نهض منتخب لبنان لكرة القدم للصالات مجدداً وحقق المطلوب بتأهله الى الدور ربع النهائي في كأس آسيا 2014، بعدما اجبر نظيره التايلاندي على التعادل معه 3-3 (الشوط الاول 2-0)، بعد سيناريو مجنون شهدته المباراة ضمن الجولة الثالثة والاخيرة من تصفيات المجموعة الثالثة للبطولة، التي تستضيفها مدينة هو شي مينه الفيتنامية حتى السبت المقبل. سجل للبنان علي طنيش «سيسي» وكريم ابو زيد (2)، ولتايلاند وونغكايو كريستالدا وثويانكلانغ شوباووت (2).
وبدا اصرار اللاعبين اللبنانيين كبيراً على تخطي السقطة المفاجئة امام ماليزيا، في الوقت الذي شدد فيه الجهازان الفني والاداري على الخروج من حالة الاحباط وعدم الاستسلام برغم صعوبة المهمة، التي رآها البعض مستحيلة بالنظر الى سمعة المنتخب التايلاندي، الذي اعتاد سحق جميع منافسيه في الدور الاول، ومنهم الماليزي الذي كان احد ضحاياه بسقوطه امامه بنتيجة كبيرة 1-7.
وانطلاقاً من هذا الامر، دخل رجال المدرب الاسباني باكو اراوجو الى اللقاء الحاسم بروحٍ قتالية عالية، مكّنتهم من افتتاح التسجيل بعد مرور 27 ثانية فقط على البداية بواسطة «سيسي»، الذي استفاد من كرة عرضية مررها له محمد قبيسي. وعزّز ابو زيد النتيجة بتسديدة خاطفة قبل ثلاث دقائق على نهاية الشوط الاول، الذي شهد صافرات تحكيمية غريبة لحكمَي اللقاء، الاردني حسين خلايلي والصيني زانغ يوزي، اللذين احتسبا خمسة اخطاء على اللبنانيين في اول خمس دقائق، علماً ان طاقم التحكيم كان نفسه الذي ادار لقاء لبنان مع ماليزيا، ما دفع الوفد اللبناني الى تسجيل اعتراض لدى الاتحاد الآسيوي، لكون هذا الامر يعدّ سابقة، وخصوصاً بعدما تحامل الحكمان المذكوران على المنتخب اللبناني على نحو فاضح في المباراة السابقة.
وبطبيعة الحال لم تكن بداية الشوط الثاني مثالية للبنانيين، اذ برغم تألق الحارس طارق طبوش، الذي حلّ بديلاً لحسين همداني الموقوف، وتصدّيه لكرات خطرة عدة، فإن شباكه اهتزت بعد 30 ثانية على بداية النصف الثاني من اللقاء عبر الكابتن التايلاندي كريستالدا، الذي ما لبث ان تلقى انذاراً ثانياً لترفع البطاقة الحمراء في وجهه.
وتحوّلت الدقائق العشر الاخيرة الى لعبة اعصاب، وخصوصاً بعدما علم اللبنانيون ان تايبه متذيلة ترتيب المجموعة تقدّمت على ماليزيا 3-2، وبالتالي كان التعادل كافياً لحمل اللبنانيين الى ربع النهائي. الا ان افضل لاعب في آسيا شوباووت كان له كلام آخر بتسجيله هدفين بتسديدتين مباغتتين الاولى في الدقيقة 33، والثانية قبل 39 ثانية على النهاية.
الا ان ارادة اللبنانيين كانت اقوى بكثير، فعمد اراوجو الى استخدام الـ «باور بلاير»، لتصل كرة الى ابو زيد، الذي أطلقها صاروخاً من منتصف الملعب تقريباً استقرت في الشباك التايلاندية، معلنةً هدف التعادل قبل 3 ثوانٍ على نهاية اللقاء، ليطلق بعدها اللاعبون فرحةً مجنونة وسط تصفيق الحاضرين، ومنهم مدرب تايلاند تقديراً للاداء الرائع للمنتخب اللبناني خلال المباراة.
وبهذه النتيجة رفع لبنان رصيده الى 4 نقاط من ثلاث مباريات، مقابل 7 نقاط لتايلاند، بينما خرجت تايبه وماليزيا بعد حصول كلٍّ منهما على 3 نقاط.
ويلعب لبنان في الدور المقبل مع اوزبكستان، متصدرة المجموعة الرابعة، بعد غدٍ الاربعاء الساعة 14.30 بتوقيت بيروت، وهو سيخوضها من دون قائده قاسم قوصان المصاب، وهدافه «سيسي» بسبب نيله الانذار الثاني المتراكم، بينما تحوم الشكوك حول مشاركة بديله كامل الياس، الذي تعرّض لاصابة قوية في كاحله اليوم، نقل على اثرها الى المستشفى، حيث تبيّن بعد اجراء الصور الشعاعية أنه لا يعاني أي كسر بانتظار المزيد من الفحوص لمعرفة امكانية مشاركته من عدمها.




أراوجو حوّل لاعبي فريقه إلى مقاتلين

وفي المؤتمر الصحافي، قال أراوجو (الصورة) حول ما فعله ليحوّل لاعبيه الى مقاتلين «قلت للاعبين إنه يُفترض بهم الّا يحزموا حقائبهم باكراً ليعودوا الى الوطن، لاننا لم ننهِ المهمة التي جئنا من اجلها». واضاف «هم ارادوا الفوز بالمباراة، لقد غيّروا من طريقة مقاربتهم للعبة، وقدّموا مجهودا جبارا تُرجم تفوّقاً على ارض الملعب امام العملاق التايلاندي، حيث اصروا على كسر الرهبة، والتأكيد ان بامكانهم الفوز على اي منافس إذا قدّموا ما لديهم من امكانات ووظفوها على النحو الصحيح».
وعن اللقاء المقبل في ربع النهائي، قال «علينا ان نجد الحلول للغيابات الكثيرة والمؤثرة عن صفوفنا. مسألة الاصابات والتوقيفات ليست سهلة، وخصوصاً اننا فقدنا لاعبين مهمين يعدون بمثابة المفاتيح الاساسية بالنسبة الينا».