أسبوع مرّ على مباراة إنتر ميلانو وسمبدوريا في الدوري الإيطالي لكرة القدم، ولا يزال الحديث قائماً عنها، إذ رغم عدم اكتساب هذه المواجهة أهمية تذكر على صعيد المنافسة على اللقب كونها جمعت بين فريقين حققا نتائج متواضعة في الفترة الأخيرة، إلا أن العديد من متابعي الدوري الإيطالي قرروا انتظارها ومشاهدتها.
لم يكن المتابعون متشوقين لرؤية مهارات لاعب إنتر الأرجنتيني رودريغو بالاسيو، ولا زميله في الفريق البرازيلي هرنانيس، بل حتى إن بعضهم لم يكن متحمساً لمعرفة النتيجة النهائية للمباراة، فهؤلاء لم يكونوا بانتظار لقاء إنتر ضد سمبدوريا، بل أرادوا مشاهدة مواجهةٍ من نوعٍ آخر: ماورو إيكاردي ضد ماكسي لوبيز!
لمن لا يعرف قصة علاقة لاعب إنتر، الأرجنتيني الشاب ماورو إيكاردي (21 عاماً) بزميله السابق في سمبدوريا، الأرجنتيني الآخر ماكسي لوبيز (30 عاماً)، يمكن اختصارها بأن الخلاف بينهما نشأ عندما قرر إيكاردي استغلال ترك لوبيز لزوجته العارضة الجريئة واندا نارا، ولو بشكلٍ غير رسمي، ليدخل معها بعد أشهر قليلة في علاقة عاطفية، قررا أن يتشاركا تفاصيلها على الإنترنت، وهذا ما أثار حفيظة لوبيز.
تركت زوجة
لوبيز بيتها
وأعلنت علاقتها بإيكاردي

بعدها تحوّل الأمر إلى «حرب إعلامية» بين اللاعبَين حيث تبادلا الاتهامات علناً في مناسبات عدة، ما شكّل مادة دسمة للإعلام الإيطالي الذي ساهم في إذكاء نار الخلاف. وعلى وقع هذه المشاكل، لُعبت المباراة السبت الماضي. لم يخب ظن من توقّع مباراةً مشدودة الأعصاب، إذ رفض لوبيز مصافحة إيكاردي عند اصطفاف اللاعبين قبل البداية، وقد ظهر التوتر جلياً على عناصر الفريقين، فاتسمت المباراة بالعنف والأخطاء الكثيرة. كذلك لم يقصّر جمهور سمبدوريا في إزعاج إيكاردي، فبادر إلى إطلاق صافرات الاستهجان في كل مرة لمس فيها الأخير الكرة. إلا أن الحصة الأكبر من التوتر وقلة التركيز كانت من نصيب النادي الأزرق والأحمر، حيث فشل لوبيز في ترجمة ركلة جزاء حصل عليها فريقه في الشوط الأول، قبل أن يتلقى زميله البرازيلي إيدير البطاقة الحمراء بعد تهجمه على أحد لاعبي إنتر.
من جهته، لم يوفر إيكاردي جهداً للانتقام من فريقه السابق، فسارع بعد تسجيله هدفه الأول في مرماه، إلى القيام بحركات استفزازية تجاه جماهيره، وهذا ما تسبب بحصوله على إنذار. لكن في نهاية المباراة، كان سمبدوريا قد وقع في فخ فقدان الأعصاب، فدفع ثمن أخطائه غالياً، ليخرج خاسراً 0-4، كان لـ«عدو الجمهور رقم واحد» حصة الأسد منها بهدفين.
إيكاردي من
فتى معجب
بلوبيز إلى سارقٍ لزوجته
بيت القصيد هو أنه قد تتجلى المشاكل الخاصة لبعض اللاعبين داخل الملعب بشكل إيجابي أو سلبي، ففي حالة لوبيز الذي استسلم للتوتر والعصبية، كان التأثير من دون شك سلبياً، عكس إيكاردي الذي استطاع، رغم الضغط الهائل من الفريق الآخر وجمهوره، أن يحافظ على هدوئه، مؤدياً بذلك واجبه على أكمل وجه. لكن في بعض الأحيان، قد يكون تأثير الحياة الخاصة للاعبين مدمراً بكل ما للكلمة من معنى، ولعل أبرز مثال على ذلك هو «الإمبراطور» البرازيلي أدريانو، الذي عرف أياماً ذهبية عندما لعب في إنتر بين عامي 2004 و2009، جعلته يقف في الصف الأمامي بين أفضل مهاجمي العالم حينها. إلا أن موت والده عام 2008 حوّله إلى كائن آخر فاقد للسيطرة خارج الملعب، فتسبّب بكثير من المتاعب والإحراج لإدارة إنتر، التي فسخت عقده لاحقاً.
الحياة مليئة بالمفاجآت، إذ قبل 11 عاماً ركض إيكاردي البالغ من العمر 10 سنوات وقتذاك باتجاه مهاجم برشلونة لوبيز بشغف، طالباً منه توقيعه وأخذ صورة معه، وها هو اليوم يأخذ أكثر بكثير.