في آخر مباراتين لبايرن ميونيخ وريال مدريد، بدا الاثنان كأنهما يوجّهان رسائل إلى الجميع، وإلى بعضهما بعضا أيضاً. تغلبا معاً على خصميهما في الدوري المحلي، الأول على فيردر بريمن 5-2 والثاني على أوساسونا 4-0. لا يمكن القول إن المدربين الإسباني جوسيب غوارديولا والإيطالي كارلو أنشيلوتي تعمدا سحق ضيفيهما. إنه المتوقع، و«الغضب» سببه سخرية وسائل الإعلام من الفريقين بعد فوز «النادي الملكي» على «البافاري» 1-0 في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. لم ترض «المعسكرات الإعلامية» عن الخصم. الألمان سخروا كيف فاز ريال وكيف خسر بايرن، والإسبان انتقدوا الأخير، وانتقد بعضهم قلة سيطرة «الميرينغز» على الكرة. ويمكن القول إن السيطرة على الكرة باتت مرضاً تعانيه بعض الفرق وبعض المدربين. يفضلون الاستحواذ على تحقيق فوز سيؤهلهم الى أدوار مقبلة. يرون فيه الطريق الوحيد للتغلب على الخصم، ومعظم الأحيان، وخصوصاً في المباريات المهمة، يثبت عكس ذلك.
إنها كرة القدم، والواقعية جزء أساسي منها. وهذا الجزء تحديداً يفتقده غوارديولا، الذي لا ينفك يؤكد رغبته في الاستمرار وفياً للفلسفة الكروية المتمثلة في حيازة الكرة. منذ أيامه مع برشلونة والخطة نفسها، ما جعل الخصوم يحفظونها عن ظهر قلب. فإن كان خصمك يتميز بالكرات المرتدة، يمكن الجزم بأنك تلعب بخطة محفوفة المخاطر.
«الاستحواذ على الكرة لا يعني أي شيء عندما يصنع منافسك الفرق. نحن محظوظون بأنهم سجلوا هدفاً واحداً فقط»، هكذا انتقد الرئيس الشرفي لبايرن فرانتس بيكنباور «بيب» الملوم على الخسارة، على عكس أنشيلوتي، الذي يؤكد من تابعوه عبر مسيرته التدريبية أنه مدرب «الواقعية». وهذه الميزة يتسم بها المدربون الإيطاليون على نحو عام. هنا لا يخفي انشيلوتي انه استعان بخدمات مواطنه والمدرب السابق آريغو ساكي، من أجل تحقيق الفوز.
والليلة، في الـ «أليانز أرينا» لا منطق يقول إن ريال مدريد سيهاجم. ربما سيلعب كما لعب في الذهاب على المرتدات. مع قيمة مضافة بعودة رونالدو الذي غاب عن بعض المباريات لإصابة خطيرة على مستوى الركبة، وعاد كأن شيئاً لم يكن. سجل أمام أوساسونا هدفين رائعين. ومع انسجام بايل مع الفريق، بات خطر المرتدات مضاعفاً أمام المشاكل المزمنة التي يعانيها الفريق الألماني.
هذا المساء ستكون الحسابات مختلفة في ميونيخ، ومن المفترض أن يكون الأداء مختلفاً. 90 دقيقة نارية يجب أن يقدمها الهولندي أريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري ـــ العائد إلى مستواه المعهود، بعد إحرازه هدفاً ومساهمته في صناعة آخر ـــ اللذان طلب منهما، عكس ما يطلب دائماً: التفرد بالكرة واللعب على المهارات الفردية أمام تشبث ريال مدريد بالدفاع. ولعل المهاجم توماس مولر هو ما يحتاج إليه غوارديولا، لكي يجد اللمسة الأخيرة التي غابت ذهاباً.
بلا شك، إنها مباراة نارية ستحسمها التفاصيل الصغيرة. «جحيم» الـ «أليانز أرينا» ستقضي على ريال مدريد، أو ستبتلع أصحابه.


يمكنم متابعة هادي أحمد عبر تويتر | @Hadiahmad





كلوب يتمنى فوز بايرن

صرح مدرب بوروسيا دورتموند يورغن كلوب لصحيفة «بيلد» الألمانية بأنه يتمنى التوفيق لغريمه بايرن ميونيخ في مباراة إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد، معرباً عن ثقته بتأهل «البافاري» وتجاوز عقبة منافسه. وقال كلوب: «بالتأكيد، أتمنى التوفيق لبايرن في هذه المباراة، أنا على يقين من أنهم سيتمكنون من تجاوز هذا الدور».