خضّة في التصفيات الآسيوية المونديالية أحدثها منتخب لبنان إثر إجباره مضيفه الإماراتي على التعادل معه الخميس الماضي في دبي، وهي نتيجة كانت غير متوقعة بالنسبة إلى الخصوم بالدرجة الأولى، لكنها من دون شك تركت انطباعاً بأنه يجب أن ننتظر شيئاً ما من «رجال الأرز» أيّاً كانت الظروف ومهما تبدّل أو ارتفع مستوى الصعوبات.
حقّق لبنان نتيجة إيجابية في المباراة الأولى بعد تعادله مع الإمارات (أ ف ب )

بصراحة، الصعوبات ولا شيء سواها تنتظرنا في مباراة اليوم في مدينة سوون التي سبق أن تذوّق فيها لبنان طعم الخسارة أمام الكوريين (0-2) عام 2004، فكانت واحدة من 7 هزائم عرفها اللبنانيون في الأراضي الكورية حيث كانت أفضل نتائجهم خسارةً بهدفٍ وحيد عام 1975، وأخرى بنفس النتيجة في الدقائق القاتلة عام 2016، قبل أن تكون الخسارة الأخيرة في التصفيات الحالية (1-2) حيث سجل حسن «سوني» سعد الهدف اللبناني الأول والوحيد في تاريخ المواجهات مع «محاربي التايغوك»، والتي أفضت حصيلتها بعد 13 مباراة إلى 9 انتصارات كورية و3 تعادلات مقابل هزيمةٍ واحدة تلقاها الكوريون في بيروت (1-2) عام 2011 عندما وصل لبنان إلى الدور النهائي من تصفيات مونديال البرازيل 2014، وذلك للمرة الأولى في تاريخه.

أبرز مباريات اليوم


تصفيات كأس العالم
كوريا الجنوبية x لبنان 14:00
عمان x السعودية 19:00
سوريا x الإمارات 19:00
العراق x إيران 21:00
فرنسا x فنلندا 21:45
هولندا x تركيا 21:45


وقبل استعراض وضع تشكيلة كوريا الجنوبية والصعوبات التي تفرزها في مواجهة أي خصم، لا بدّ من استعراض الوضع الفني للمنتخب اللبناني انطلاقاً من المباراة ضد الإمارات ووصولاً إلى مواجهة الخصم الكوري القوي.
الواقع أن المدرب التشيكي إيفان هاشيك لم يُرِد الانجراف خلف حماسة التعادل الذي أحدث خضة للإماراتيين الذين توقعوا مواجهة سهلة أمام لبنان، فتوقف عند نقطة التزام اللاعبين، وهي نقطة مهمة جداً، خصوصاً في مواجهة خصمٍ منظّم ومنضبط تكتيكياً إلى أبعد الحدود، ما يفتح له المجالات والخيارات للفوز، لذا فإن الخطأ ممنوع على اللاعبين اللبنانيين.
وهذه المسألة تتمحور أولاً حول الالتزام بالخطة الدفاعية التي لا بدّ أن يلجأ لها هاشيك، مستفيداً من الدرس العراقي حيث أُجبر المنتخب الكوري على التعادل السلبي في المباراة الماضية بسبب خطة دفاعية عراقية معتمِدةً على التكتل، وهذا الأمر «مش عيب»، لكن الأهم عدم الخروج عن الاستراتيجية الموضوعة وخسارة الكرات وبالتالي المباراة. والالتزام هنا لا يرتبط بمسألة المراكز فقط بل بعدم ارتكاب الأخطاء التي يمكن أن تكون مكلفة جداً أمام الكوريين. وهنا الإشارة طبعاً إلى الأخطاء في التمرير بين المنطقة اللبنانية ومنتصف الميدان، وهو أمر يمكن أن يستغلّه الكوريون الذين يبرعون في المرتدات بحكم سرعتهم الكبيرة، علماً أن أفضل نسبة تمرير صحيحة أمام الإمارات كانت للظهير عباس عاصي الذي لعب 23 تمريرة بدقة وصلت إلى 87%.
عاصي نفسه كان أحد المفاجآت السارة في مواجهة «الأبيض»، في مباراةٍ كشفت أن هناك من يستطيع أن يقدّم الإضافة الإيجابية حتى لو لم يكن يحمل خبرة دولية كبيرة، وهي مسألة تنطبق على الحارس مصطفى مطر الذي نجح في إثبات جدارته، ويمكن أن تنطبق على أي لاعب سيشارك في المباراة المقبلة. وهذه المباراة تحديداً يُنتظر أن يقدّم خلالها لبنان خيارات تختلف عن المباراة الأولى، خصوصاً بعد تخلّف باسل جرادي عن الالتحاق بالبعثة المتّجهة إلى كوريا الجنوبية، متجاهلاً مرة جديدة المصلحة العامة ومضرّاً بالمنتخب الوطني.
لكن لحسن الحظ هناك من هم مستعدّون للقتال من أجل القميص الأحمر والمساهمة بإيجابية أكبر وبنتائج أفضل مما حقق المنتخب خلال وجود جرادي، إذ وفي حال تأكد مشاركة محمد حيدر أساسياً، وهو أمر مرجّح بعد تدرّبه بشكلٍ طبيعي، يُنتظر أن يأخذ «المقاتل» هلال الحلوة دوراً في الخط الأمامي بدلاً من اللاعب المتخلّي عن واجبه الدولي لأسبابٍ وُصفت بمصطلح جديد هو «كوريا ـ فوبيا»!

لتحقيق نتيجة جيّدة في كوريا على لبنان أن يستفيد من الدرس العراقي الدفاعي


مصطلح ضحك بعض اللاعبين عند سؤالهم عنه عشية المباراة ربما لغرابته أو الطريقة التي أُريد من خلالها تبرير جرادي. لكن البعض أسقط وجوده انطلاقاً من ثقةٍ حصدها بعد تصعيب الأمور على الكوريين في اللقاء الأخير معهم على أرضهم، وطبعاً من خلال الاعتياد على مواجهتهم، وأخيراً بسبب الظروف المتوترة التي يعيشها رجال المدرب البرتغالي باولو بنتو.
الأخير كما كلّ لاعبي المنتخب الكوري يرزحون تحت ضغطٍ جماهيري وإعلامي رهيب إثر التعادل أمام العراق، والذي دفع نجم المنتخب وقائده هيونغ مين سون إلى مهاجمة العراقيين بسبب تكتلهم الدفاعي رغم أن هذا الاسلوب حقّ مشروع، وإلى الاعتذار من الشعب الكوري متوعّداً بتحقيق الفوز على لبنان. هذا الوعد مقلقٌ لأن النجم الآخر هوانغ هي تشان مهاجم وولفرهامبتون وندررز الإنكليزي قطع وعداً أيضاً بتسجيل الأهداف في المرمى اللبناني لمصالحة الجماهير. وهذا يعني أن الكوريين سيرمون بثقلهم الهجومي منذ اللحظة الأولى للقاء، لكن صمود لبنان سيكون حجر أساس لتحقيق نتيجة إيجابية، إذ إنه وفي ظلّ كل هذه الضغوط فإن هناك احتمالاً كبيراً بأن يرتفع مستوى التوتر لدى المنتخب المضيف ومدربه (المهدّد بالإقالة) في حال تأخر في الوصول إلى الشباك... وكل شيء جائز في عالم كرة القدم، والدليل فوز عُمان على اليابان القوية في الجولة الأولى.



قمّة بين العراق وإيران


تشهد الجولة الثانية من الدور الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، مباراة مثيرة بين العراق وإيران في الدوحة، فيما تسعى سوريا إلى التعويض أمام الإمارات بعد خسارتها بهدف دون ردّ من إيران في المباراة الأولى. وتعود الإثارة والندية بين «أسود الرافدين» والجارة إيران إلى الواجهة مجدداً، مع تصدر الأخيرة الترتيب بثلاث نقاط بفوزها الافتتاحي على سوريا (1-0) في الجولة الأولى التي عاد فيها المنتخب العراقي من سيول بنقطة ثمينة. والتقى المنتخبان خلال مشوار التصفيات المؤدية إلى مونديال 2022 مرتين، فاز العراق في الأولى (2-1) في العاصمة الأردنية منتصف تشرين الثاني/نوفمبر. وفي الثانية ثأرت إيران وفازت بهدف نظيف في المنامة في حزيران/ يونيو الماضي.
وعشية المواجهة، ذكر رئيس الهيئة المؤقتة لإدارة الاتحاد العراقي لكرة القدم إياد بنيان أن «التعادل مع كوريا الجنوبية نعتبره فوزاً، سيشكل حافزاً أكبر لنا في تحقيق نتيجة طيبة أمام إيران». أما رئيس وفد المنتخب العراقي أحمد كوجر، فرأى أن الهدف الرئيس من مباراة إيران هو «خطف ثلاث نقاط تضعنا في الصدارة».
وفي المباراة الثانية يطمح كلّ من منتخبَي سوريا وضيفه الإماراتي إلى الفوز الأول بعد تعثرهما في الجولة الأولى عندما يلتقيان في استاد الملك عبد الله الثاني في عمان التي اختارها «نسور قاسيون» أرضاً لهم.