هو اليوم المنتظر، النهائي الأهم خلال الموسم الكروي. الجميع في حالة ترقب لمعرفة بطل أوروبا الذي سيرفع الكأس الأغلى على صعيد الأندية. نهائي إنكليزي خالص سيبتسم اليوم لأحد "الأزرقين" وسط ترقب جميع المشجعين ومن مختلف الأندية.مع بداية الموسم، كان مانشستر سيتي مرشحاً فوق العادة لبلوغ هذا الدور نظراً إلى إمكاناته الهائلة، بعكس تشيلسي الذي عانى الأمرّين. لم يتمكن المدرب السابق لتشيلسي فرانك لامبارد حينها من توظيف اللاعبين الجدد بما يخدم المنظومة، فسقط في سلسلةٍ من النتائج المتخبّطة. على إثر ذلك، قامت الإدارة بإقالة لامبارد وتعيين توخيل مكانه بهدف تدارك الأمور، وقد نجح المدرب الألماني بقلب الموازين رأساً على عقب وخلال فترة زمنية قصيرة. منذ تعيين توخيل، أصبح تشيلسي الفريق الأكثر إقناعاً في الدوري الإنكليزي الممتاز رفقة مانشستر سيتي البطل. توازن دفاعي ومتانة هجومية عادا على الفريق بالمركز الرابع محلياً إضافةً إلى الوصول إلى نهائي دوري الأبطال. وعلى الجهة المقابلة، كان السيتي مسيطراً بالطول والعرض على مجريات الموسم، فبعد تتويجه بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز تمكّن أزرق مانشستر من بلوغ نهائي دوري الأبطال ليقترب أكثر من تحقيق الحلم.
[اشترك في قناة ‫«الأخبار» على يوتيوب]
لم تكن الطريق معبّدة أمام الفريقين للوصول إلى هذا الدور، حيث منيا بالعديد من الاختبارات الصعبة. أقصى مانشستر سيتي كل من بوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان في حين أجهز البلوز على بورتو وقطبي مدريد في الطريق إلى النهائي.
تقابل تشيلسي ومانشستر سيتي مرتين هذا الموسم وكانت الغلبة للبلوز في مباراتي الدوري والكأس. ومع ذلك، يبقى للنهائي الأوروبي المنتظر حسابات مختلفة.
شكّل المدافع روبن دياز القطعة المفقودة في توليفة غوارديولا، حيث أعطى التوازن الدفاعي للفريق. ومع وجود خط وسط متين ومنظومة هجومية "خارقة"، اكتمل فريق غوارديولا وظهر بصورة البطل هذا الموسم.
تقابل تشيلسي ومانشستر سيتي مرّتين هذا الموسم وكانت الغلبة للبلوز


على الجهة المقابلة، ساهمت خطة 3-4-3 بإعطاء التوازن لتشيلسي في مختلف الصفوف. يتميز الفريق بالصلابة الدفاعية غير أنه يفتقر للاعب هدّاف يحسم المباريات الصعبة. ومع ذلك، يتّصف لاعبو تشيلسي بإمكانات عالية تجعل أي واحد منهم قادراً على التسجيل.
تقع على عاتق غوارديولا مهمة لا يحسد عليها تتمثل في الاختيار من تشكيلة كاملة اللياقة للنهائي المنتظر. وفي ظل خسارته مرتين هذا الموسم أمام البلوز، من المتوقع أن يختار غوارديولا منظومة "مختلفة" يتمكن من خلالها من تحقيق الفوز الأول على تشيلسي ـ توخيل.
من المرجح أن تستمر سياسة غوارديولا المتمثلة في استبعاد رقم تسعة "صريح" بعد النجاح الباهر للمهاجم الوهمي في دوري الأبطال. جلوس أغويرو المتوقع على مقاعد البدلاء سيسمح لكيفن دي بروين بالعمل في دور مهاجم وهمي رفقة فودن ومحرز إلى جانبه. من جهته، لدى توخيل بعض المخاوف في إدارة هذا الحدث، حيث تحوم الشكوك حول جاهزية ميندي للقاء المرتقب رغم التحاقه بالتدريبات الجماعية في منتصف الأسبوع.


من المتوقّع أن يكون نغولو كانتي جاهزاً على الرغم من غيابه عن اليوم الأخير من موسم الدوري الإنكليزي الممتاز بسبب مشكلة في الفخذ، وهو ما يعطي الفريق دفعة معنوية كبيرة، دون إغفال أهمية عودة كوفاسيتش بعد إصابة طويلة الأمد.
اللقاء مهم جداً للطرفين. غوارديولا يريد استعادة مجده الأوروبي كمدرب في حين يرغب توخيل بتدوين اسمه بين مدربي النخبة، خاصةً بعد فشله في حصد اللقب في الموسم الماضي رفقة باريس سان جيرمان.
من جهتها، تنتظر جماهير الفريقين اللقاء المرتقب على أحرّ من الجمر، وقد وقعت اشتباكات حادة بينهما في شوارع مدينة بورتو البرتغالية عشية اللقاء، الأمر الذي سيشعل الأمور أكثر داخل الملعب بين العدد المسموح من المشاهدين.
بطل اليوم سوف يحصد المجد، هذا مؤكد، غير أن الأهمية ستكون مضاعفة بالنظر إلى عوائد التتويج المالية في ظل تداعيات كورونا إضافةً إلى لعب اللقب دوراً كبيراً في جذب الأسماء المرتقبة خلال الميركاتو الصيفي. الحافز والجاهزية إضافةً إلى دهاء المدربين كل ذلك يصعّب من التنبّؤ. الكفّتان متوازيتان، بانتظار نهائي متكافئ وممتع.