كان تراجع دورتموند مخيّباً في بداية الموسم مقارنةً بالآمال التي كانت معقودة عليه. رغم الانطلاقة القوية التي حققها الفريق بتسجيله 13 هدفاً واستقباله مرتين فقط في خمسة انتصارات من أول ست مباريات، سقط دورتموند بسلسلةٍ من التخبطات أودت بمنصب مدربه السابق لوسيان فافر إثر فوزٍ واحدٍ خلال خمس مباريات وبعد هزيمةٍ قاسية بنتيجة (5-1) على أرضه أمام شتوتغارت في الجولة 11 من عمر الدوري، وتم تعويضه بعدها بالمساعد إيدين تيرزيتش.هنا، تغير كل شيء تماماً. فمع تسلّم تيرزيتش الإشراف الفني، استعادت المنظومة عافيتها بعد تعزيز عنصر الثقة ليتألق الفريق بقيادة كل من ماركو رويس، جايدن سانشو والهداف الشاب إيرلينغ هالاند. يعكس ذلك تصريح رويس بعد الفوز الأول أمام فيردر بريمن تحت قيادة تيرزيتش عندما قال، «أعطانا الإيمان بأننا فريق جيد عندما نفعل كل شيء معاً كوحدة»، وهو ما أعاد تأكيده قائد الفريق بعد الفوز الكبير بنتيجة (4-1) على لايبزيك في المباراة النهائية للكأس.
قام المدرب المؤقت ببعض التغييرات الطفيفة التي ساهمت في قلب الأمور وتحسن نتائج الفريق، منها إعطاء رويس الحرية الكاملة في الثلث الأخير من الملعب وتغيير مركز الجناح الإنكليزي سانشو من الجهة اليمنى إلى جهة اليسار، دون إغفال «ابتكاره» لثلاثي خط وسط متكامل بقيادة متوسط الميدان داود الذي لعب دوراً بارزاً في تحسين الفريق عبر زيادة عنصري الصناعة والإبداع. فمع التحول إلى خطة 4-3-3، أتيح لدورتموند أن يكون لديه لاعب إضافي في خط الوسط، وبالنظر إلى تكليف اللاعب الألماني «إيمري كان» بمهمة استعادة الكرة، وأخذ داود على عاتقه مسؤولية تمويل الثلاثي الهجومي بالكرات الحاسمة.
بصمةٌ أخرى تركها المدرب المؤقت في الفريق، تمثلت بإشراك الظهير بيتشك الذي أضاف الخبرة والتوازن للخط الخلفي. كل هذه العوامل ساهمت في رفع دورتموند من المركز الخامس في سلّم الترتيب ــــ بفارق سبع نقاط خلف أينتراخت فرانكفورت، بعد الهزيمة على يد دي أدلر في الجولة 27 ــــ إلى المركز الثالث، وهو ما ضمن مشاركة المارد الأصفر في بطولة دوري أبطال أوروبا للموسم المقبل.
من الأمور التي ساهمت بتقدم المارد الأصفر في جدول الترتيب أيضاً، بعيداً عن تحسن المنظومة، تراجع بعض الخصوم، وقد لعبت إدارة دورتموند بطريقة أو بأخرى دوراً في ذلك.
فبعد إقالة لوسيان فافر، أعلن دورتموند في فبراير/ شباط عن انضمام ماركو روز إلى الفريق قادماً من بوروسيا مونشنغلادباخ في نهاية الموسم. في تلك المرحلة، كان الفريقان متساويين في النقاط ويتنافسان للوصول إلى دوري أبطال أوروبا، ليخسر غلادباخ سبع مرات متتالية بعد ذلك الإعلان مقابل مرور دورتموند بسلسلةٍ من النتائج الإيجابية.
إذاً، شارفت مسيرة المدرب المؤقت تيرزيتش على الانتهاء في ملعب السيغنال إيدونا بارك، حيث تبقى للمدرب المؤقت مباراة واحدة من الموسم ستلعب نهار السبت المقبل، يستقبل خلالها نادي باير ليفركوزن، (16:30 بتوقيت بيروت).
بعدها، سيتسلّم روز زمام الأمور وسوف يعنى بمهمة إعادة المارد الأصفر للمنافسة على الألقاب «الكبيرة» من جديد. يتميز روز بمرونته التكتيكية وحسن تكوينه للفرق، غير أن الرهان سيكون مختلفاً في دورتموند. المهمة الأساسية أمام روز ستتمثل في حل قضية المهاجم هالاند، إما أن يقنعه بالبقاء أو أن يستفيد من عائد بيعه لإعادة بناء المنظومة عبر شراء لاعبين آخرين. الفريق مطالب في الموسم المقبل بالمنافسة على البوندسليغا والتألق الأوروبي، ووضع حد لهيمنة بايرن ميونيخ المطلقة.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا