فوضى عارمة في كوبا أميركا والعنوان الرئيسي هو كورونا. مرة جديدة، يظهر التضارب بين مصالح القيّمين على اللعبة مع مبدأ السلامة العامة، إذ رصدت وزارة الصحة في البرازيل 140 حالة إصابة إيجابية على الأقل بالفيروس بين اللاعبين وأعضاء الوفود ومقدمي الخدمات منذ بداية البطولة. هذا الرقم يبرّر انسحاب ملف الأرجنتين وكولومبيا في وقتٍ سابق، كما يصبّ في مصلحة الأصوات التي صعدت من «الشارع» البرازيلي والتي عارضت بشدة استضافة البطولة.
وسط هذا الجو، زعم المسؤولون البرازيليون حينها أنّ الوضع آمن ومهيّأ لإقامة البطولة في البلاد، وخاصةً أنّ المباريات سوف تقام بدون مشجعين، مع فرض اختبارات إلزامية على المنتخبات كل 48 ساعة، إضافةً إلى فرض قيود على الحركة واستخدام رحلات مستأجرة للنقل إلى المباريات في المدن الأربع المضيفة: برازيليا، ريو، كويابا وغويانا، غير أنّ الواقع يعكس سوء التقدير. فرغم البروتوكولات الموضوعة «ظاهرياً»، تفشى فيروس كورونا بين المنتخبات وقد ساعد على ذلك ربما تراجع وزارة الصحة عن خطط إجبار اللاعبين والمدربين والطواقم على تلقي اللقاح المضاد للفيروس بحجّة الآثار الجانبية بعد اللقاح التي يمكن أن تؤثر سلباً على أداء اللاعبين. هكذا، حصلت «الفاجعة».
140 إصابة بفيروس كورونا تم رصدها في البطولة مقابل 66 حالة سجلت حتى الخميس الماضي لتصل نسبة المصابين إلى 0.9% بين 15235 اختباراً.
من جهته، قال اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم «كونميبول» إن معظم المتضررين هم من العمال وأعضاء المنتخبات والموظفين الخارجيين. وبالمقارنة مع الأرقام السابقة، فإن «معدل الإصابة بفيروس كورونا أقل، وهي علامة واضحة على أن الإجراءات الوقائية والبروتوكولات الصحية تعمل كما هو متوقع».
اعترفت تشيلي الأحد الماضي بانتهاك بعض لاعبيها بروتوكولات مكافحة الفيروس


الأرقام اللافتة في الإصابات لا تعكس سوء قرارات القيّمين فحسب، بل إنها تدل على عدم مسؤولية الفرق نفسها نظراً الى انتهاك البعض البروتوكولات الموضوعة.
ففي الأسبوع الماضي، أعلن منتخبا بوليفيا وتشيلي وجود حالات إصابة بفيروس كورونا بين صفوف اللاعبين وأفراد الطاقم الفني لتتعرض بذلك 4 من 10 منتخبات تنافس في البطولة لضربة موجعة عقب أيام قليلة من انطلاق البطولة بعد معاناة فنزويلا وكولومبيا من المشكلة ذاتها.
تكمن المفارقة بأنّ الاستهتار كان أكبر بين لاعبي المنتخب التشيلي مقارنةً ببقية الفرق، فقد اعترفت تشيلي الأحد الماضي بانتهاك بعض لاعبيها بروتوكولات مكافحة الفيروس بالبطولة بعدما زاروا حلاق فندق اللاعبين بمدينة كويابا البرازيلية، وفق التقرير الذي نشره موقع RT الإلكتروني.
وأصدر الاتحاد التشيلي لكرة القدم بياناً قال فيه إنه «يعترف بانتهاك الإجراءات الصحية للفريق المشارك في كوبا أميركا مع الدخول غير المصرّح به للحلاق، الذي على الرغم من اختباره السلبي للفيروس، لا ينبغي أن يخالط اللاعبين»، متوعداً بتغريم المخالفين للنظام.
وجاء البيان بعدما ذكرت وسائل إعلام تشيلية أن لاعب الوسط أرتورو فيدال والمدافع غاري ميديل دخلا الفندق مع شخص غير مصرّح له في الأسبوع الماضي، كما نشر كلاهما مقاطع فيديو وهما يخضعان لقص شعرهما على قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بهما.
تجدر الإشارة الى أنّ البروتوكولات المفروضة من قبل اتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية تمنع دخول الأشخاص غير المصرّح لهم، وتحدد غرامة للمخالفين قدرها 15000 دولار أميركي عن المخالفة الأولى و30 ألف دولار للثانية.
يذكر أن البرازيل تحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث عدد وفيات كورونا بعد الولايات المتحدة الأميركية، وقد تجاوزت عتبة 500000 حالة وفاة خلال عطلة نهاية الأسبوع. فهل تستمر بطولة كوبا أميركا في ظل تعرّض اللاعبين لإصابات متكررة بالفيروس رغم وضع بروتوكولات وقائية؟