هي الدقائق الـ90 الأهم في كل التصفيات حتى الآن، وهي التي تفصل لبنان عن الإنجاز الذي شدّ الرحال من أجله إلى مدينة غويانغ الكورية الجنوبية، حيث سيعطيه هدفاً واحداً بطاقة التأهل إلى البطولة القارية الأكبر، ويمدّه بمبلغٍ «حرزان» من المال بحكم دخوله أيضاً الدور الحاسم المؤهّل إلى المونديال.إيجابيات كثيرة لا تُحصى ولا تعدّ في حال تحقق الإنجاز، منها الفني حيث سيشكل التأهل نهضة متجدّدة لكرة القدم اللبنانية التي تلقت كسائر القطاعات في البلاد ضربة موجعة جرّاء الأزمة الاقتصادية والمالية. أما الجانب الإيجابي الآخر فهو مادي بحيث أن المنتخب لعب إلى جانب أفضل المنتخبات القاريّة في ما تبقى من مشوار التصفيات الموندياليّة، ودخوله أيضاً ساحة نهائيات كأس آسيا في الصين، سيقدّمان مبلغاً لا يستهان به بالعملة الصعبة، يمكن الاستفادة منه لتحضير المنتخب آنياً ولاحقاً، وهو ما حصل عندما استفاد لبنان من بلوغه الدور الحاسم لتصفيات كأس العالم الخاصة بمونديال البرازيل 2014.

محطة ثانية صعبة
لكن عموماً مسألة التأهّل ليست بتلك البساطة ولو أن الحسابات تصبّ في مصلحة رجال لبنان، فالمنتخب التركماني هو أفضل من الخصم السابق أي منتخب سريلانكا ولو أنه قدّم مباراة سيئة جداً وخسر بنتيجة كبيرة أمام كوريا الجنوبية، وهي مسألة منطقية. أضف أن مباراة الذهاب في بيروت ولو فاز فيها لبنان، فإنها لم تكن نزهةً بالنسبة إلى «رجال الأرز» الذين قدّموا مجهوداً كبيراً للخروج بالنقاط الثلاث.
وتُضاف إلى هذه النقاط رغبة التركمان في محو الصورة التي ظهروا عليها أمام كوريا الجنوبية، وطبعاً الضغوط البدنية والذهنية التي تحيط باللاعبين اللبنانيين بعد المباراة أمام سريلانكا التي دفعت قسماً كبيراً من الجمهور إلى توجيه سهام الانتقادات باتجاه المنتخب.
الواقع أنه في الشكل لم تكن نتيجة المباراة الأولى مقبولة بالنسبة إلى الجمهور اللبناني، لكن في المضمون حكمت ظروف مختلفة المنتخب، فكانت السبب وراء ما حصل بشكلٍ أو بآخر. الواضح أن منتخب لبنان لم يكن في أفضل أيامه، وهذا الأمر مردّه أوّلاً إلى قصر فترة التحضيرات وغياب الانسجام بين مجموعة من اللاعبين بالكاد لعبوا سويّاً هذه السنة. كما أن طريقة لعب المنتخب السريلانكي كانت مزعجة في جانبَين: الأول هو الخشونة التي اعتمدها كونها كانت الحلّ الوحيد لمجاراة اللبنانيين، والثاني هو ما قاله أحد اللاعبين الأساسيين لـ«الأخبار» بعد المباراة مختصراً الوضع بجملةٍ واحدة: «من الصعب أن تلعب ضد منتخب غير منظّم ولا يجيد لعب الكرة».
الفوز اليوم سيضع لبنان في كأس آسيا ويعطيه مقعداً في الدور النهائي للتصفيات المونديالية


تعديلات مطلوبة وضرورية
هي عبارةٌ سمعناها من مدرّبين ولاعبين بارزين على المستوى العالمي في الماضي، لكنها قد لا تختصر كل شيء لأن الجهاز الفني بلا شك عرف مكامن الخلل التي يؤمل أن يصححها عند اختياره التشكيلة لمباراة اليوم، حيث سيكون التركيز أوّلاً على مسألة التنظيم الدفاعي بعدما بدا خط الظهر غير متجانس تاركاً مساحات تسبّبت بالخطورة، إضافةً إلى غياب التركيز عند بعض عناصره، وهو ما يحتّم تبديل اسمٍ أو أكثر بحسب ما أجمع الخبراء والمراقبون.
وبعيداً من خط الوسط الذي اجتهد أكثر من غيره، فإن مسألة الثقة باللاعبين الذين لم يبدأوا المباراة بشكلٍ أساسي هي مسألة مهمة جداً، خصوصاً أن عامل الإرهاق قد يصيب أي لاعبٍ في التشكيلة الأوليّة جراء عدم جهوزية لاعبي المنتخب لخوض مباراتين دوليتين في هذه الفترة القصيرة. ونقطة العمل على الاستفادة من مقعد الاحتياط ثبتت صحتها في ظل الأداء الجيّد الذي قدّمه مثلاً أحد البديلين في المباراة أمام سريلانكا أي ماجد عثمان، الذي ورغم أنه لعب خارج مركزه ولفترةٍ قصيرة، فقد ترك انطباعاً جيّداً ونشّط الناحية الهجومية. هذه الجبهة تلقت الضربات واحدة تلو الأخرى، بدايةً مع غياب القائد حسن معتوق وزميله في الأنصار حسن شعيتو «موني» بسبب الإصابة، وتالياً بعد إبعاد باسل جرادي عن المجموعة بقرارٍ من السلطات الصحية في كوريا الجنوبية، وأخيراً تلقي هلال الحلوة الإنذار الثاني في التصفيات ما سيبعده عن اللقاء أمام تركمانستان.
هنا سيكون عمل المدير الفني جمال طه الذي يعتبر حسن «سوني» سعد من أبرز المهاجمين التكتيكيين في منتخبه، لكن الأخير لا يحبّذ اللعب في مركز رأس الحربة بدلاً من الحلوة، ما قد يضعه على الطرف الأيسر، ليأخذ النشيط والخطير محمد قدوح دوراً هجومياً محورياً.
هي تفاصيل بسيطة وخيارات دقيقة، لكن الأهم هي النتيجة التي سيخرج فيها منتخب لبنان من مباراةٍ ستشكّل منعطفاً إما سلبياً، وإما إيجابياً إلى أبعد الحدود إذا ما تحقّق الإنجاز المنتظر وغير البعيد.



أفضل مركز ثانٍ


يحتلّ المنتخب اللبناني المركز الثاني في المجموعة الثامنة برصيد 10 نقاط خلف كوريا الجنوبية المتصدر. وهو صاحب أفضل مركز ثانٍ ضمن المجموعات الثماني الموجودة، وهو ما يجعله يتأهل إلى كأس آسيا. وبعد مباراة تركمانستان يتبقى للمنتخب اللبناني مباراة واحدة أمام المنتخب الكوري الجنوبي في الثالث عشر من الشهر الجاري. لعب المنتخب اللبناني 4 مباريات فاز في ثلاث وتعادل في واحدة، فيما لم يخسر أي لقاء حتى اليوم. له 8 أهداف وعليه 3.
ويتم ترتيب المنتخبات كأفضل مركز ثانٍ بحسب أكبر عدد من النقاط في مباريات المجموعة أولاً، ثم يتم النظر إلى فارق الأهداف في مباريات المجموعة، وبعدها أكبر عدد من الأهداف في مباريات المجموعة. ويحتسب أيضاً اللعب النظيف والمتضمّن أقل عدد من النقاط التي يتم احتسابها بالاعتماد على عدد البطاقات الصفراء والحمراء التي يحصل عليها الفريق في مباريات المجموعة. والنقطة الأخيرة تكون القرعة.