النظام الانتخابي الحالي هو مطلبٌ من الاتحاد الدولي بحرفيّته ليس هناك أيّ ضغط من أيّ جهة سياسيّة للتأثير على الانتخابات
إقامة وتأهيل الملاعب من مسؤوليّة الدولة


لماذا الترشّح إلى ولاية سادسة، وما الجديد الذي تريد القيام به ولماذا الوجوه السابقة نفسها؟

ترشّحت لولاية جديدة لاستكمال العديد من المسائل في مجالات عديدة شكّلت تقدّماً في مسيرة كرة القدم اللبنانية، ومنها تأهّل منتخب لبنان للمرة الأولى إلى نهائيات كأس آسيا 2023 مباشرة من المرحلة الأولى، وتأهل منتخب لبنان للمرة الثانية إلى المرحلة النهائية للتصفيات الآسيوية المؤهّلة إلى كأس العالم 2022، إلى جانب تأهل لبنان الى نهائيات كأس العرب في قطر. كل هذه الأمور تحتاج إلى العمل وإلى استعدادات مختلفة وتحضيرات ليظهر المنتخب اللبناني بأفضل صورة ممكنة، وخصوصاً أن ما حصل هو إنجاز بحد ذاته.
كذلك الأمر لاستكمال قدر المستطاع ما تم إنجازه على صعيد البنى التحتية، وتحديداً الملاعب التي بدأنا بإنشائها منذ فترة طويلة كملاعب العهد والصفاء وبئر حسن وبحمدون وأنصار ــــ الجنوب واحتياط طرابلس وجونية، والتي لولاها لندَرَ إيجاد ملاعب تجرى عليها المباريات. وحالياً هناك أربعة ملاعب جرى تجهيز ملفاتها للحصول على دعم من الفيفا لإتمام تأهيلها.
وهناك أيضاً استكمال للمساعدات التي قُدّمت للأندية في الموسم الماضي والتي حصلنا عليها من خلال علاقتنا الخارجية بحيث شكّلت دعماً أساسياً لتمكين الأندية من المشاركة هذا الموسم. وسيكون هناك مساعدات مادية مباشرة للأندية هذا الموسم في حال كان النجاح حليفنا.
أما في ما يتعلّق بأن الوجوه هي نفسها، فهناك فكرة خاطئة بأن الرئيس هو من يختار أعضاء الاتحاد، في حين أن باب الترشّح يفتح للجميع وهناك 17 مرشحاً لعشرة مراكز. وهناك العديد من المرشحين ممّن عملنا وإياهم معاً ولديهم الكفاءة والإنتاجية والخبرة التي تؤهلهم للاستمرار في عضوية الاتحاد. إلا أنه في الوقت عينه قد ينجح في الانتخابات أشخاص جدد، فعلى الرئيس المنتخب والأعضاء كافة أن يشكلوا فريق عمل موحّداً لإنجاز المهمات الموكلة إليهم. أحياناً كثيرة الشخص الناجح، حتى لو كان له فترة طويلة في منصبه، لا مانع من الاستمرار في العمل لأنه يوظّف خبرته في سبيل نجاح العمل.

ما هي الإنجازات التي ترى أن الاتحاد قد حققها؟

أولاً، تأهل منتخب لبنان الأول إلى نهائيات آسيا والتصفيات النهائية للمونديال كما ذكرنا. وهناك منافسة منتخب لبنان للصالات على التأهل الى نهائيات كأس العالم حيث تعادل مرتين مع منتخب فيتنام، ولم يتأهل إلى المونديال بفارق أفضلية الأهداف.
ومن الأمور التي سجّلت للاتحاد إقامة جميع البطولات رغم الظروف الصعبة الصحية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والأمنية، وخصوصاً أن البطولات انطلقت في خريف عام 2020 حين كانت أزمة كورونا في أسوأ حالاتها، ولم يكن هناك من يصدّق بأننا سنستطيع الاستمرار بهذه البطولات. والجيد أنها أقيمت بصورة أكثر من طبيعية، حتى إن دوري الدرجة الأولى كان من أفضل المواسم على صعيد المنافسة التي استمرت حتى الأسبوع الأخير مع مباراة نهائية بين الأنصار والنجمة كانت محط أنظار معظم اللبنانيين.
وما ساعد في إقامة الموسم كاملاً هو ليس فقط تأمين مساعدات مباشرة للأندية كما سلف ذكره، بل تحمّل الاتحاد كل مصاريف الحكام والملاعب ليس فقط في الدرجة الأولى والثانية، بل في جميع البطولات والفئات كالصالات وبطولات الكرة النسائية والفئات العمرية.
وأرى أن من إلانجازات التي تحقّقت تخفيض عدد اللاعبين فوق 30 عاماً وإلزام الأندية بإشراك لاعبين دون 22 عاماً، ما أعطى المجال للاعبين جدد للمشاركة والبروز ليشكّلوا دماء جديدة للكرة اللبنانية.
وبسبب أزمة تأمين الدولار، نجحنا في تحقيق هدف لطالما سعينا إليه وهو الاستغناء عن اللاعب الأجنبي لفترة محددة بحيث عمدت الأندية إلى الاعتماد على اللاعبين اللبنانيين وشجعتهم على البحث عن لاعبين من أصول لبنانية في الخارج، وهو ما ينعكس إيجاباً على المنتخب اللبناني.
ومن الأمور الإيجابية التي قام بها الاتحاد، إقامة بطولات أربع فئات عمرية وبمشاركة قياسية وصلت إلى ثمانين فريقاً أي حوالى 1600 لاعب.
وعلى صعيد المدربين، ألزمنا الأندية بالتعاقد مع مدربين من حملة الشهادات، وهو ما لم يكن معتمداً سابقاً. كما أقمنا عشرات الدورات لتخريج مدربين بالتعاون مع الاتحادين الدولي والآسيوي وهو أمر مستمر، بحيث أصبح لدينا 1000 مدرب من حملة شهادة C، و120 مدرباً بشهادات B، و34 مدرباً بشهادات A، ومدربين من حملة شهادة PRO.
ونتيجة عمل الاتحاد واهتمامه بدورات المدربين، منح الاتحاد الآسيوي الاتحاد اللبناني حق إصدار شهادات للمدربين معترف بها من الاتحاد الآسيوي.
وعلى صعيد الحكام، أقمنا العديد من الدورات التي أثمرت بتطور ورفع مستوى الحكم اللبناني، فكانت النتيجة أن الاتحاد الآسيوي رفع عدد حكام النخبة المعتمدين من لبنان إلى سبعة حكام.
وبالنسبة إلى الاهتمام بالبراعم، حصل لبنان على التصنيف البرونزي الآسيوي نتيجة الاهتمام بهذه الفئة.

هل هناك تدخّل للسياسة بعمل الاتحاد وبالانتخابات، وهل الاتحاد موزّع طائفياً؟

أيّ قطاع رياضي، سواء انتمى إلى أيّ جهة كانت تربوية أو اجتماعية أو ثقافية أو سياسية، هو قطاع له الحق في العمل الرياضي ترشيحاً وانتخاباً. أما ما هو ممنوع فهو ممارسة ضغوط سياسية على العمل الإداري، سواء في الانتخابات أو في عمل الاتحاد وهذا لا يحصل في لبنان. ليس هناك أي ضغط من أي جهة سياسية للتأثير على الانتخابات أو أي قرار رياضي آخر.

هناك تساؤلات حول النقل التلفزيوني، هل الاتحاد فرّط بحقوق الأندية؟

إن عائدات النقل التلفزيوني وزّعت على الأندية حتى قبل أن يتم تسديدها من قبل التلفزيون الناقل تحسّساً من الاتحاد مع الأندية في ظل الضائقة المالية. وأخيراً حصلنا من الناقل التلفزيوني أي MTV على المستحقات المتوجّبة عليهم.
النظام الانتخابي الحالي هو مطلبٌ من الاتحاد الدولي بحرفيّته


لماذا لا يوجد تسويق للعبة، وهل هناك لجنة تسويق في الاتحاد؟

نتيجة للوضع السائد، من الصعب إيجاد مستثمرين في الرياضة. هناك بعض الرعاة مشكورين يقومون بتأمين ملابس وتجهيزات للمنتخب. لكن ما هو ليس معلوماً، أنه بالاتفاق مع الاتحاد الآسيوي جرى تعيين شخص مسؤول عن التسويق يتبع للاتحاد الآسيوي دون تكلفة مادية على الاتحاد اللبناني. ويقوم هذا الشخص بإعداد الخطط التسويقية ولا سيما بعد تأهل منتخب لبنان إلى نهائيات كأس آسيا والتصفيات النهائية لكأس العالم. المشكلة أنه جرى تعيين هذا الشخص المسؤول في فترة كان فيها الجمود يسيطر على مرافق البلد، والآن بعد التأهّل أصبح هناك إمكانية لتفعيل العمل التسويقي في الاتحاد.

هناك انتقادات للنظام الانتخابي الحالي، لماذا جرى اعتماده؟

النظام الانتخابي الحالي هو مطلبٌ من الاتحاد الدولي بحرفيته، وهو لم يكن معتمداً سابقاً في لبنان، لكن الاتحاد الدولي فرض على لبنان اعتماد هذا النظام الذي أخذ جدلاً واسعاً بين الاتحاد اللبناني والاتحاد الدولي استمر سنتين، علماً بأن هناك نقاطاً أساسية لدى الاتحاد الدولي ومنها مسألة الانتخابات وطريقة إجرائها يُلزم الاتحاد المحلي بإدراجها في نظامه ولا يعترف بأي انتخابات تجرى بنظام مخالف.
وللعلم أن الصيغة التي اعتمدت كانت بحضور ممثل الاتحاد الدولي الذي أقنع شخصياً حينها الجمعية العمومية بضرورة تبنّي هذه الصيغة.

هل لديك لائحة في الانتخابات؟

ليس هناك لائحة بالمعنى المتعارف عليه. هناك مرشّحون نرى فيهم الكفاءة ونتحالف معهم ونتمنى لهم النجاح. وهذا لا ينتقص من المرشحين الآخرين الذين هم أهل للعمل الإداري في الاتحاد.

كيف ترى وجود مرشّح آخر لمنصب الرئاسة؟

الترشّح لأي منصب حق لكل من تتوفر فيه المواصفات المطلوبة. وأنا أرى أن هناك مركزاً ترشح له شخصان، ويجب أن يتعوّد اللبنانيون العمل الديمقراطي وأن يهنَّأ الفائز ويتقبل من لم يحالفه الحظ النتائج بكل روح رياضية. ولا مانع من أن يكون هناك تعاون مع من لم يحالفهم الحظ في مجالات عديدة، لأن العمل في اتحاد كرة القدم لا يقتصر على عضوية اللجنة التنفيذية، فهناك العديد من المراكز التي تحتاج إلى خبرات أشخاص يعملون فيها.

كلام كثير يقال حول أزمة الملاعب في لبنان، هل الاتحاد يتحمّل المسؤولية؟

إمكانات الاتحاد المالية لا تسمح بإقامة وتأهيل ملاعب، فهذا من مسؤولية الدولة. وفي كل دول العالم، الحكومات هي التي تنشئ الملاعب. لكن نظراً إلى النقص الحادّ، قمنا بواسطة علاقتنا الخارجية في الفيفا والاتحاد الآسيوي من خلال برامجهم الخاصة في هذا المجال بتأمين تمويل لإنشاء وتأهيل العديد من الملاعب، كما ورد سابقاً، وهذا ما شكّل نقلة نوعية. فمع وصولي إلى رئاسة الاتحاد في الولاية الأولى، كانت معظم المباريات تقام على ملاعب رملية. لذا يجري العمل على المزيد من هذه المشاريع، لكن على الدولة اللبنانية تأهيل ملعب واحد على الأقل كالمدينة الرياضية أو ملعب صيدا لاستضافة منتخب لبنان لمبارياته ضمن الدور الحاسم المؤهّل إلى المونديال على أرضه حتى لا يجبر المنتخب على اللعب خارج أرضه. فهذا سيحرم الجمهور اللبناني من فرحة تشجيع منتخبهم، ويفقد المنتخب عاملاً أساسياً وهو اللعب على أرضه وأمام جمهوره.

يؤخذ على الاتحاد أنه لا يتشدد في تطبيق القوانين ويتراجع عن بعض القرارات التي يتخذها في هذا الإطار، لماذا؟

الاتحاد يتخذ قرارات وفق المعطيات المتوفرة. وإذا ظهرت معطيات جديدة، وبعد التحقيق قد يؤدي هذا الأمر إلى تعديلات على القرارات، وهذا أمر طبيعي يحصل حتى في القضاء.
وبالمناسبة، وحرصاً على الشفافية، وانسجاماً مع متطلبات الاتحاد الدولي، شكّلنا لجنة الانضباط التي تعنى باتخاذ العقوبات، ولجنة استئناف الانضباط التي يلجأ إليها من يعتبر أن هناك إجحافاً لحق به. وهاتان اللجنتان مستقلتان عن الاتحاد.
وفي السياق عينه، وفي خطوة مهمة تعزز الشفافية، قام الاتحاد بإقرار نظام انتخابي وتعيين لجنة انتخابية من قبل الجمعية العمومية تتولى الإدارة والإشراف على الانتخابات من لحظة تقديم طلبات الترشيح حتى إعلان النتائج، وهي مستقلة عن الاتحاد ولها كامل الصلاحية في هذا الشأن.
وللتأكيد على استقلالية اللجنة، فهي قبلت بعض الترشيحات التي يرى عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية أنها غير مستوفية للشروط.

كيف استفدت من علاقاتك الخارجية لمصلحة لبنان؟

أولاً، نتيجة عملنا الإداري المقدّر من قبل الجهات الدولية والقارية التي ساعدت في وصولنا إلى مواقع مختلفة دولية وقارية، مع وجود عدد كبير من أعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد في لجان مختلفة دولياً وقارياً وعربياً. هذا الوجود الفاعل في الاتحاد الدولي والآسيوي والعربي ساهم بشكل مباشر في تحصيل مكتسبات للبنان ضمن القوانين والحقوق المشروعة.
فعلى سبيل المثال، إنشاء عدد من الملاعب وتأهيل أخرى، والحصول على مساعدات مادية وعينية للأندية. وآخر ما تحقّق إعادة حقّ لبنان في المنافسة على بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم في الفوتسال، بعدما كان هناك قرار متّخذ بحرمان لبنان هذا الحق.

كلمة أخيرة؟

أتمنى أن تجرى الانتخابات في جو ديموقراطي رياضي، وأن نكون نموذجاً يحتذى به في الديموقراطية وتقبّل النتائج مهما تكن.
نحن لا نعتبر أنّ في الانتخابات خاسراً ورابحاً، بل هناك من عليه تحمّل المسؤولية المباشرة في المرحلة المقبلة، وعلى الآخرين مساعدة الفريق الفائز في تحقيق الأهداف، لأن جميع المرشحين لديهم هدف واحد هو تطوير اللعبة والوصول بها إلى مستويات أعلى.