41 عاماً مرّت على آخر ميدالية لبنانية في تاريخ الأولمبياد. بين موسكو 1980 وطوكيو 2021 مسافة طويلة، لم يتمكن خلالها أيّ رياضي لبناني من حمل ميدالية أولمبية في أي منافسة. هي مفارقة بلا شك، كما أنها مسألة تطرح العديد من علامات الاستفهام حول عدم قدرة لبنان على الصعود إلى منصات التتويج رغم تطور الرياضات وسهولة تحصيل الخبرات المطلوبة لتحقيق هكذا إنجاز، إذا ما كان هناك إرادة حقيقة...في تاريخه حقّق لبنان 4 ميداليات أولمبية، هي برونزيتان وفضيتان، من دون أن يتمكن من حمل الذهب. البداية كانت في أولمبياد فنلندا وتحديداً في مدينة هلسنكي عام 1952، حين حقّق المصارع زكريا شهاب فضية المصارعة الرومانية. وفي ذات المنافسات حقق المصارع خليل طه الميدالية البرونزية. انقطع لبنان عن منصات التتويج حتى عام 1972، حين أحرز الربّاع اللبناني محمد طرابلسي الميدالية الفضية في رفع الأثقال. أما آخر ميدالية لبنانية فكانت من نصيب المصارع حسن بشارة في أولمبياد روسيا (موسكو 1980)، حين فاز في برونزية وزن فوق 100 ملغ.
بات لبنان مطالَب بميدالية جديدة، خاصة أن العديد من دول الجوار باتت تحصد الميداليات ومنها الأردن والكويت وغيرهما... التحضير للألعاب الأولمبية يحتاج إلى مال وجهد وإرادة، وهذا يجب أن يكون في صلب الاهتمام اللبناني، إلا أن اللاعب اللبناني يعاني كثيراً خلال فترة التحضير، خاصة أن الوزارة غير قادرة على تقديم الدعم الكافي في وقت تتقلّص موازنتها كل عام، حتى باتت في الفترة الأخيرة موازنة وزارة الشباب والرياضة لا تتجاوز 0.06 من إجمالي موازنة الدولة. ولكن الأمل دائماً يكون منصباً على الرياضيين اللبنانيين المشاركين في أي نسخة أولمبية، خاصة أنهم وصلوا إلى هناك عن جدارة واستحقاق.
ورغم كل هذا المشهد غير المُرضي، تبقى هناك إيجابية وهي أن لبنان يسبق دولاً عربية كثيرة من حيث عدد الميداليات التي أحرزها في الأولمبياد تاريخياً، ولكنه مطالَب بلا شك برفع هذا العدد. وفي وقت تتصدر مصر الدول العربية بعدد الميداليات المحقّقة (قبل أولمبياد طوكيو) برصيد 32 ميدالية، فإن لبنان صاحب الأربع ميداليات يتجاوز كلاً من قطر صاحبة 5 ميداليات (فضية و4 برونزيات)، والسعودية: 3 ميداليات (فضية وبرونزيتان)، والسودان: ميدالية (فضية)، والكويت: ميداليتان (برونزيتان)، والعراق: ميدالية (برونزية)، مع التأكيد أن هذه الأرقام مسجلة قبل طوكيو 2021. والجدير ذكره أن الترتيب لا يقاس بعدد الميداليات فقط، بل بنوعها أيضاً (ذهبية ثم فضية ثم برونزية).