تتضارب المعطيات حول الاسباب الحقيقية وراء قرار ناديي الصداقة وبلدية الغبيري بهجر الفوتسال وهما اللذان كانا قريبين من حصد لقب بطولة الدرجة الاولى. الاحاديث المتداولة كثيرة، وهي تبدو مختلفة بين ما يرويه الاداريون وما يحكي عنه اللاعبون وبين ما يتناقله المقرّبون من الناديين. لكن بطبيعة الحال، حسمت الامور بالنسبة الى الصداقة، بينما ستكون الايام القريبة المقبلة كفيلة بتوضيح ما سيخرج فيه بلدية الغبيري رغم سلبية الاجواء المحيطة بهذا النادي.
في الصداقة، كانت الحالة ضبابية طوال الاسابيع الاخيرة، وكثرت التحليلات حول بقاء بطل كأس لبنان مشاركاً في الفوتسال من عدمه، وهو امر شعر البعض بأن الحديث عنه مجرد اوهام، وخصوصاً انه لم يكن احد يتخيّل ان يخرج رئيس النادي عبدالله عاشور بقرارٍ مماثل لاعتبارات عدة. اول هذه الاعتبارات ان الفريق دأب على حصد الالقاب المختلفة، لا بل حقق افضل نتيجة على صعيد الاندية اللبنانية المشاركة خارجياًَ بحلوله ثالثاً في بطولة الاندية الآسيوية التي اقيمت في الدوحة عام 2011. اما ثاني هذه الاعتبارات فهو ان عاشور عاشقٌ للرياضة وللإنجازات، وقد صنع فريقاً مميزاً يضم ابرز اللاعبين المحليين. ويبرز ثالث الاعتبارات ناحية ان ما حققه الصداقة في الفوتسال لم يتمكن من اصابته في كرة اليد التي يرأس عاشور اتحادها.
معلومات متقاطعة تحدثت عن اسباب مالية «خاصة جداً» وراء القرار الاخير الذي اسقط لعبة الفوتسال من نادي الصداقة تماماً كما حصل سابقاً في قرار الاستغناء عن كرة السلة بعدما برز فيها النادي بين الكبار.
يجري العمل
على نقل فريق الصداقة بأكمله إلى جهةٍ أخرى

الا ان الرئيس الموجود في افريقيا نفى لـ«الأخبار» في اتصالٍ هاتفي اي سببٍ مالي وراء هذا القرار او اي حادثة دفعته الى اتخاذ هذه الخطوة المفاجئة، مكتفياً بالاشارة الى حسابات خاصة هي «انني موجود في الخارج معظم الوقت، وبالتالي لا يمكنني اعطاء العناية اللازمة للفريق». ويضيف: «كما انني احب الفوز وقد خسرنا هذا الموسم».
كلامٌ مفاجئ الى حدٍّ بعيد من رجلٍ لطيف في كلامه ويفضّل عدم الانغماس في كلامٍ قد يسبّب احراجاً. والمفاجأة هنا هي وسط الادراك بأن النادي مستمر في كرة اليد بنفس الظروف التي يعيشها عاشور. اضف ان فريق الصداقة للفوتسال يعدّ الانجح منذ انطلاق اللعبة، وبالتالي لا يمكن وسمه باشارة الفشل، علماً ان هناء عاشور اكدت استمرار نشاط الكرة النسائية في النادي على صعيدي كرة القدم وكرة الصالات التي فاز فريقها باللقب الاول لبطولة دوري السيدات هذا الموسم.
وفي ظل وجود فريقٍ جاهز للمنافسة بقوة على اللقب لكونه يضم ابرز اللاعبين الدوليين، انتقل العمل الى ساحة المدرب حسين ديب الذي سعى الى محاولة جذب من يمكنه تقديم الدعم اللازم لتلك المجموعة بغية الحفاظ عليها، وهو عمل توزع في اتجاهات عدة احياناً بواسطة «عرابين» لا عبر ديب شخصياً. ولعل ابرز ما حصل هو الاتجاه الى رئيس نادي السد لكرة اليد تميم سليمان، الذي اكد لـ«الأخبار» فور وصوله الى بيروت أمس أنه سيكون من الصعب عليه القبول بهذه المسؤولية «وخصوصاً انه لدي التزامات مختلفة على الصعيد الرياضي وفي العابٍ عدة. أعلم ان الفوتسال اليوم قد تكون تتمتع بأهمية كبيرة، لكنني لا يمكنني ترك التزاماتي الاخرى في الوقت الحالي».
رفض سليمان لم يكن الوحيد، اذ جرى التواصل مع جهات عدة بعضها ناشط في العاب اخرى وعلى مستوى عالٍ بغية نقل الفريق اليها حتى لو كان الداعم خارج بيروت، الا ان المفاوضات لم تصل الى الخاتمة السعيدة رغم ان القيمة الفنية لفريق الصداقة تتجاوز الميزانية المطلوبة.
هذا وينتظر اللاعبون لمعرفة مصيرهم وسط تفضيلهم حتى الآن البقاء معاً في الفترة المقبلة، رغم انه يمكن أياً منهم طلب استغنائه حالياً للانضمام الى اي نادٍ آخر، الا ان هذا الامر لن يحصل قريباً وسط سفر اللاعبين الدوليين مع المنتخب اليوم الى فييتنام للمشاركة في نهائيات كأس آسيا، وهو ما يمنح الراغبين في نقل الفريق بأكمله الى نادٍ آخر، أقله اسبوعان لإيجاد المخرج اللازم، والا فستضرب الاندية الاخرى ضربتها للحصول على نجوم الصداقة، وهي خطوات بدأت فعلاً مع مفاوضات فتحت معهم.
يخرج الصداقة ويخرج الغبيري، والسؤال الآن عن مدى تأثير هذا الامر على اللعبة التي سارت في تطورٍ مطرد اخيراً، لا بل ذهبت لتكون بحلّةٍ افضل في فترات سابقة رغم انسحاب اندية طليعية ايضاً لأسباب تبدو مشابهة.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




انقسام في الغبيري

تبدو حالة من الانقسام في الرأي سائدة لدى أعضاء مجلس بلدية الغبيري حول الإبقاء على فريق الفوتسال من عدمه، وقد شُكِّلت لجنة مصغّرة لدراسة الموضوع ثم الخروج بقرارٍ نهائي في الأيام القليلة المقبلة. إلا أن رئيس النادي ماهر سليم، لا يزال يأمل اتخاذ قرار بالحفاظ على فريقه، وهو أشار إلى أن البلدية تفضّل الآن توزيع دعمها المالي على نشاطات رياضية متفرّعة، وسط استعدادها لافتتاح قاعة خاصة. وتشير مصادر إلى أن ميزانية فريق الغبيري قاربت الـ 200 مليون ليرة في الموسم المنتهي.