في زمن الترويج الدعائي وبروز وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر هائل لجني الأرباح، تعددت وظائف لاعب كرة القدم ليتخطى مدخوله ما يقدّمه داخل المستطيل الأخضر. المعادلة أصبحت واضحة، بقدر ما تملك اسماً لامعاً في الوسط الرياضي وعدداً كبيراً من المتابعين على منصات «السوشيل ميديا»، بقدر ما تجذب سلعاً دعائية ترويجية، وبالتالي، يحصل اللاعب على عائدات ضخمة تفوق غالباً ما يتقاضاه برفقة النادي الذي يمثّل ألوانه. اللافت هو ما حصل أخيراً برفقة كريستيانو رونالدو الذي، في حادثةٍ غير مألوفة، ساهم في انخفاض أسهم شركة «كوكا كولا».احتل رونالدو عناوين الصحف عشية المباراة الافتتاحية للبرتغال ضد المجر أثناء مؤتمر صحافي برفقة مدرب المنتخب. فعند جلوسه، لاحظ رونالدو زجاجتين موضوعتين أمامه كجزء من صفقة رعاية Coca-Cola ليقوم بإزاحتهما، قبل أن يقول «أغوا» ، وهي كلمة برتغالية تعني «ماء» في إشارة الى أنّه يجب على الجميع شرب الماء الطبيعي بدلاً من المواد السكرية.

أبرز مباريات اليوم


يورو 2020
أوكرانيا x مقدونيا الشمالية 16.00
الدنمارك x بلجيكا 19.00
هولندا x النمسا 22.00
كوبا أميركا
كولومبيا x فنزويلا 12.00 ليلاً
البيرو x البرازيل 3:00 (فجر الجمعة)


وبحسب صحيفة «ماركا» الإسبانية، فإنّ حركة كريستيانو أثّرت سلباً على شركة كوكا كولا حيث شهدت أسهمها انخفاضاً كبيراً في غضون ساعات قليلة. ادّعت ماركا أن شركة كوكا كولا انتقلت من 242 مليار دولار إلى 238 مليار دولار ــــ «انخفاض 1.6٪» للشركة في سوق الأسهم ــــ أي ما يعادل خسارة 4 مليارات دولار. فعند افتتاح البورصة في تمام الساعة 3 مساءً في أوروبا، كان سهم الشركة يبلغ 56.10 دولاراً، ولكن بعد حضور رونالدو برفقة المدرب فرناندو سانتوس إلى قاعة المؤتمرات الصحافية بثلاثين دقيقة في استاد بوشكاش فيرينك في بودابست، قيل إن السهم انخفض إلى 55.22 دولاراً، وهو ما وُصف بالتراجع «الوحشي».
يشتهر رونالدو بالدقة تجاه نظامه الغذائي وممارسة الرياضة، إذ أدّى اهتمامه الشديد باللياقة البدنية إلى تمكنه من مواصلة اللعب على مستوى النخبة حتى الثلاثينيات من عمره، متجاوزاً بذلك سن التقاعد لأغلب اللاعبين. وكان النجم البرتغالي قد كشف سابقاً أن نظامه الغذائي يتكون من ست وجبات صغيرة موزعة على مدار اليوم، يضم الكثير من الفاكهة والخضروات والبروتين النظيف مثل السمك أو الدجاج المطبوخ بدون زيت، كما يمارس التمارين الرياضية لمدة ثلاث إلى أربع ساعات في الجلسة الواحدة، خمسة أيام في الأسبوع.
وفي حديثه العام الماضي، كشف رونالدو عن إحباطه من أن ابنه الصغير لا يمتلك بالضرورة نفس الهوس باللياقة البدنية التي يمتلكها، حيث قال في حفل توزيع جوائز كرة القدم العالمية «سنرى ما إذا كان ابني سيصبح لاعب كرة قدم رائعاً. في بعض الأحيان، يشرب المياه الغازية ويأكل رقائق البطاطس وهذا يزعجني، إنه يعرف ذلك».
بعد حادثة إزاحة الزجاجتين، أكّد المتحدث باسم شركة «كوكا كولا» للمشروبات الغازية أنّ كل شخص لديه «الأذواق والاحتياجات» الخاصة به. وأضاف: «يتم تقديم الماء للاعبين، جنباً إلى جنب مع مشروبات كوكا كولا وكوكا كولا الخالية من السكر، عند وصولهم إلى مؤتمراتنا الصحافية». تجدر الإشارة إلى أنّ شركة كوكا كولا هي الراعية الرسمية لبطولة «اليورو»، حيث إنّ هناك عقداً ضخماً يجمع بين الاتحاد الأوروبي وشركة المشروب الغازي. بالتالي، فإنّ واقعة رونالدو تُعدّ خرقاً واضحاً للبنود التي تم التوقيع عليها في عقد الرعاية للبطولة عبر الترويج ضد العلامة التجارية الأميركية الشهيرة.

الحديث قائم الآن حول رفع شركة كوكا كولا دعوى قضائية ضد رونالدو


الحديث قائم الآن حول رفع شركة كوكا كولا دعوى قضائية ضد رونالدو في ظل الخسائر الفادحة التي حصلت جراء تصرفه، ومن المرجح أن تطلب الشركة اعتذاراً صريحاً من اللاعب. وقد استهزأ بعض المغردين على منصة «تويتر» من تصرف كريستيانو، مستذكرين إعلاناته السابقة لأطعمة «مضرّة» مثل «كانتاكي» وبعض مشروب الطاقة، ما دفع البعض الى الزّعم بأنّ ما فعله رونالدو كان مقصوداً بهدف إلحاق الضرر بكوكا كولا.
هل لشركة «بيبسي» علاقة بالأمر؟
تجسّد شركتا «بيبسي» و»كوكا كولا» إحدى أشهر قصص «الحروب» الإعلانية، ما جعل البعض يعتقد بأن رونالدو قام بهذه الحركة لمصلحة شركة بيبسي، غير أنّ حقيقة وجود عداوة بين رونالدو وبيبسي تنفي النظرية المتداولة.
فقبل مباراة التأهل لكأس العالم عام 2013 بين البرتغال والسويد، نشر فرع بيبسي السويدي عدة إعلانات تظهر دمية لرونالدو كسخرية منه. حينها، نالت الإعلانات اهتماماً أكبر في البرتغال مقارنةً بالسويد، وسرعان ما بدأ المشجعون البرتغاليون العمل على تنظيم حملات ضد شركة بيبسي. وقد عمدت مجموعة برتغالية على منصّة «فيسبوك» الى إنشاء صفحة تحت عنوان «لن أشرب بيبسي مرة أخرى» حصلت على أكثر من 130 ألف إعجاب في يوم واحد دعماً لرونالدو. ردّت شركة بيبسي على موجة الغضب بسحب الإعلانات وباعتذار واضح قالت فيه «لن نرغب أبداً في وضع الرياضة أو روح المنافسة في صورة سلبية. نأسف إذا أساءت الإعلانات للبعض، لقد تم إزالتها على الفور ونودّ أن نقدم اعتذارنا لجميع المعنيين».