يعدّ المنتخب الإسباني أحد أبرز "أباطرة" كرة القدم على الصعيد الدولي، غير أنّ السنوات القليلة الماضية شهدت تراجع منتخب "لا روخا" إثر مشاكل إدارية عديدة، إضافةً إلى افتقار الجيل الحالي إلى مواهب "خارقة" كما كان في السابق.بدأت أول معالم السقوط عندما أقال الاتحاد الإسباني مدرب المنتخب جولين لوبيتيغي عشية كأس العالم 2018، بعدما اتفق هذا الأخير على صفقة لتولي تدريب نادي ريال مدريد فور انتهاء البطولة دون علم أحد. جاءت الإقالة قبل يومين من المباراة الافتتاحية لإسبانيا أمام البرتغال، وتم تعيين المدير الفني فرناندو هييرو مدرباً للمنتخب على عجل، الذي أشرف بدوره على أربع مباريات مخيّبة، تلاها إقصاء من دور الـ 16 أمام روسيا المُضيفة.
بعد انتهاء البطولة، تم تعيين لويس إنريكي مدرباً للمنتخب لتستعيد إسبانيا شيئاً من هيبتها. يمتلك إنريكي، الذي اشتهر كمدرب برفقة نادي برشلونة، مقوّمات النجاح، فهو مدرب خبير يدرك كيفية الفوز مع المحافظة على ثقافة الكرة الإسبانية الهجومية. ظهر ذلك جلياً خلال المباريات التي لعبها الفريق تحت قيادته. ومع ذلك، فقد اعتبرت التشكيلة التي استدعاها إلى بطولة اليورو ناقصة، نظراً إلى عدم ضمّها العديد من الأسماء التي اعتادت الوجود، أو التي استحقت تمثيل المنتخب بحسب بعض النقّاد.
ومنذ أن تولى زمام الأمور بعد كأس العالم "المشؤومة" للإسبان قبل ثلاث سنوات، عمد إنريكي على فتراتٍ متقطّعة الى إجراء تغييرات جماعية على تشكيلته الأساسية، وهو ما جلب له المديح بسبب منح جميع اللاعبين فرصة على المستوى الدولي والنقد بسبب افتقاره إلى الاستمرارية.
الغياب الرئيسي عن تشكيلة الفريق كان لقائد ريال مدريد سيرجيو راموس الذي شارك في 180 مباراة مع "لا روخا" على مدار 16 عاماً، وذلك بسبب إصاباته المتكررة منذ منتصف الموسم.
هذه هي أول تشكيلة إسبانية على الإطلاق في بطولة كبرى لا تضم ​​أي لاعب من ريال مدريد، حيث انضم راموس إلى المدافع المتألق ناتشو فرنانديز، وغاب داني كارفاخال ولوكاس فاسكيز بسبب الإصابة، كما تم تجاهل ماركو أسينسيو من قبل المدرب.
وجرى إغفال نجوم آخرين في الدوري الإسباني بشكلٍ مفاجئ أيضاً. لم يكن هناك مكان للثنائي الحائز لقب الليغا ساؤول نيغيز وماريو هيرموسو من أتلتيكو ​​مدريد، نجم خط وسط ريال بيتيس سيرجيو كاناليس، قائد إشبيلية خيسوس نافاس دون إغفال غياب مهاجم سيلتا فيغو إياغو أسباس. وبالنظر إلى ميله إلى التغاضي عن العديد من اللاعبين البارزين، تم اختيار 24 لاعباً فقط بدلاً من 26.
الغياب الرئيسي عن تشكيلة الفريق هو لقائد ريال مدريد سيرجيو راموس


يُعرف المنتخب الإسباني بقوته في خط الوسط، كما تم تعزيز دفاع "لا روخا" عبر إيمريك لابورت الذي فضّل تمثيل المنتخب الإسباني عن نظيره الفرنسي. ما يعيب على المنتخب هو افتقاره إلى رأس حربة حاسم، إذ إن هناك ندرة في المواهب الهجومية ذات المستوى العالمي في الرتب الإسبانية، حيث يُنظر إلى ألفارو موراتا عموماً على أنه المهاجم الأساسي ولكن لا يُنظر إليه على أنه الهداف الموثوق به.
من المرجح أن تلعب مجموعة لاعبي مانشستر سيتي دوراً حاسماً حيث سيستغل لابورت هذه الفرصة لإعادة إطلاق مسيرته وتحقيق بداية مثالية برفقة المنتخب الإسباني، ومن المرجح أن يلعب رودري دور "المحور" الحاسم في قاعدة خط الوسط، كما ستتجه الأنظار نحو جوهرة السيتي الشابة فيرّان توريس الذي سجل 13 هدفاً في 24 مباراة هذا الموسم.
تأهل المنتخب الإسباني إلى بطولة "يورو 2020" بعد تصدره المجموعة السادسة برصيد 26 نقطة، وحققت إسبانيا 8 انتصارات مقابل تعادلين منهيةً التصفيات الأوروبية بدون أي خسارة.
يلعب المنتخب الإسباني في المجموعة الخامسة من البطولة، ويبدأ مشواره ضد منتخب السويد اليوم عند الساعة 22.00 بتوقيت بيروت في مواجهة قوية، ثم ينافس منتخب بولندا يوم السبت، علماً بأن البولنديين يلعبون اليوم أيضاً مع منتخب سلوفاكيا (19.00)، الذي يختتم المنتخب الإسباني مشواره في الدور الأول ضده.
يعاب على "لا روخا" افتقاره إلى الاستمرارية، ومع ذلك يعدّ المنتخب الإسباني الأصعب من الناحية التكتيكية مقارنةً بباقي المنتخبات. إنّ عدم القدرة على التنبؤ يجعل هذا المنتخب مثيراً للاهتمام وفائزاً محتملاً بالبطولة، لكن الأكيد أن إسبانيا بعيدة كل البعد عن الفريق الذي سيطر على كرة القدم الدولية بين عامَي 2008 و2012.



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا