كان يوم أمس الجمعة يوماً كروياً على صعيد منتخب لبنان الأول ومشاركته ضمن التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم 2022 في قطر حيث سيواجه منتخبات الإمارات وكوريا الجنوبية وسوريا والعراق وإيران بدءاً من الثاني من أيلول المقبل. مدرب منتخب لبنان الجديد التشيكي إيفان هاشيك أطلّ على الإعلام للمرة الأولى أمس، حيث جرى تقديمه من قبل الاتحاد اللبناني لكرة القدم بحضور رئيس لجنة المنتخبات الدكتور مازن قبيسي إلى جانب الجهاز الفني المساعد برئاسة المدرب جمال طه وثلاثة من لاعبي المنتخب هم: القائد حسن معتوق، واللاعبان قاسم الزين ومحمد حيدر.في الوقت عينه، وفيما كانت الأضواء مسلّطة على هاشيك ولاعبي المنتخب، كان وفد من الفيفا مؤلّف من الأردني طلال سويلم والفرنسي يان كولون (المسؤول عن تطبيق نظام الـ VAR في مباريات المنتخب) يجول على ملعب صيدا بعيداً عن الإعلام للاطلاع على أعمال التأهيل الجارية على قدمٍ وساق كي يكون الملعب جاهزاً لاستضافة مباريات المنتخب اللبناني على أرضه ضمن تصفيات كأس العالم.
في صيدا، عبّر الوفد الدولي عن ارتياحه لأعمال التأهيل الجارية، معتبراً أن الأجواء جيدة على جميع الصعد حيث تابع السويلم ورشات العمل، سواء على أرض الملعب الأخضر أو في المرافق الداخلية والخارجية للملعب. وتشير المعلومات إلى أن ملعب صيدا سيكون جاهزاً مع نهاية شهر آب وفق خطة العمل الموضوعة والتي يجري تنفيذها.
في فردان، حيث مقر الاتحاد اللبناني لكرة القدم، كان هاشيك يطلّ على الإعلام مع جهازه الفني وبعض نجوم منتخبه. أسئلة عديدة كانت مطروحة منذ ما قبل عقد المؤتمر الصحافي وهي تقوم على ثلاثة محاور أساسية. تأجيل الدوري، المعسكر التحضيري، ومكان مباراة كوريا الجنوبية في 7 أيلول المقبل.
قبل عقد المؤتمر، بدا الكلام عن إمكانية تأجيل انطلاق الدوري إفساحاً في المجال أمام المنتخب كي يستعدّ لمباراتيه مع الإمارات وكوريا الجنوبية في شهر أيلول (2 و7منه). وتشير المعلومات لـ«الأخبار» الى أن خيارين كانا مطروحين: انطلاق الدوري مع إقامة حصتين تدريبيتين أسبوعياً قبل السفر إلى الإمارات، أو تأجيل الدوري والدخول في معسكرين تحضيريين قبل 2 أيلول.
جرى اعتماد الخيار الثاني لسببين: عدم موافقة بعض الأندية على الاستغناء عن لاعبيها مرتين أسبوعين، ما يؤثر على برنامج تدريبات الفرق للدوري. أما السبب الثاني فهو حماية اللاعبين من الإصابات التي من الممكن أن يتعرضوا لها خلال المباريات.
أمرٌ أكّده هاشيك في المؤتمر الصحافي رداً على أحد الأسئلة قائلاً «هدفنا القتال للوصول الى كأس العالم، ونحن نحضّر المنتخب للمستقبل ليس فقط للمباراة المقبلة. وطلبت تأجيل الدوري للشهر المقبل ليكون لدينا الوقت الكافي للعمل وتطبيق الاستراتيجية الفنية وتحقيق الانسجام كعائلة واحدة قبل المباراة الأولى كي نصل الى هدفنا. أنا ممتنّ كثيراً للتجاوب الكبير من قبل مدرّبي الأندية وتفهمهم للوضع وموافقتهم على تأجيل الدوري خدمة للمنتخب. فالتأجيل يجنّب اللاعبين التعرّض للإصابات، وخاصة أن الملاعب يكسوها العشب الصناعي، فيما مباريات التصفيات ستكون على عشب طبيعي». واعتبر هاشيك أن هذا الأمر من شأنه إعداد اللاعبين بشكل أفضل وكامل للمعسكرين في تركيا والإمارات.
كلام هاشيك ردّ على المحورين الأولين وهما تأجيل الدوري والمعسكر الخارجي. أما بالنسبة إلى مباراة كوريا الجنوبية ذهاباً والتي من المفترض أن تقام في لبنان، فقد جرى نقلها إلى كوريا الجنوبية على أن تقام مباراة الإياب في بيروت. أمرٌ أثار لغطاً كبيراً حيث اعتبر البعض أن الاتحاد اللبناني طلب إقامة المباراة في كوريا ذهاباً يأتي بسبب عدم جهوزية ملعب صيدا. في حين أن الأسباب هي غير ذلك تماماً. فوفد الفيفا أمس اطّلع على الأعمال وأكّد أن الملعب جاهز بنسبة كبيرة مع وجود بعض التفاصيل البسيطة التي يجب إتمامها. أما موضوع خوض مباراة الذهاب في كوريا فجاء بناءً على طلب المدرب التشيكي ولاعبي المنتخب خلال اجتماع عقد قبل عيد الأضحى بين اللاعبين ورئيس لجنة المنتخبات مازن قبيسي، وجرى الاتصال بالمدرب عبر الفيديو (لم يكن قد وصل إلى لبنان بعد) حيث جرت مناقشة الموضوع وتقرر خوض مباراة الذهاب في كوريا الجنوبية.
لكن ما هي الأسباب التي دفعت اللاعبين والمدرب إلى اتخاذ هذا القرار؟
الجواب جاء على لسان المدرب هاشيك والقائد حسن معتوق خلال المؤتمر الصحافي حيث أوضح هاشيك أنه طلب أن يتبادل المنتخب المباراة الأولى بحيث تُلعب على أرض كوريا الجنوبية والثانية في لبنان، بسبب قصر المسافة من دبي. فهذا سيوفر على اللاعبين مشقّة السفر والتعب بحيث يسافر المنتخب بعد انتهاء مباراته مع الإمارات فوراً، «الى جانب استغلال فترة الإقفال العام حالياً في كوريا الجنوبية بسبب كورونا وهو ما يحدّ من وجود الجماهير الكورية على أرضها والذي يشكل عامل قوة لهم، فضلاً عن أن الطقس في كانون الثاني سيكون مثلجاً ودرجات الحرارة تحت الصفر وهو لا يناسب لاعبي منتخبنا»، كما قال هاشيك أمس في المؤتمر الصحافي.
هذا المؤتمر استهلّه قبيسي مرحّباً بالحضور وبجميع الوسائل الإعلامية، ومتوجهاً بالشكر إليهم على تلبية الدعوة لحضور المؤتمر الخاص بهاشيك باسم الاتحاد اللبناني وعلى رأسه الرئيس هاشم حيدر وباسم الجهاز الفني واللاعبين. كما توجّه قبيسي بالشكر إلى الجهاز الفني الذي قاد لبنان الى إنجاز تاريخي في المرحلة السابقة، رغم الظروف الصعبة المحيطة بالبلد، الى جانب اللاعبين، مؤكداً أنه لولا تضافر جهودهم معاً وبذل كل ما بوسعهم لم يحصل لبنان على الـ 10 نقاط المؤهلة الى الجولة النهائية.
وتابع «ننطلق اليوم نحو مرحلة مقبلة تتضمن الكثير من الصعوبات والتحدّيات، واللاعبون على جهوزية تامّة فكرياً لتحقيق كل ما بوسعهم لبلدهم، والاتحاد لن يألو جهداً على الصعيد المادي وتوفير جميع الإمكانات والإعداد في سبيل رسم الفرحة على وجوه اللبنانيين بشكل عام وجماهير كرة القدم بشكل خاص».
وأكد قبيسي أنه وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة في البلد على الأصعدة كافة، إلا أن الرياضة قادرة اليوم على خرق هذه الأجواء وتحقيق الأمل والفرح للشعب اللبناني.
وأشار الى أن العمل اليوم يتطلب تضافر جهود الجميع للوصول الى الهدف المنشود، مؤكداً أن كرة القدم هي عبارة عن مجموعة عوامل مجتمعة والإعلام هو جزء أساسي منها الى جانب الاتحاد والأندية قائلاً «أود أن أشكر رؤساء الأندية على تعاونهم معنا في الفترة الماضية ووضع أيديهم بأيدينا للعمل على مستوى الدوري وكرة القدم لتحقيق ما نطمح اليه جميعاً».
وأضاف «هناك من ينتقد في سبيل تحسين الوضع أو في مجال تصويب المسار، وفي المقابل هناك أشخاص ينتقدون بهدف العرقلة، والإعلام يجب أن يضع يده بأيدينا بهدف البناء لا العرقلة لأن الاتحاد يعمل المستحيل على مستوى الملعب والإعداد والجهاز الفني لخدمة المنتخب وتحقيق الإنجازات».
بدوره، هنأ هاشيك الجهاز الفني وعلى رأسه المدرب جمال طه بقيادة لبنان الى تحقيق هذا الإنجاز والانتقال الى مرحلة جديدة الى جانب اللاعبين، مؤكداً أنه يتشرّف بقيادته للمنتخب اللبناني ومشيراً الى أنه تحدّ جديد بالنسبة إليه وهو سعيد بذلك.
وقال هاشيك «بمجيئي الى هنا وافقت على الكثير من التحديات وأؤمن بقدرتنا على التأهل الى كأس العالم، كما أنني أفهم عقلية اللاعب اللبناني لأنني عملت مع يوسف محمد (دودو) وحسن معتوق وجوان العمري. نحن نحتاج الى دعمكم وأعلم أن العديد من اللبنانيين في لبنان والخارج يدعمون المنتخب ونعتمد على الوسائل الإعلامية للعمل معاً ودعم المنتخب للوصول الى كأس العالم».


معسكر تركيا يبدأ الاثنين


تغادر بعثة منتخب لبنان لكرة القدم إلى تركيا لإقامة معسكر تدريبي يمتد لعشرة أيام، تتخلّله مباراتان وديتان قبل العودة إلى بيروت في 19 آب الجاري. وسيرتاح اللاعبون لفترة ثلاثة أيام قبل أن يغادر المنتخب من جديد إلى الإمارات لخوض معسكر ثانٍ يمتد حتى يوم المباراة مع صاحب الأرض في 2 أيلول المقبل وهي أولى مباريات تصفيات كأس العالم.
وتم استدعاء 28 لاعباً للمعسكر التركي؛ من بينهم عشرة لاعبين من المنتخب الأولمبي، واللاعبون هم أربعة حراس: مهدي خليل، مصطفى مطر، علي ضاهر وهادي مرتضى، إلى جانب اللاعبين: قاسم الزين، ماهر صبرا، حسن شعيتو «موني»، حسن معتوق، يوسف بركات، ماجد عثمان، كريم درويش، حسين الزين، نور منصور، محمد حيدر، محمد قدوح، هلال الحلوة، عباس عاصي، وليد شور، محمد زين طحان، أندرو صوايا، خليل بدر، مهدي الزين، حسن قعفراني، حسين مرتضى، حسن سرور، محمد ناصر، محمد زين فران ومحمد الحايك.
وسيخضع اللاعبون لفحص PCR صباح اليوم، على أن يغادروا مساء الاثنين إلى تركيا.