أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس الأربعاء أنه فرض ستة أعوام وثمانية أشهر من الإيقاف الإضافي على رئيسه وأمينه العام السابقين السويسري سيب بلاتر والفرنسي جيروم فالك، وتحديداً حتى عام 2028 بتهمة الإثراء غير المشروع عبر عقود وتعويضات مضخمة منذ عام 2010.
وقضت محكمة فيفا، التي كانت قد أوقفت الرجلين عن ممارسة جميع الأنشطة المتعلقة بكرة القدم بعد سلسلة من الفضائح عام 2015، بأن يدفع كل منهما أيضاً غرامة قدرها مليون فرنك سويسري (حوالى مليون دولار).
ولن تدخل العقوبة الجديدة حيز التنفيذ إلا عند الانتهاء من الحظر الحالي على بلاتر (85 عاماً) وفالك (60 عاماً) بتهمة الفساد والذي يستمر حتى تشرين الأول/ أكتوبر من العام الحالي وتشرين الأول/ أكتوبر 2025.
وأشار الحكم إلى أن "السادة بلاتر وفالك والمدير المالي السابق الألماني ماركوس كاتنر تقاسموا معاً 64,5 مليون فرنك سويسري (نحو 69 مليون دولار) كمكافآت استثنائية"، بالإضافة إلى 4,5 ملايين دولار لنائب رئيس فيفا السابق الأرجنتيني خوليو غروندونا.
وبحسب لجنة الأخلاق، فإن المسؤولين الأربعة "طوّروا نظاماً" يمنحهم "مزايا استثنائية بأقل جهد ممكن"، بحيث وافقوا بشكل متبادل على تعديلات عقودهم، في انتهاك لواجباتهم الرقابية.
ومع تورطهما بقضايا عدة بحسب القضاء الجنائي السويسري، اتُهم بلاتر وفالك بسلسلة جديدة من الانتهاكات لقواعد السلوك في فيفا، مرتبطة بأجورهما.
وبحسب الحكم الصادر في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2020 والذي تم إخطار الطرفين به للتو، فإن بلاتر منح نفسه 23 مليون فرنك سويسري (نحو 24 مليون دولار) من "المكافآت الاستثنائية" المرتبطة بكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، وكأس القارات 2013 وكأس العالم 2014 في البرازيل.
من جهته، تلقى فالك الصحافي الرياضي السابق الذي أصبح اليد اليمنى لبلاتر، 30 مليون فرنك سويسري (31 مليون دولار) كمكافأة عن الفترة نفسها، إلى جانب مكافآته المعتادة، بحسب ما أشارت لجنة الأخلاق المستقلة في فيفا.
ولم يكن الرجلان حينها في حاجة إلا إلى مصادقة المدير المالي كاتنر، الذي أقيل في أيار/ مايو 2016 وأوقف لمدة عشر سنوات في حزيران/ يونيو 2020، ونائب رئيس فيفا غروندونا الذي توفي في 2014.
وقد وصف بلاتر العقوبة الجديدة بالـ"ضربة خلف العنق، مؤلمة وغير مفهومة".
وأضاف لوكالة فرانس برس من عيادة سويسرية حيث يتعافى بعد شهرين قضاهما في المستشفى "لجنة الأخلاق في شكلها الحالي لا تشبه هيئة مستقلة".
وأردف بعدما بات أول المنتقدين لخلفه الرئيس الحالي السويسري - الإيطالي جاني إنفانتينو "هي ليست سوى الجناح المسلح لرئيس فيفا، وبالكاد تكون أكثر من محاكاة ساخرة للعدالة".
وبإمكان بلاتر وفالك الطعن في هذه العقوبة في محكمة التحكيم الرياضية.
وأجبر السويسري على التنحي من منصبه كرئيس للفيفا في عام 2015 وعوقب من قبل الاتحاد القاري بالإيقاف لفترة 8 أعوام، ثم خفضت لاحقاً إلى 6 أعوام، بسبب انتهاكات أخلاقية بعدما تبيّن أنه سمح بدفع مبلغ مليوني يورو للرئيس السابق للاتحاد الأوروبي ونجم كرة القدم السابق الفرنسي ميشال بلاتيني. وبات بلاتر وبلاتيني في صلب هذه الفضائح التي تعصف بأروقة الفيفا، وملاحقين من محكمة سويسرية حيث يواجهان اتهامات بـ"إدارة غير مخلصة" و"خيانة الأمانة" و"الاحتيال" على خلفية المدفوعات المالية، مع إمكانية صدور حكم بالسجن لمدة 5 أعوام في حال ثبوت إدانتهما.


اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا