه كثيرون على قدرته تعويض رحيل فيرغيسون، لكن أهم ما يتبنّاه فان غال: مجد يونايتد سيعود. وهذا قد يعود بالسوء فقط على منتخبه الذي يقف على أبواب المونديال وعين مدربه في عين فيرغيسون.




مورينيو يرحّب بفان غال

رحّب مدرب تشلسي جوزيه مورينيو بالوافد الى الدوري الإنكليزي لويس فان غال، وأشاد به قائلاً: «إنه رجل عظيم. من الواضح أنه مدرب كرة قدم عظيم، وأنا سعيد بانضمامه إليّ في نفس البلد وفي الدوري الإنكليزي». ومازح فان غال: «هنأني مورينيو. كان أول من يبعث لي برسالة نصية، وكان أول من رددت عليه. قال إنه يغار من لائحة الأندية التي دربتها وخصوصاً ألكمار!».