تحت شعار «ابن اللعبة»، أعلن موسى حجيج ترشّحه لرئاسة الاتحاد اللبناني لكرة القدم. على قدر ما يبدو شعاره عاطفياً، فإنّه واقعي. هو اللاعب الوحيد، بين جميع أعضاء اللجنة التنفيذية الحالية ورئيسها، لكن ذلك لا يضعه على رأس لائحة المرشّحين لقيادة اللعبة. يعلم جيّداً أن شارة القائد لا تساعده في هذا المجال، لكنّه يعتمد على برنامج عملٍ غير بعيدٍ عن الواقع. أساساً، كان من المفترض، في عام 2021، أن يكون برنامج عمله مختلفاً، لكن تخلّف كرة القدم اللبنانية، يفرض إدراج «ألف باء» اللعبة في جدول الأعمال، لكن بالنسبة إليه، لم نتأخّر كثيراً.يؤكّد حجيج، الذي لمع اسمه في نادي النجمة، أن ترشّحه ليس ضد أحدٍ على مستوى شخصي. يقول إن خطوته جاءت بسبب «تقصير الاتحاد منذ 20 عاماً. الهدف الأساسي هو تطوير اللعبة، وتحسين تمثيلها في الخارج لتكون صورة لبنان مُشرّفة». لكن في حين أقدم عدد من الأشخاص من خارج الاتحاد، على الترشّح لعضويّة اللجنة التنفيذية، ذهب حجيج مباشرةً إلى الرئاسة. «الرئاسة لها موقع خاص وهي مصدر السلطة، ولا يجب أن يكون هذا الأمر شكلياً، لأن هناك تقصيراً على هذا الصعيد». لكن ماذا لو فاز بالانتخابات، وترأّس لجنة تضم الوجوه عينها الموجودة في اللجنة التنفيذية منذ 4 أعوام إلى 35 عاماً، فكيف سيكون شكل التغيير؟
«واجبنا أن نطرح ما لدينا من مشاريع على الأعضاء والأندية والجمهور، وأحد أهم الأمور التي يجب أن نقوم بها، هو الإضاءة على من يريد تفشيل المشاريع، والإشارة إليه، لتحاسبه الأندية والجمهور والإعلام. أنا على وفاق مع العديد من أعضاء الاتحاد ولديّ صداقات وعلاقات معهم، وليس هناك شيء شخصي ضدّهم. كل ما نطلبه هو أن يٌفسحوا المجال لغيرهم بعد سنواتٍ من وجودهم في الاتحاد. بذلوا مجهوداً يُشكرون عليه والآن وقت التغيير»، يقول قائد منتخب لبنان السابق.
وطالما أن حجيج «ابن اللعبة»، فهو يعرف دهاليزها. صحيحٌ أن ملعبه على المستطيل الأخضر، بعيداً عن المكاتب، لكن كل أهل اللعبة يعرفون كواليسها. يُدرك جيّداً أن الأحزاب تُسمّي الأعضاء والرئيس، وله وجهة نظر في هذا الإطار. «لا أريد أن تدخل السياسة في الرياضة، وليس من الضروري أن تكون الأحزاب موجودة في هذا الوسط. عملت مع عددٍ كبيرٍ من الأندية بمختلف انتماءاتها السياسية، وأنا قريبٌ من كل الناس. لتكن الانتخابات رياضية كما يجب أن تكون اللعبة. من ينفع اللعبة أكثر، فليصل. أما الأندية، فمن غير المسموح لها أن تختبئ خلف الأحزاب، لأنّها تعمل في الرياضة. أنا أطرح عليها التغيير والتطوير، وهذه خياراتها… فلتدعمها».
يؤكّد حجيج أن ترشّحه ليس ضدّ أحدٍ على مستوى شخصي


على الرغم من واقع طاعة الأندية لأحزابها، يبدو حجيج واثقاً من إحداث التغيير. «هناك صندوق مغلق، وإذا وجدت الأندية أن هناك مصلحة لانتخاب برنامج عمل موسى حجيج، وليس حجيج بشكل شخصي، فلتصوّت له. مهما كانت النتيجة، فلا يمكن لأي نادٍ أن يقول إنّه لم يُعارض عمل الاتحاد ولم يشتكِ منه. هناك خطأ. وأنا أقدّم التغيير».

البرنامج الانتخابي
منذ قبول ترشّحه، يجول حجيج على رؤساء الأندية والفعّاليات الكرويّة. التقى رؤساء أندية النجمة والأنصار والعهد، كما أندية أخرى في درجاتٍ عدّة. هذه لها صوتٌ مسموعٌ في الانتخابات. تُصوّت، وقادرة على الاعتراض، وتقديم مقترحات تساهم في التغيير، لكن في المقابل، ثمّة أكثر من 100 نادٍ دون صوت. النظام الاتحادي يحرم معظم أندية اللعبة من التصويت بشكلٍ مباشر، إذ تُفوّض هذه أنديةً أخرى لتمثيلها. «لا يجوز أن يقتصر التصويت على 50 نادياً. التغيير يشمل أيضاً هذا النظام. الاتحاد الدولي يعمل على توسيع مشاركة الاتحادات والأندية في اللعبة، وحين يجد أن هناك تدخّلاً في هذا الملف يضع يده عليه. حرمان الأندية من التصويت أمر غير سليم وغير طبيعي. خلال جولتي على الأندية، الكل أبدى رغبة بالتغيير. الهدف ليس تغيير الأشخاص، بل أسلوب العمل»، يقول حجيج، الذي يضع نقاطاً أخرى ضمن برنامجه، بينها التأهّل إلى كأس العالم 2026. «في النسخة المقبلة يُصبح لقارة آسيا ثمانية مقاعد في المونديال. نعلم جيّداً أن هناك خمسة منتخبات هي الأقوى في القارة، وكنّا سابقاً ننتظر تعثّر أحدها للمنافسة على مقعد، لكن اليوم هناك ثلاثة مقاعد جديدة، والمنافسة مشروعة للجميع، لكن لا يُمكن أن نتأهّل ونحن نعمل بشكلٍ عشوائي ونعيش اليوم بيومه. يجب أن نضع خطّة للنهوض بالمنتخبات والتحضيرات للبطولة قبل سنوات».
في برنامج عمله كثيرٌ من أساسيات اللعبة المفقودة في لبنان. يتحدّث عن العمل لتأمين ملاعب خاصّة بالمنتخبات، ورفع مستوى البطولة بالتعاون مع الأندية، بل بفرض قوانين عليها، تُلزمها بهذا التعاون، وهذه القوانين يشمل وضع تعديلات على الأجهزة الفنية والإدارية والتعاقدات والفئات العمرية، وصولاً إلى التسويق والرعاية والنقل التلفزيوني والإعلام. ما يطمح إليه يطلبه الجمهور، وهذا الأخير «لا يُمكن تجاهله. أصوات الناس يجب أن تُسمع والقاعدة الجماهيرية للأندية واللعبة لها تأثير. حتّى الجمهور عليه واجب أن يطمح نحو الأفضل، وبالتالي، هو قادر على التأثير، ولو لم يكن له صوت في الانتخابات».
الثلاثاء سيتّجه حجيج إلى الانتخابات، ومهما كانت النتيجة، فهو يعتبر أن التغيير مُقبل. «ما قبل ترشيحي ليس كما بعده. كان هناك جدار إسمنتي وانكسر. سيكون هناك أعضاء جُدد وهذا التغيير سيشجّع ويفتح الأبواب ليُقدم أشخاصٌ آخرون على خطوة التغيير. قد أكون أنا الضحية وليست لديّ مشكلة إذا كان هذا الأمر يفيد اللعبة. حتّى إذا خسرت، فأتمنى أن يكون هذا الضغط دافعاً لمَن في الاتحاد للتغيير. مصلحة اللعبة هي هدفنا الأوّل»، يختم موسى.