شكلت بطولة كأس العرب للسيدات في كرة القدم نافذة لمنتخب السيدات للإطلالة مجدداً بعد طول توقف منذ التصفيات الأولمبية عام 2018 في تايلاند. جاءت أزمة جائحة كورونا لتجمّد النشاط حتى كانت كأس العرب التي تنظمها مصر بمشاركة سبع دول هي: لبنان، تونس، مصر والسودان (المجموعة الأولى)، والجزائر، فلسطين والأردن (المجموعة الثانية) ويتأهّل منهم أربعة منتخبات إلى الدور نصف النهائي.مشاركة منتخب لبنان جاء بعد توجيه الاتحاد العربي لكرة القدم الدعوة للاتحادات المنضوية تحت لوائه للمشاركة، فكان لبنان من ضمن الدول التي لبّت الدعوة انطلاقاً من الاهتمام الكبير بالكرة النسائية من قبل الاتحاد اللبناني لكرة القدم.
جرى تعيين المدرب وائل غرز الدين مديراً فنياً للمنتخب وهو الذي يشغل مدير قسم الكرة النسائية في الاتحاد. يعاون غرز الدين جهازاً فنياً مؤلفاً من المدربة المساعدة رانيا السمروط وهي لاعبة وحكم سابقة ومدرب الحراس أشرف محجوب. خيار غرز الدين جاء انطلاقاً من توجّه الاتحاد اللبناني للبننة الأجهزة الفنية للمنتخبات كما يقول المدير الفني للاتحاد باسم محمد لـ«الأخبار».
اختار الجهاز الفني اللبناني لاعبات المنتخب انطلاقاً من متابعتهم للموسم الكروي الفائت حيث شارك 15 نادياً يؤلفون عائلة كرة القدم النسائية، ويضمون حوالى 650 لاعبة مسجلة على كشوفات الاتحاد، في البطولات التي ينظمها الاتحاد وهي: بطولة السيدات، الشابات (دون 19 عاماً)، الناشئات (دون 17 عاماً)، الفتيات (دون 15 عاماً).
ما يميّز المنتخب الحالي هو مزجه بين عاملي الخبرة والشباب. «معظم عناصر المنتخب من منتخب الشابّات بعد إلغاء تصفيات بطولتي آسيا دون 20 عاماً وبطولة غرب آسيا بسبب أزمة كورونا» يوضّح المدير الفني واقع منتخب السيدات لـ«الأخبار».
العنوان الرئيسي للمرحلة المقبلة هي الاعتماد على منتخب الشباب الذي أحرز بطولة غرب آسيا عام 2019 في البحرين مع تطعيمه ببعض لاعبات الخبرة كديما كسيت، آية جمال الدين، نتالي مطر، يارا بو رضا، حنين تميم، سميرة عوض، وجوان بوميه. هؤلاء إلى جانب الواعدات اللواتي برزن في الموسم الماضي ككريستي معلوف، زهوة عرابي، إيفيلينا حداد ووعد رعد يشكلون عماد منتخب السيدات الذي ينافس في مصر وسينافس في تصفيات كأس آسيا في مجموعة تضمه إلى جانب الإمارات وغوام وميانمار. يضاف إلى هؤلاء لاعبات محترفات في الخارج كليلى اسكندر (محترفة في الدنمارك) وبيلار خوري (محترفة في فرنسا) إلى جانب ريدا وهاب وفرح الطيّار اللتين تدرسان في الولايات المتحدة الأميركية.
حقق منتخب السيدات نتيجة إيجابية في مباراته الأولى حين تعادل مع تونس سلباً


هذه المجموعة كان من المفترض إقامتها في بيروت الشهر المقبل لكن الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان فرضت الاعتذار عن عدم الاستضافة بانتظار إما إقامتها في الإمارات الشهر المقبل أو تأجيلها إلى شهر تشرين الأول 2021.
كرة القدم النسائية بدأت نشاطها في لبنان عام 2008 ومع مرور السنوات وفي ظل الاهتمام الكبير من قبل الاتحاد الدولي بهذه الفئة، أصبحت الكرة النسائية أولوية لدى الاتحاد اللبناني للعبة. أحد الأدلة على اهتمام الاتحاد الدولي بالكرة النسائية تخصيصه مبلغ 500 ألف دولار كمساعدات للاتحادات فرض إنفاقها على الكرة النسائية وفصلها عن مساعدات كرة القدم للرجال والتي بلغت مليون دولار العام الماضي.
اهتمام اتحادي أثمر إحرازاً للقب غرب آسيا عام 2019 وانتشاراً للعبة مع إقامة أربع بطولات دوري إلى جانب كأس لبنان وارتفاع عدد اللاعبات المزاولات للعبة والمسجلات بشكل رسمي.
جيل الواعدات
المشروع الجديد لدى قسم الكرة النسائية في الاتحاد اللبناني هو إعداد جيل الواعدات على صعيد اللاعبات والمدربات. «هو مشروع يتماشى مع رؤية الاتحادين اللبناني واتحاد غرب آسيا بالاهتمام بالكرة النسائية، حيث أطلق الاتحاد الإقليمي مهرجان الواعدات مواليد (2007، 2008، 2009) وهو عبارة عن كرة قدم مصغرة (سبعة لاعبات في كل فريق). وعليه أصبح من أولوية الاتحاد تشكيل منتخب للواعدات للمشاركة في المهرجان الذي سيقام في لبنان في كانون الأول 2021.
«بالتوازي مع إطلاق مشروع الواعدات، شكّل الاتحاد اللبناني جهازاً فنياً من لاعبات سابقات وحاليات هن: سحر دبوق، نتالي مطر، دارين فخر الدين، تاتيانا خليل، آية الجردي وجوانا حمزة للعمل على خلق جيل جديد من اللاعبات والمدربات. وهذا الجهاز الفني سيكون نواة الجهازين الفنيين لمنتخبي الناشئات (دون 17 عاماً)، والشابات (دون 20 عاماً)» يقول الكابتن باسم محمد حول مشروع الوعدات.
أما بالنسبة للخطوات العملية فهي بدأت بعد تعيين عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد اللبناني أسعد سبليني رئيساً للجنة الكرة النسائية حيث سيتم إطلاق التجارب للاعبات مواليد (2007، 2008، 2009) لتشكيل المنتخب بعد دعوة 58 لاعبة شاركن الموسم الماضي ومسجلات في كشوفات الاتحاد ضمن هذه المواليد.
ويأمل القيمون على اللعبة أن تسمح الفرصة بتشكيل منتخبين ضمن مهرجان الواعدات في حال كان عدد الدول المشاركة مفرداً، ما سيفتح المجال أمام عدد أكبر من اللاعبات للمشاركة في هذا الحدث الذي سيقام للمرة الأولى وستكون منصة إطلاقه لبنان، على أمل أن تسمح الظروف الاقتصادية والاجتماعية والحياتية باستضافة حدث من هذا النوع.



حكمات لبنان ضمن نخبة آسيا


لا يتوقف الحضور النسائي في كرة القدم اللبنانية على اللاعبات والمدربات. فالسيدات حاضرات أيضاً في الجهاز التحكيمي مع تسجيل 29 حكمة في الاتحاد اللبناني لكرة القدم، وسط حضور فاعل لحوالى 11 حكمة. وعلى الصعيد الدولي، هناك الحكمة الدولية دموع البقار التي تم اعتمادها من ضمن حكام النخبة الآسيويين وتشارك في قيادة العديد من المباريات الدولية آخرها سيكون في تصفيات كأس آسيا للسيدات في الهند من 17 وحتى 25 أيلول المقبل. وعلى صعيد الحكمات المساعدات فهناك الحكمة بريسا نصر التي هي أيضاً من الحكمات الدوليات والتي من المفترض أن تصبح من حكمات النخبة بعد إجراء الاختبارات البدنية.
البقار ونصر شاركتا حاضرتين في كأس العرب في مصر حيث شاركتا في قيادة مباراة مصر والسودان يوم الثلاثاء الماضي والتي انتهت لصالح المصريين بنتيجة 10-0.